حين انتهت منه من سرد القصه التي تذكرتها في الليله التي تسبق سفرها،دخلت الى غرفتها،وتركت هبه وامل والاء يفكرون.
كان عليهم ان يجدو حلا لمعضلتها،فمنذ مجيئها من القريه،وهي في حاله اكتئاب.
بعد ان قررت السفر الى العاصفه،بسبب شجارها مع والدها،الذي قال لها :"ما عافي ليك لو ما سمعتي كلامي وانخطبتي للزول الجاي دا" .
نائمه في غرفتها طوال اليوم،لا تقوم بشئ ،خافت امل ان تنتهي اجازتها وتبقي على هذا الحال،خسرت الكثير من الوزن،ولم يعرفو هل بسبب تذكرها للاحداث ام بسبب تركها لوالدها واكتشافها بأن قيمتها لديه مجرد قطع نقديه او هكذا ما ظنته.التفكير بأنها لا تملك وطنا يحتضنها، يغرقها، أصدقائها يعاملونها كوسيط لثروة، ووالدها الذي ظنت أنه يحبها لشخصها، يريدها الان أن تقترب لتجذب الحظ وتبتعد من دورها كابنته.
فكرت الاء في استدعاء هبه،التي يمكنه ان تحل الامر على عكس امل التي لم تؤمن بالروحانيات او الماورئيات التي ستطرحها هبه.
قالت امل:"حانوديها دكتور اخصائي مخ واعصاب،لأنو في احتمال كبير جدا انو حتى القصه القالتها دي تكون جزء منها غلط" ردت عليها هبه:"لالا مااظن،لأنها ماكذبت في الجزء بتاع سعيد،وبعدين دي رغبتها في انها ما تمشي،وانو احنا نلقي حل"
حاولت الاء ان توقف بينهما،ولكن امل
قالت بانفعال:"خليك عقلانيه شويه هو زول ما قادر يتذكر ح يعرف مصلحتو كيف،و..."
وقبل ان تكمل امل جملتها كانت منه تقف قرب الباب وقد سمعت كلام امل.
تذكرت كلامات دكتور سعيديُجرِّبُ طرقاً شتى،
ويعودُ خائباً.
يكرهُ امالهم المعلقةَ عليه،
يحاول الاستسلام
يسمع اصوات في داخلهيحاول نسيان وعود وعدها لنفسه؛
لانه تعّود الانهيار حتى أصبح كبطاقة تعرفه.
تلاحقه الخساره ،كظلٍ في ظهيرة يوم مشمس.مخاوفه تُطارده،
ذكريات،
محاولاته الفاشلة،
أيامه الفارغة،
كتابته المؤرشفه،
رفضُهم له،
رفضُه لذاته،
عصبيته،
نسيانهُ المتكرر،
قلقه غير المبرر،
صمتُه المبهم.يعودُ
ليعانق خيباته الصغيرة والكبيرة..يفكر مصطفى في لقائه مع امل"،ليس كما تقوله عيناك احيانا يشيحان بالنظر بعيدا، كما لو أنهما لا يتعمدان الكذب، ولا يريدانه، فهما لا يكذبان لكنهما لا يريدان النطق بحقيقة ما، احيانا تنظر في عمقك، كما لو أن صدقها هو كذبتها الوحيدة، لا بأس في كلا الحالتين، هي تريد أن تكون محبوبه وانا أريد ايت"
وتعبر امل بالذكرى على الجهه المقابله،كيف اصابها وخز لطيف،حين اقترب مصطفى منها،وكيف كان ينظر في عينيها،حتى تلعثمت،لماذا على منه ان تكون محور الحديث ومحور حياتنا،هل تستطيع تقبل وجود شخص في اخر في حياته، شخص مختلف، شخص يخبرها بأنها جميلة، يهتم بتفاصيل يومها.
لماذا تريد الشعور بالحب؟ هل هذا ينافي كونها انسانة عقلانية، هل سيتهزئ بها اصدقائها، لماذا تختبئ خلف أقنعة كثيرة، لكنه ليس الوقت المناسب للشعور بالحب، وليس العمر المناسب لتقع في حماقة.
قابلت مصطفى بعد وصوله من السفر،طلب مجيئها وحدها،سألها عن يومها وعن دراستها،كانت تقتضب معه في الحديث،ولكن النظر في عينيه،جعلها اكثر الفه.
اخبرها انه يريد اصلاح الوضع مع منه،لماذا شعرت بالغيرة،لكن اليس هذا سبب لقائها به. منه ،لماذا هي مرغوبه هكذا، كالنحل يدورون حولها.. كخليته، بل كملكته، يدورون يظلون كذلك،ولكنها بيأس اقنعت نفسها ان مصطفى اراد ان يقابلها وحدها لسبب ما.
تذكرت امل حبيبها السابق،تركها دون ان يوضح،وفتى آخر في الكليه،اعجب بها،لبعض الوقت،ثم انسحب ببطء.كل هذه الترهات لا تهم،المهم هو عملك،ومكانتك التي تصنعها بيدك،قاطع مصطفى تفكيرها،واعتذر لها عن حديثه عن منه،في لقائهما الخاص،ابتسمت امل عن عمد هذه المرة،وواصلا سهرتهما سويا.كان على منه ان تعود للعمل،اقترحت هبه عليها ان تنسى فكره حظها تلك ،"برمجتي عقلك الاوعي على انك محظوظه،برمجيه على انك زوله عاديه" قالت الاء الا ننومها مغنطسيا وضحكت لكن امل قالت "ايوه دا الحل" نظرت منه والاء إليها بذعر وضحكت الاء ،لتشجع امل على الضحك ،لكن عيني امل كانت تفكر في التنفيذ.رجت منه هبه ان ترفض،لكن هبه صمتت صمتا مخيفا.
رفضت منه الفكره كرفضها لفكره الطبيب،ولكن امل قالت لها انها ستلجئ للامر اذت ساءت الاوضاع اكثر.
وبالرغم من تشتت افكار منه،ووعود هشام بالانتصار.ومضايقاته لها الا انها تمكنت من ارجاع اسمها القديم في العمل،يوما بعد يوم تتذكر كيف خيرها والدها بين البقاء والرحيل،كيف منعها من اخذ والدتها معها،حين ترحل ،"برحليك ستنسين وجودنا".هي لن تنسى وعدها لوالدتها،لكنها ستنسى كونها منه الله عليهم ،هي منه لنفسها فقط.