الفصل الأول :

770 61 10
                                    




الفصل الأول: حياة جديدة 1

"أنا أحبك ميران لذلك أرجوك فالتبقي بجانبي "

كانت صوته يتسلل إلى قلبها كنسيم لطيف يهمس بالحب والأمان. ومع كل كلمة، زادت قوة اقترابه منها ، وكأنه يخطو على أرضية من الزهور تنبت تحت خطواته الهادئة، حتى وصل إليها وامتدت يديه برفق لتلامس خديها، مثل لمسة فراشة تحلق على أجنحتها ثم ..

عندما وصلتُ إلى هذا السطر المؤثر، شعرت بانتشار حرارة خفيفة وناعمة تمر عبر خدّي، كموجات من الراحة والانسجام. وعلى الفور، قررت وضع الكتاب جانبًا

وضعت رأسي برفق على وسادة الكرسي، واستلقيت براحة تامة على كرسي الطائرة، حيث كان الهدوء يسود وسط الجو المُعتم داخل الطائرة. ورغم تأني الحركة، إلا أنني قررت بصرامة أخذ غفوة خفيفة، لإراحة  عقلي  بعد الأيام الطويلة التي قضيتها في قراءة الرواية المثيرة ذات الأربعمائة صفحة.

لقد كانت عيناي  تحترقان بسبب قلة النوم، فقد كنت أعيش في عالم الأحداث والشخصيات التي صاغتها الرواية، وكلما تقدمت في القصة، زادت رغبتي في معرفة المزيد والمزيد.

كانت هذه الرواية بمثابة هدية وداع  تلقيتها من صديقتي المقربة و التي كانت بمثابة لمسة رائعة من الحب والاهتمام،بالرغم من أن تصنيف الرواية لم يكن من تفضيلاتي ، بمجرد أن بدأت في قراءة الصفحة الأولى من القصة، وجدت نفسك مسحورًا تمامًا بسحر الكلمات وإتقان السرد.

كانت الكلمات تسير بسلاسة فائقة، والانتقالات بين المواقف والأحداث كانت غاية في الواقعية، مما جعلني أشعر و كأنني  أعيش القصة بكل تفاصيلها وأحداثها. وخصوصًا مع وفرة الأحداث وتنوعها، لم تستطع إلا أن تستسلم لجاذبية الرواية وتغرق في عالمها

عندما مددت يدي لقراءة الصفحة الأخيرة، شعرت بزيادة شدة الإحتراق في عينيّ ، وكأن الدهشة والاندهاش من الأحداث التي تكشفت خلال الرواية أصبحت تسكن في كل خلية من خلايا جسدي . وبينما كانت تلك الصفحة الأخيرة تقترب، شعرت بأن جفوني تثقل وتنغلق تدريجياً، إشارة إلى تعب عقلي واستسلامه للنوم.

و رغم الرغبة الكبيرة في معرفة نهاية القصة وحل لغزها، قاومتُ بصعوبة الإغراء الشديد لقراءة الصفحة الأخيرة، وفضلت أن أمنح عقلي  راحة قليلة . كنت أفضل أن اقرا الفصل الأخير و أنا يقظة تماما

*
*
*

"معكم الكابتن الرئيسي للطائرة، وأود أن أخبركم بأنه لم يتبقى سوى ساعة واحدة حتى نهاية هذه الرحلة الرائعة لذلك نرجو من الركاب الأعزاء ... "

الآنسه المثالية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن