يذبل

53 5 8
                                    


بذلك المختبر الواسع العجيب..

إمتلأت الأرضية بالقطع المعدنية والمسامير والأدوات أجزاء من إختراعات بعضها ظهر للعن وآخر لا يزال مخبأ في الظلال..

قام بتدمير الكثير مما بناه بلحظة غضب جعلته اعمى على غير العادة..

تعب من إفراغ غضبه على إختراعاته..

جلس على الكرسي وقد وصل للإنهيار...

لأول مرة يخرج شيء عن نطاق توقعاته..

حدق بحاسوبه للحظات ثم تذكر الإختراق الذي صده..وتوصل إلى أنه كان مسؤولا عن هذا أيضا..

كان على وشك تحطيم حاسوبه لكن أمسكت يدٌ ساعده لتوقفه..

إستدار ليحدق بالفاعل مستعدا ليطرده ليقول الآخر أولا: لم يكن هذا حلا يوما..

شعر بالقهر لأنه يدرك أنه محق فما يفعله ليس صحيحا إطلاقا وهذا ليس من طباعه ليبرر فعلته بقوله: هذا لم يحدث طيلة حياتي!! هذا مهين إيريال مهين!!..

أجابه صديقه بنبرة هادئة: أنت بشري لويس عامل نفسك كبشر وليس كآلة لست معصوما من الخطأ أيضا مهما حاولت أن لا تفعل..

جلس على الكرسي ثانية وإنحني للامام ممسكا رأسه، هذه الحقيقة قد نسيها كليا..

كان يبحث عن الكمال فقط متجاهلا حقيقة أن لا أحد كامل..

إسترسل صديقه واضعا يده على كتفه: أنت لست آلة كما يقولون لك..ولست عديم مشاعر كما نعتوك..ولست غريبا مثلما وصفوك..أنت أيضا تتعب وتحزن وتحتاج للإلتقاط أنفاسك ووقت مستقطع هم لم يعرفوك إطلاقا ولم يحاولوا أن يفعلوا..لكنني قد أتجرأ وأقول أنني أكثر شخص يعرفك بعد نفسك..

"أنا أريد الموت إيريال.. لماذا وضعت نفسي في هذا الموقع فحسب؟ أنا لا أستطيع أريد أن أستسلم فقط" قالها لويس مرهقا..

تنهد إيريال ليرد عليه ببعض الذنب: لقد ألقيت أعباءً عليك منذ وفاة فريكس وأنت إهتممت بها دون تذمر إلى أن عدت أخيرا..! أنا عدت وتخطيت كل ذلك لذا هذه المرة أقر بأنه عليك أن تأخذ إجازة..

تنهد المنهك بعمق وقال: أخاف من ترك مسؤولياتي..

"أتثق بي؟؟" سأله بجدية..

أجاب الآخر بإنكار لمجرى الأحداث: إيريال ليست مسألة ثقة..

"بل الثقة هي لب المسألة" رد عليه بصرامة أكبر..

صمت الآخر للحظات ثم نطق: ألن تتعب هكذا؟..

أجابه بثقة: أستطيع التحمل إلى أن ترتاح كليا..

حل الصمت ثانية ثم أجابه أخيرا على السؤال الذي لم يجب عليه: أنا أثق بك بشكل أعمى لذلك كن بخير حسنا؟

ربت إيريال على كتفه بإبتسامة: سأفعل لا تقلق..

صمت كلاهما ثانية ليقول لويس: هل أنا أب مهمل؟..

Being You...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن