بعدما اكملت المرحله الثانويه ،قرر والدي ان اكمل الجامعه في العاصمه ،كان اقتراحه ان اقضي سنتي في بيت ابن عمه الذي يسكن هناك، وفعلا سافرت مع ابي الى العاصمه لأول مره ومكثنا في منزل اقاربي الذين رأيتهم لأول مره. بقي معي يومين ثم رجع الى قريتنا وتركني لأكتشف هذا البعد الجديد وحدي.
كانت عائله لطيفه،ابنتان،واحده في مرحله الاساس واخرى في مثل سني. وصدفه متعمده انها كانت في نفس كليتي، لكنها لم تستلطفني.
بعد رحيل ابي وبقاءي معهم،كانت تناديني ببنت البلد. وتنظر الي باشمئزاز ،وانا ايضا كنت اساعدها على الامر ،فقد كنت انظر لكل شئ بدهشه.
كم كانت العاصمه ضخمه،والجميع هناك لا يبالي بشئ،يركبون الموصلات العامه ووجهم يملأها الضيق والتعب،البعض يشحد في الشوارع والبعض يركب السيارات الفارهه،البعض يشتكي من ضيق المعيشه،والبعض يذهب لاغلى المطاعم.كان كل شئ بالنسبه لي يدعو للتأمل.
عائله عمي مجذوب كانت دافئه ،ابنتهم لين،كانت تعاملني بحب،وزوجه عمي كانت تعد لي الكعك في الصباح لأشرب به الشاي والعم مجزوب يصلنا انا وصفاء للجامعه ويسألنا عن دراستنا وكيف تسير،كان يسألني اذا كنت احتاج لشئ،ولكنني اجيبه بأنني لن اتردد في طلب شئ.
لم تحب صفاء فكره وجودي واخذي لدور اخت لها كانت تدعي عدم معرفتي في الجامعه. مره تعرضت لبعض التنمر من فتيات في الصف، ، اذكر تماما كيف وقفت معهم تضحك بصوت عالي وتقول لهم :"خلوها جايه من البلد".ويوما بعد يوم كان التنمر يزداد علي .وكانت قريبتي تجد طرقا كثيره لتتنمر علي.
طريقه كلامي،ولبسي.
كنا نرجع الى المنزل اغلب الاحيان منفردتين ،كل واحده بطريق.كانت في المنزل تدعي انها تعاملني بلطف.حتى لا يلحظ والدها ولم اكن أريد ابخاس معروفهما باخبارهم بالامر.
ازداد التنمر منها ،حتى اضطرت الى الطلب من والدي بأنني اريد ان ابحث عن سكن آخر. كان يثق بي بشده فوافق.
لكن عمي حين عرف بأمر رحيلي اصر علي ان ابقى معهم. كان يقول لي :"لي عاوزه تمشي زعلانك في حاجة؟" اعتذرت له واخبرته انني لا اريد اثقالهم لكنه كان يتحسس فقررت البقاء . وتحمل معاناتي مع ابنته.
تعرضت للتنمر مرات عده،لم املك صديقات كثر،لكنني كنت اركز على دراستي،واركز على هدفي،لاسعاد نفسي واسعاد عائلتي.كنا وصفاء نعيش في نفس المكان،ولكننا لا نلتقي الا في الجامعه.فقد كان لي غرفه وحدي ولها غرفتها. ولم تطق وجودي .وانا لم احاول ازعاجها.
كان معدلي الدراسي عاليا،في ماده الدكتور سعيد،كنت متميزه،الأمر الذي جعلني المفضلة عنده، كان يدعوني لمؤتمرات وفعاليات ويدعوني للمشاركه فيها. حتى أنني حصلت على كثير من الشهادات لحضور هذه الفعاليات.فتح لي الدكتور سعيد افاقا جديدة كان يهديني كتبا، ويسجلني في كورسات للغه.
ولم تفوت صفاء هذه الفرصه،لتنشر اشاعات عن علاقه بيني وبين الاستاذ. الذي كان من اشرف من قابلت في حياتي.
لكنني لم اهتم بمثل هذه الاشاعات. اناس مثل صفاء وهشام، كانو يملأون نقصهم بايذاء الآخرين.
كان استاذي قد نقلني الى عوالم كبيره ،واتقنت الكثير من المهارات،لم اعرف كيف ارد جميله علي.
وهكذا اصبحت المتميزه،المكروهه.
قال لي الدكتور سعيد في يوم،ان علي ان اخبرهم ان صفاء قريبتي.