تناقلتُ بين مختلف الزهور
انتقي باقتي الصباحية
لتتزين بها شرفتي كعادتها كل يوم ..
ولكن ما حدث اليوم زعزع جذور عالمي بأكمله
هممت بقطف الزهرة الأخيرة حين سمعت شكوة غضن يُكسر
ارتبكت وتلٌفت حولي في زُعر
ولأول مرة اشاهد أحدا غيري يخطو هذه البقعة
ما أن سمعت همهمة اسمي تفارق جسر شفتيه
حتي تساقط كل ما حملته وركضت سريعا
تباطئت خطواتي محتمية بشجرة عتيقة
نادي مرة أخري بصوت أعلي هذه المرة
- لانا .. أعلم أنك هنا
اخرجي لن اؤذيكِ
ترددت قليلا ثم أجبته بسؤال
- من أنت؟ وكيف عرفت اسمي؟
حك مؤخرة رأسه في حرج وأجاب
- لقد .. لقد كنت اراقبك منذ مدة
لا ادري لما أحسست صوته قريبا مألوفا
فتلصصت في نظرة خاطفة
لمحت منها التضاد المثير بين شعره الفاحم وبشرته الثلجية
فعدت متسائلة
- ولكن أنا لم أرك من قبل
- لم تسمحي لي قبلاً
- ماذا !!
- اعني .. لم نكن بهذا القرب .. لطالما كنت ابعد ولكن هذه المرة ساقتني روحي للطريق الصحيح
جرؤت علي النظر مجددا وثبت أنظاري هذه المرة قائلة بإعتراض بسيط
- الإنسان تسوقه قدماه
- ربما .. لكن وجودك يعبث بروح القوانين
- من أنت ؟؟
- إن خرجتي سأخبرك.
ترددت قليلا ثم سبقتني أقدامي محركاً إياها فضولي
اقتربَ قليلا فعدتُ للخلف
- حسنا لا بأس ، تقدمي أنتِ
- ألن تخبرني باسمك علي الأقل ؟
- اسمي مين يونغي
- اسمك .. صوتك .. كل ما بك مألوف بطريقة غريبة ؟!
- ربما التقينا سابقا
- لا .. سأتذكر هذه الملامح جيدا إن لمحتها قبلاً
