هل سيفي بالوعد؟

1.1K 80 11
                                    

صوتٌ رقيقٌ يكسرُ حاجِزَ الصمتِ في الغرفةِ الهادئةِ
"لقد سئمتُ من هذا"
التفتَ ذو الشعر الاسود و البشرة الشاحبة و البنية الهزيلة باتجاهها ثم اعاد تركيز بصره على التقرير الذي همّ في قراءته
"ماذا تقصدين؟"
قلتِ في محاولة لمنع دموعكِ من الاندلاع
"ها انت ذا بارد مرة اخرى"

قال بانزعاج
"اذا لم يكن لديك النية للتحدث بوضوح اذا من الافضل ان تصّمتي؟"
ثم صبّ تركيزه الان بالكامل حيث يكمل القراءة
قلتِ بهمس كافي ليجعله ينتبه انك تكلمت دون ان يسمع ما قُلتِه له
"لننهي هذا" 
قال بانزعاج
"ارفعي صوتك قليلا! "
قلتِ و قد تغيرت نبرة صوتك عن قبل بشكل ملحوظ مما جعله يفزع
"لننفصل!"
ادخل اصبعه في اذنه و لفه
"لماذا تصرخين؟ الا تستطيعين التحدث باعتدال؟حمقاء" 
قلتِ بغضب
"لماذا لا تأخذني بمحمل الجد؟"،
قال بوجهه مستقيم
"لانك تتحدثين بالتراهات"
قلتِ صارخة
"تبا..تبا تباا لماذا تفعل هذا؟تكون رقيق و محب ثم بارد و قاسي توهمني اننا في علاقة ثم تبتعد عني كما لو كانت نزوتك قد انتهت ثم تعود مرة اخرى"
قال بهدوء يمكن وصفه بالامبالاه
"و ماذا تريدين؟"

أجبتِ سؤاله بصوت أشج
"أريد أن أنهي هذا الهراء هل نحن أصدقاء؟ أحباء؟ ام اني مجرد دمية لتفريغ فراغك العاطفي و انعدام مسؤوليتك؟ "

"لا أعرف"
مازال بذات الهدوء الذي كان عليه مما جعلك ترتبكين
"فقط أطلق سراحي..حررني من عذابك هذا"
رد عليكِ و مازال لم يزل نظره عن تقريره الذي اعده احد رجاله
"لا أريد"
صرختي في محاولة لجذب انتباهه
"أنت تقيد حريتي!"
مازال هادئا رد عليكِ كما لو لم يكن مهتما لكلامك
"فليكن"
قلتِ بهدوء ما بعد العاصفة
"مانجيرو..سأذهب و لن أعود لذا لا تبحث عني إلا إن أردت قتلي سأرحب بهذا" انهيتِ جملتك و اتجهتِ للباب، شئ ما اصطدم بظهرك، شئ بارد، و هزيل، كان قد سحبك في عناق و دفن رأسه بين ثنايا رقبتك، أنفاسه الساخنة المتعثرة تصطدم بجلدك، تمتم باضطراب
"لماذا؟ هل فعلت شئ خاطئ؟هل هذا لاني ذهبت مع المنفذين إلى نادي ليلي دون إخبارك؟ أنا أسف لن أفعلها مجددا...هل ستتركيني أنتِ أيضا ؟ سوف تتخلي عني....تماما كما فعل الجميع"
قلتِ و أنتِ تحاولين دفعه
"مانجيرو اتركني"
قال و هو يضيق ذراعاه المهتزتين الملفوفتين حول خصركِ
"إذا ذهبتِ أنتِ أيضا ماذا سأفعل؟ أنا ...أنتِ أثمن ما لديّ"

"لكن...ماذا سأفعل أنا إن ظللت بجوارك؟ سأجن! انت لا تحبني يا مانجيرو أنتَ فقط تريد أحدًا بجوارك...سانزو يستطيع القيام بهذه المهمة"
اراح رأسه فوق صدركِ و بدأت دموعه بالانسكاب بصمت
"لكن سانزو لا يستطيع احتضاني حتى انام عندما يأتيني الارق الذي لا يذهب، و لا يستطيع تدفئة يدي الباردة حين نوبات الهلع..انتِ فقط"
سقطت دموعك أيضا، فرقتِ بين شفتيكِ لتقولي بهدوء
"مانجيرو أنا أفهمك و مستعدة أتم الاستعداد لابقى بجانبك مادمت حية لكن..لكن أترى؟كنت قبل قليل غير مبالي بي أو لكلامي لكن الان تعطيني الاهتمام الكامل و الدفئ، احيانا اتساءل ما ان كنت تستخدمني في راحتك أعني .. أنت قاتل فكنت اتوقع بعض الصعوبات لكن..هذا أكثر مما توقعت" 
دائما ما كان يسحرك بعينيه التي ينبسق منها الظلام، و اثارت فضولك تلك الاكياس السوداء تحت عينيه، بدا انه لم ينم لسنوات، كان هذا الحال دائما في مقهاكِ الصغير في وسط المدينة يظهر دائما قبل منتصف الليل و قبل ان تنتهي ساعات العمل، ليكون هو اخر زبون مع رفيقه ذو الشعر الوردي، كانا مثيرين للريبة أحاديثهم مهما حاولتِ الانصات لا تفهمين شيئا منها، لكنك احببت ذلك المشهد حيث يجلس في زاوية المقهى بهدوء يرتشف من فنجان القهوة و في يده الاخرى قطعة من الدورياكي، و يحرك شفتيه بتكاسل للرد على رفيقه، كيف تشعرين بالفراشات تتطاير في معدتك في كل اتصال بصري بينكما، قبل ان تدركي ذلك كنتي تجلسين بجواره في اجتماعات لاخطر عصابة في اليابان، مجرد مستمعة غير مبالية بما يحدث حولك فقط تحدقين فيه اثناء حديثه ثم يأتي أحد ما يناديكِ ب "فتاة الرئيس" ليوصلك إلى المنزل بسيارة فارهة لم تحلمي من قبل بركوبها .
لن تستطيعي انكار اللحظات الممتعة و الدافئة مع مانجيرو، لقد حماكِ من كل شئ و اهتم بكِ دائما، هو في الحقيقة لم يعنفكِ او يهينكِ، حتى انه قام بتميزك عن جميع من حوله. لكن شئ بداخلكِ اخبركِ عن بروده أن عليكِ الهرب، لقد كان مضطرب بشكل ما و قد عرفتي ذلك، لم تكن مزاجيته طبيعية بتاتًا، لكنك تأكدتي بعدما شارككِ ماضيه و طفولته في يوم ممطر حيث تشاركتما البطانية، لم تكن حياته سهلة، كان يعيش بأثقال لومه نفسه على كل ما يحدث لأحبائه، لكن ما رأيتي أنه تناقض هو أنك لا تريدين الابتعاد عنه بعد أن روى لكِ جميع الاحداث المؤلمة و هو ينكمش بين ذراعيكِ و الدموع تأبى السقوط من عينيه، لم تكوني يومًا من النوع المضحي كنتِ تخافين على نفسكِ، مستقبلكِ، صحتكِ، تفكرين دائما في نفسك، و لم تجدي أنه شئ سئ لكن شيئا ما تجاه مانجيرو جعلك دائما تغيرين الترتيب، سلامة مانجيرو و راحته أهم مني، و هذا ما ادخلكِ في صراع داخلي ما بين اختيار نفسك ام البقاء بجانبه، أن تكوني نذلة ام تستمعي إلى حدسك و حسب؟ ادعيتي القوة و قررت الرحيل لكن هل ستصمدي أمامه حتى النهاية؟
أردف بصوت مرتجف
"عزيزتي..لما أنتِ صامتة؟ قولي أنكِ لن تتركيني!"
جعلتِ اصابعك تتخلل خصلات شعره لتهدأته كالعادة
"أنا أريد أن أساعدك ، أريد أن أجعلك تنسى و أن أراك تنام براحة..لكني لم أعد متأكدة من قدرتي على ذلك"

"لا يهم..لا اريد اي شئ سواكِ"
صوته المرتعش و أنفاسه المضطربة، لم تكوني بتلك القوة لمقاومتها، بادلتيه العناق، جلستما على الاريكة، متشبثًا بيداكِ و يتمتم بصوت غير واضح
"أنا أسف لن اقسو مجددا، سأحاول دائما أن أظل بجانبكِ، أنا أعدك.."

🎉 لقد انتهيت من قراءة ستترُكيني؟ 🎉
ستترُكيني؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن