«لِمَ الابتسامة؟»
كانت تلك الغيمة تجلسُ بابتسامةٍ مشرقةٍ بينما تُحدق في السماء بفرحٍ وتُحرك قدميها ذهابًا وإيابًا
زالت الابتسامة بعدما تسلل سؤاليّ إلى عالمها، أتُراها تراني دخيلًا غير مرغوب؟
«لستُ مجنونة»
قالت بخوفٍ وغضبٍ غير مألوف
«لم أقل أنكِ مجنونة، فقط لِمَ الابتسامة؟»
رفعَت أنظارها نحوَ السماء مرةً أخرى بابتسامةٍ أصغر من سابقتها رغم كونها تُحاول إخفائها:
«انظري للسماء، لا تملك غيومًا»
«النجوم لامعةٌ جدًّا، مشهدٌ مريحٌ وجالبٌ للسعادة»
أردفت بنبرةٍ دافئةٍ وكأنها تتحدث عن شخصها المفضل في هذه الحياة
«لكن لو كانت هناك غيومٌ لكان المشهد ليتزايد دفئًا»
«إن النجوم أجمل بكثيرٍ من الغيوم»
«هذا الرأي غير قابلٍ للنقاش»
قالت بانفعالٍ وكأنها تُدافع عن مبادئها الغالية
«لكن الغيوم جميلةٌ أيضًا..»
اعترضتُ بهدوء دون بذل جهدٍ في تغيير تعابير وجهي أو إبداء أي إشارةٍ على الانفعال، ليسَت لديّ طاقةٌ للنقاش
ربما كانت تنتظر انفعالًا أقوى حيث حاولت خلق أي تعابيرٍ جديدةٍ ثم قالت:
«إن كانت الغيوم جميلة، هل أنتِ جميلةٌ أيضًا؟»
«لا، لستُ كذلك»
أقصدت استخدام أكثر سؤالٍ أمقته؟
لكن.. أتُقارنني بالغيوم؟
«ها قد وصلت الحافلة، أنتِ لا تريدين أن تجلسي هنا طوال الليل»
قاطعتها قبل أن تقولَ أي شيءٍ آخر، أنا ممتنةٌ لأن تلك الحافلة التي تكاد تخلو من الصوت والرائحة أنقذتني
لكن، نسيتُ سؤالها بشأن ذلك الدفتر،
أعليّ الاستمرار ليومٍ آخر وحسب..؟
أنت تقرأ
عِناق النجوم | Astrobosom
Short Storyمجرد غيمةٍ التقت بنجمة.. أكان الأمر أكثر من ذلك؟ _ - تم نشرها في ربيع ٢٠٢٢ الموافق الثاني والعشرين من أبريل. - الغِلاف من صُنع Nagii@♡
