فِهم قلب احداهن !

785 72 6
                                    

مر يومان على هذا الموقف و مازال تايهيونغ يُفكر بداخله و هو يَعتصر قَلبه ألماً : لما تُحاول الإنتحار ؟ هل لهذة الدَرجة لا تُريدين أن تَقضي حياتكِ معي ؟ هل قُمتُ بإيذائكِ ؟
وقف تايهيونغ و اغلق عينيه من شِدة ألام رأسه ثُم عاد لجِناح الغُرفة .
وجد چيني قد عادت مُجدداً للجِناح بعدما نزلت لتستمتع قليلاً برؤية البَحر و كانت جالسة على الأريكة تقرأ الرواية و عيناها تُدمعان .
أقترب مِنها تايهيونغ و أخذ مِنها الرواية .
- مَهلاً ماذا تُريد ؟ ، لِمَ أخذت الرواية !
: لِم تَبكين هكذا ؟ هل هُناك شَئ ؟
أخذ يَمسح دموعها بِرفق و لم تَرفض چيني و تُبعد يداه عنها ، و خالفت توقعات تايهيونغ و أقتربت مِنه ثُم أحتضنته مُتعلقة بِعُنقهُ و أخذت بالبُكاء بِشكلٍ غير طبيعي ..
- لِمَ لا أموت فقط و ينتهي الأمر .. لقد عانيت بما فيه الكِفاية ، حاولت أنا اتأقلم مع الأمر ولكن لا شئ يَمُر كما أريد .. كُل شئ يَحدث عكس توقعاتي ، تَركني الجميع و لكنك تُحاول أن تتقرب لي بغض النَظر عما أقوم بِفِعله ، هل ستحزن عِندما أموت ؟ أم ستتخلى عني مِثلهم .
بدأ تايهيونغ بتهدئتها و أقترب مِنها أكثر و هَمس بإذنها : لا أود مِنكِ قول هذا ، ستظلين دائماً داخل قلبي بِغض النَظر عما يَبدُر مِنك كما ستظلين حُبي الأول و الأخير فقط صارحيني إن كان هُناك ما تُريدين قوله  ..
- تايهيونغ ، أنا لَستُ مِثلية كما تَظن .. و لا أحُب سولچي أنا أقوم بِفِعل ما أريده لكي لا أندم إن أقدمت على الإنتحار ..
: لا تَقولي هذا أرجوكِ أنتِ كُل آمالي ، أنا فقط أحيا مِن أجلك سأكون دائماً ملجأكِ عِندما تُريديني ، استخدميني كما تشائين سأكون لأجلك  خادماً و حبيباً و أي شئ ..
- تايهيونغ ، لم أود أن أقترب مِنك قبلاً لست لأنني لا أحبك أو شئ .. لقد كُنت أعاني مِن اضطرابات نفسية تَعوق هذا ، لقد تَعرضت للإغتصاب مِن صديق والدي عِندما كُنت بالتاسعة عَشر بعد ان أكملت الثانوية و لم يَقم والدي بِفعل شئ بهذا الأمر ..
لَم تنتهي مِن كلامها و عادت للبُكاء مُجدداً .. ثُم أكملت : لقد دافع والدي عن صديقه قائلاً أنتي فَعلتُ هذا مع أحدهم و جئت لأدين صديقه لكي لا يتم كشف أمري كما والدتي ايضاً لم تكن تملك القوة لتواجهه فكانت تُلقي عليّ باللوم .
لقد فَضّل صديقه عني .. لم يُحبني والدي ابداً لقد كان يراني عَقبة بِطريقه .
لم يَستطيع تايهيونغ تَمالُك نَفسه و بادر بالبُكاء معها ليُعاود احتضانها مُقرباً وجهه مِن وجهها لتختلط دموعهما سوياً ..
- أسف لأنكِ عانيتِ مِن كُل هذا دون أن اكون مَعكِ ليتني كُنت شُجاعاً بِما فيه الكفاية لكي أعترف بِحُبي لكِ بالثانوية .. أنا واثق بأنكِ لم تكوني ستعانين بهذة الطريقة .
: كلا تايهيونغ ، أنا من يَجب أن اعتذر لقد كُنت وقحة اتجاهك حَتى مع كَونك شخص لطيف اتجاهي أنتَ أفضل مرحلة بحياتي حَقاً ، شُكراَ لك على كُل شئ .. كَما هُناكَ طَلبٌ مِنك ..
نَظر لها بِحُب و عيناه غارقتان بالدموع التي لا نِهاية لها ثُم أردف : أي شئ تُريديه ، أعدك أنتي سأضحي بحياتي فقط لأحققه لكِ .
- هل يُمكنك أن تُكمل قراءة الرواية لأجلي ؟
: ماذا ؟ لمَ !
- لا أعتقد أنني سأحظى بِفُرصة لكي أكملها ..
انتبه تايهيونغ ليد چيني المُمسكة ببطنِها و التي يبدو أنها تتألم بسببها
: كَيف ؟
- لَقد أخذتُ سُماً و أعتقد أن مَفعوله قد بدأ بالفِعل .. لِذا ...، هل نَتعاهد على ه..
لم تُكمل چيني حديثها و وأغشىَّ عليها بين يدي تايهيونغ
اخذت نبضات قَلبه تتسارع و لم ينَتظر القليل مِن الوقت ثُم حَمل چيني دون أن يتفوه بِحرف واحد و أتجه بِها لأقرب مُستوصف نظراً لأنه لا تُوجد مَستشفيات بالجزيرة .
كانت چيني تتصبب عَرقاً و ذَبُلت عيناها التي كانتا مُتورمتان مِن كَثرة البُكاء  و بدأت بدأت تتنهد بصوتْ قوي لِيقوم تايهيونغ بِمحاولة الحديث مَعها ..
- هل تَسمعيني چيني ؟ ارجوكِ ابقي مَعي ..
لتنظر له و هي تُحاول الحَديث ..
- لقد انتهى الأمر ... لقد كُنت انا مَن اختار هذا .. حَسناً ؟ تَوقف عَن البُكاء ..
: لا أستطيع ، أرجوكِ لا تتوقفي عن الحَديث حسناً ؟ كوني معي ، چيني أنا لا أملك عداكِ بهذة الحياة أنتِ كُل عائلتي حقاً ..
- لقد انتهيت هُنا ، لقد فَعلت الكثير الذي استحق هذا عَليه ، لَقد كُنت قاسية معك هذا أكثر شئ لا أسامح نَفسي عليه .. ارجوك سامحني فَقط .
: لا تَقولي هذا .. أنا لا أغضب مِنك .. فَقط لا أريد رؤيتكِ هكذا .. ارجوكِ لا تَغمضي عينيك .
ردت عليه و هي بالكاد تَخرجُ مِنها الحروف صحيحة :
- سأفعل هذة المرة .. شيئاً لم أفعله قبلاً و مِن المُمكن أن لا أفعله مَرة اخرى .
قَبلت جبينه و أحتضنته و سَلمت نَفسها للتعب و أغلقت عيناها بين يداه للمرة الثانية و الذي ليس مُتأكداً إن كانت ستستيقظ بَعدها مُجدداً .
وضعها على سرير الطوارئ و دخل الطبيب لها و الذي صُدم مِن مَظهرها ..
شفتان زرقاوان و عينان ذابلتان و بالكاد يَظهر نبض يداها عِند لمسه .
- سيد تايهيونغ أليس كذلك ؟
مَسح دموعه و أردف : نَعم أنا هو .. أرجوك أنقذها حتى لو كان هذا يُكلف ألاف الدولارات بل ملايين الدولارات ..
- إنها حالة تسمم واضحة ، يبدو أنها جائت مُتأخرة .. و لكن أعدك سنحاول فِعل ما نستطيع فِعله .

كَيف تُروض زوجتكَ المِثلية ! [ مُكتملة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن