P³³

7 2 55
                                    


آل

"مالذي تريده مني هذه المرة؟  "

ضحك باستهزاء واضح

" لم أرى فصل شتاء بهذه القسوة منذ سنوات فعلا... " وهو يراقب النوافذ وقد خطاها الصقيع وصوت ارتطام البَرَّد بها وبالسقف يعلو في ارجاء الغرفة...

لم أرد عليه فهو محق فعلا،  لم أتذكر أنه مرّ علي فصل بهذه البرودة بالمملكة من قبل. 

أضاف " يبدو أنها فرصة للكثيرين للاجتماع بأفراد عائلتهم،  فالأعمال والدراسة تتعطل في طقس كهذا ولا أحد يغادر بيته " تأمل  المكان بعناية بحزن  ..

عاود النظر لي بعدما اقترب مني حينما جلست متأملا أنا المدفأة التي نارها تشتعل  رغم برودة المكان... كان المكان مظلما فقد أطفأت كل الشموع والمصابيح. ونار الموقد كانت الوحيدة التي تبعث أشعة دفئ واضائة في الغرفة.

" آل...!!؟ "

" مابك؟؟ يا تاي  "

"هل أنت سعيد؟  "

مددت يداي نحو المدفأة،  لكن دون جدوة لا أشعر بشيء،  داخلي وخارجي متجمد  .  لن أتغير،  لا ولن أكون إنسان طبيعي.  " أجل أنا في قمة السعادة "

"الوحدة ليست شيء يكون فيها المرء سعيدا" 

أبعد يداي عن المدفأة،  نظرت له بثقة " أنت ترى سعادتي بشيء غير ما أراها أنا في شيء آخر.... "

"مثل ماذا؟؟  أن تعيش هكذا غير مكترث بما يدور بالعالم.. محبوس هنا في غرفتك.." 

أخذت نفسا عميقا ثم قلت بثبات وبصوت خافت " أنا بخير صدقني،  أصلا أنت السبب لو تركتني قتلت نفسي لمَ انا في هذه الحالة،  أصلا من يهتم اعتدت العيش منذ سنوات وحيدا  ،  حتى بوجود بعض الناس يحيطون بي لا ولم انتبه لوجودهم،  كان أخي فقط من اهتم له ثم... "

"ثم ماذا؟؟  ؟  "

واصلت " مازلت اهتم لامره  .. "

"هو فقط!  "

نظرت له بغضب

"طبعا..."

ضحك ثانية " ولماذا تغضب؟؟ "

لم أجبه..

فأكمل ثرثرته " ألم يخطر ببالك يوماً شعور شخص بحاجتك دوما،  ويشتاق لك دوما ويحتاجك بجانبه دوما؟"

تاي

لم يكترث لكلامي مواصلا قلت "  لا أقصد سارتل،  أقصد شخص آخر.. "

قال بخفوت " وليست هي فهي ليس بحاجتي ولست بحاجتها  "

"هراء..." هو أناني وعنيد للغاية... "بيلا تحتاجك وأنت تحتاجها" 

حاول عدم الغضب من كلامي لكنه قال بتشديد على كلماته " هي تحتاج حبا وأنا لا أستطيع أن أعطيها إياه،  كما أنني لا أحتاج حبها للعيش،  تاي هذا الهراء لا أحب في كل مرة تكراره،  بيلا أو غيرها لن تراني مع علاقة مع أي شخص امراة أو رجلا كان،  أريد أن أكمل حياتي هكذا رجاءً... لا أريد أشخاص في حياتي يحزنون علي أو أشخاص يخافون من فقداني او اشخاص يحبونني فأخون حبهم.. كما أنني بحد ذاتي لن أحب "

ما بعد البرمودةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن