41 |دفء المنزل|

3.7K 516 176
                                    

عدتُ لغرفتي في ذلك اليوم، غرفة الفتاة الجميلة التي ماتت بسبب المستذئبين الملعونين ووالدها أنقذني..

أدركتُ أن الناس تتعامل مع الأمور بطريقةٍ مختلفةٍ للغاية، تستقبل الأحداث بحياتها بشكلٍ يختلف عن أحدها الآخر، مثل والد هينار، أو هينار نفسها، والأستاذ تيمان..

بقيتُ في هذه الغرفة، أعيد قراءة المفكرة كل يوم، ولا ألوم تيراني على أي شيء، لقد أحبت بانيك، وهذا الحب كان حقيقياً وصادقاً، لم تكذب حوله، وبدوره قدم لها الكثير حتى شعرت بالعدل وكان يمكنها أن تضحي من أجله..

بعد مرور الأيام العشرة طرق الأستاذ تيمان على الباب ودخل، كان قد توقف عن قفله ولكني لم أخرج من الغرفة أبداً، نظر لي ليجدني جالساً بجانب النافذة، أراقب المطر المتساقط بغزارة بهذا اليوم، وابتسم قائلاً "لقد مرت الفترة التي من الممكن أن يتزعزع سحري بها، هذا السحر أبدي، لن يزول ولو بعد موتي، ستكون بخيرٍ أونار.."

"لقذ أنقذتَني من لعنتي.."

"أردتُ فعل ذلك من البداية، أتمنى لو كنتُ قوياً بما يكفي حتى أطبق نفس الأمر على كل المستذئبين الملعونين الذين لم يولدوا بعد، ولكني لستُ كذلك."

"ماذا سأفعل الآن؟"

سألتُه بتشتت فابتسم بخفة، وضع كيساً كان بيده على الطاولة وأجاب بهدوء "بدل ملابسكَ وعد لمنزلك، في التاسعة مساءً ستكون كل عائلتكَ في المنزل ومعهم هينار وريمون، جميعهم يفتقدونك..

بعدها عش حياتكَ بطبيعة، تدرب، ادرس، اعمل بجد، وأنشئ عائلة أيضاً، ستكون بخير أونار.. أنتَ لستَ مختلفاً بعد اليوم.."

لم أكن مختلفاً يوماً بإرادتي، لم يكن يعنيني كيف ينظر لي الآخرون، ولكن الآن وأنا شخصٌ جديد، يمكنني أن أفكر كم غير الشهران الأخيرين من حياتي، وأتساءل كم غيرا بحياة عائلتي أيضاً.

"عائلتكَ مازالت لا تعرف عنكَ شيئاً، لقد دسستُ ورقةً تحوي اسمكَ بين بيانات الطلاب الذين سيعيدون السنة، أتطلع لتدريسكَ في السنة القادمة أونار، ستكون مستقراً وأفضل حالاً وسيكون بوسعكَ الدراسة دون القلق من خياراتكَ المحدودة أو صداعكَ الدائم.

استغل الوقت حتى تبدأ السنة بإكمال علاجك، وتأكد من الحصول على التدريب الجيد لتعوض كل ما فاتكَ هنا، رغم أنكَ تدربتَ كل يوم.. "

"سأفعل." ابتسم مجدداً وغادر الغرفة، بدلتُ ملابسي بتلك الجديدة التي جلبها لي، ووضعتُ القديمة على السرير، وبجانبها وضعتُ مفكرة تيراني، رغم رغبتي بحملها معي فقد كانت رفيقتي للأيام الماضية، ولكني تركتها لعائلتها فهي أحق بها..

حين نزلتُ للأسفل كان الأستاذ تيمان وزوجته يقفان بجانب الباب ينتظرانني لأغادر، مدت يدها لي لأصافحها باحترام.

The Cursed Child | الطفل الملعونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن