٩ | ماذا لو كنا داخل حلم؟

34 5 0
                                    

كنتُ أسيرُ بخطواتٍ أخفّ بينما أحاول تجنب إزعاج تجمعات الماء التي تستقر بين تصدعات تلك الأرض الباردة وتنعكسُ عليها أضواء النجوم، وفجأةً جفلتُ لعِناقٍ مُفاجئٍ لستُ واثقةً من أين أتى

كانت تلك النجمة مُجددًا، تبتسم بذات الابتسامة المرتعشة..
_

«أخبريني..»
قلتُ بينما نتأمل تلك السماء المزينة بالقمر نصف المسروق

«اليوم لا نجوم ولا غيوم، فقط القمر وهذا غريبٌ نوعًا ما..»
«ماذا كنتِ تقولين؟»

«ماذا إن كُنا داخل حلم؟»

«حلم؟»

«لا أعلم، مجرد سؤالٍ عشوائيّ»
في الواقع، بدأت أشعر بغرابة الأمر

وكأنَّ المكان جزءٌ من جزيرةٍ سحريّةٍ أو من مدينةٍ خياليّة باهتةٍ احتواها شريطٌ من الذكريات المتقطعة، أشعرُ دائمًا أنَّ شيئًا ما ناقصٌ أو خاطئ

«كنتُ لأعانقكِ بمجرد أن أستيقظ تمامًا مثل اليوم»

«ماذا إن كنا نسكن في مكانين متباعدين لا نقطة التقاءٍ بينهما؟»

«لستُ واثقة.. كنتُ لأحظر رقمكِ؟»

«تحظُرينني؟!»

استقمتُ موجهةً نظرات غضبٍ حادةٍ إليها فاستقامت ودفعتني لأجلس مجددًا ثم أمالت رأسها على كتفي وأجابت بنبرةٍ استفزازيّة:
«سأحظرُكِ لثلاثة مراتٍ في اليوم»

«إذًا سأحظرُكِ قبل أن تفعلي أنتِ هذا وللأبد»

«أراهن أن الأبديّة لديكِ هي خمس دقائق»

دفعتُها بعيدًا ثم تنهدت وسألتها مجددًا:
«ماذا إن لم يكن لفرقتنا المفضلة وجودٌ في الواقع؟»

«لم نكُن لنلتقي تقريبًا؟ أعتقد أنه نوعٌ من القدر»
«ماذا تعتقدين؟»

«لا أستطيع تخيل حياتي بدونهم..»
وفي تلك الليلة ركضنا كثيرًا، صرخنا، دفعنا بعضنا، تشاجرنا، تحدثنا، تعانقنا..

هذا الشعور الذي أتمنى أن يستمر إلى الأبد، حيثُ بكينا وضحكنا وكأنَّه اليوم الوحيد الذي منح لنا في هذه الحياة

أكانت نجمةً من نجوم منزليّ أم كنتُ غيمةً من غيمات منزلها؟
_

إلى تلك الأيام الفائتة بينَ نهرٍ متدفقٍ مِنَ الذكريات، أتذكُرين حينما اعتدنا التحليق مُقيدين في السماء؟

وكطائرٍ مجهولٍ يغني أغنيةً تتدفقُ خلالها المشاعر المبعثرة، شيءٌ كهمسات ذِكرى أرجوانيّة كان يعبثُ باستقرار هذا العالم المضطرب ويهزُّ مشاعري

«خمس محطاتٍ امتلأت بخمس أصوات، أغلق عينيك وأخبرني، ماذا ترى؟»
أعتقد أنني أفهم الأمر الآن

عِناق النجوم | Astrobosomحيث تعيش القصص. اكتشف الآن