25

11 2 1
                                    

قبل البدء ...
رمضان كريم ♡

جايكوب

صباح جديد . بارد غائم و قد يصبح ممطراً .
تأكدت من مظهري بمرآة سيارتي بعدما ركنتها أمام دار النشر ثم خرجت منها لأبدء عملي .

حين إستيقظت تلك الثملة جينيفير صباح الأمس . لم تتحدث . و كان عليها شكري لإخرجي لها من تلك الحظيرة البشرية ، إضافة للإعتذرا عما فعلته بسيارتي سابقاً . لكنها لم تفعل أي شيء ! بل إلتقطت معطفها و إرتدت حذائها و خرجت بعدما أخذت مني كوب قهوتي الذي كان بين يدي . إنها جاحدة لنعمة صبري !

فور دخولي أتتني موظفة الإستقبال سريعاً و قالت بإدفاع متوترة :
_ سيد سبنسر ! السيد ماثيوس دي.كاين بمكتبك
_ ماثيوس ماذا ؟! لماذا !
_ لقد أتى قبل نصف ساعة و سأل عنك .و حين علم أنك لم تأتي بعد طلب أن يرشده أحد إلى مكتبك
_ نصف ساعة ! هل قدمتم له أي شيء ؟! شاي ، قهوة ، عصير
_ أجل قمنا بضيافته ... لكنه ينتظرك
_ حسناً ... شكراً
أجبتها و أسرعت للمكتب بخوف . حين دخلت وجدته واقفاً قرب النافذة يتابع الغيوم الرمادية . كدت لوهلة أقول "هل طلبتني سيدي" من الهالة التي تشع منه . رغم أنه رجل في بداية الستين ، إلا أنه يتمتع بصحة جيدة . و مظهر أنيق ! ... إضافة لخبرة إمتدت لأربعين عاماً تقريباً من إدارة الشركات . أعتقد أن أي شخص يدخل مجال ريادة الأعمال لا يستطيع أن لا يثني إنجازه على إنقاذه مجموعة شركات عائلته حين كان طالباً في نهاية سنواته الجامعية .

_ ألم ترى شخصاً يحدق بالغيوم من قبل ؟
أخرجي صوته من تحديقي المطول به . حمحمت محرجاً و قلت شبه معتذر :
_ صباح الخير سيد دي.كاين ... أعتذر لتركهم لك وحدك
_ لابأس بهذا ! ألن نجلس ؟
_ أوه بالتأكيد ! ... تفضل رجاءً
منعت نفسي في اللحظة الأخيرة من تقديم كرسي المدير له و قدمت له الكرسي المقابل و جلسنا أخيراً متقابلين .

_ أظن أنك تعلم أنني لم أتيك بصفة عميل
قال مختصراً لعدة مقدمات . فأجبته مفكراً :
_ أتوقع أنه بشأن الآنسة دي.كاين
_ تفكيرك جيد ! ...
قال ثم وضع ساقه على الأخرى و تابع يعقد ذراعيه لصدره :
_ ... أنظر يا فتى ... ابنتي تهمني جداً ! هي لا تعلم بشأن قدومي إليك الآن و لا داعي بأن تعلم مستقبلاً ...
اومأت بالأيجاب مطيعاً فصمت طويلاً ثم إلتفت إلي و سألني :
_ ... هل تعرف لماذا كانت ملتصقة بك ؟ ... كما تظن

رمشت بغباء محدقاً به ثم أردفت مرتاباً :
_ حتى ... تملئ وقت فراغها ؟
_ حتى تهرب من المواعيد العمياء
_ ظننت أنك و والدتها لا تريدان رجلاً بحياتها !
_ نحن لسنا كذلك . لكننا نريد المناسب لها .
_ إذاً ... لما تتركونها تتهرب من مواعيدها
_ جينيفر فتاة حساسة ! كثيرة المشاعر ... حين تغضب تغضب أكثر من غيرها . و حين تسعد تفوق سعادتها الجمع . و حتى حين تتحمس يكون حماسها زائداً أيضاً . و أعتقد أنك رأيت هذا بها
_ أجل ! ... لا أنكر أن الآنسة دي.كاين المتحمسة لكل شيء أفضل من الغاضبة الباردة .

هيلين |Helen حيث تعيش القصص. اكتشف الآن