اقتباس

119 13 30
                                    


اقتباس

في وقتٍ سابق من الليلةِ الماضية، كانت تُصارِعُ بأنفاسِها المتلاحقة وركضها خلف ذاك الخيال، الذي لآزَّم رُؤاها المتتالية بلياليها الفائتة والحالية، وما كان هذا الخيال إلا إبراهيم يأتيها بوجهٍ كَدَر ماؤها، ثم يوليها ظهره مغادرًا إياها دون أن يستجيب لأي نداء منها مهما رجته مطالبةً إياه البقاء، فتستيقظ من نومها بأنفاسٍ مسلوبة وأعين تذرف من الدموع الكثير لشعورها بأنه حزين وهي سبب حزنه، أما هذه الليلة فقد كان قدومه إليها مختلفًا عن غيره من الليالي التي سبقتها، فقد صَحِبَ معه طِفلٌ يَحمِلُهُ بين ذراعيه، مادًّا إياه إليها حتى تتناوله من يديه، لكن قبل أن يصل إلى ذراعيها سقط من بين يدّاه مُضَرَّجٌ بِالدِّمَاءِ، لتأخذ الدموع مجرًى لها من بحور عيناه، ثُمَّ ينظر بالاتجاه الآخر ككل ليلة سبقت مثيلاتها لِيُغادِرها دون أي ردّ إلى أن أوقفه زياد هذه المرة مقتربًا منه مُحتضِنًا إياه يُطمئِن قلبه ويمسح على يديه فيعود صغيره بين يداه كأن شيئًا لم يكن، حينها تخترق الابتسامة وجه إبراهيم لينظر إلى والدته يَمُدُّ يدّه إليها بصغيره من جديد فتنشق ابتسامتها لرؤيته ضاحكًا مُستبشرًا، حينها مدت ذراعيها له تأخذ منه صغيره الذي جاء يُسَّلِمَها إياه دونًا عن الجميع، وما إن وِضِعَ الصغير بين ذراعيها حتى أنار المكان من حولها بنورٍ ساطع وكأنه شمسٌ سطع نورها بإذن ربها، اختفى وقتها إبراهيم من المكان ليحتل الساحة زياد بالقرب من والدته وطفل أخيه الراحل..

#ما_كان_له_أن_يحدث
#أحلام_غنيمات

تصويت ومتابعة فضلًا💜🔥

ما كان له أن يحدّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن