١٠ | أخيرًا في المنزل

44 5 0
                                    

«أخبريني»
قالت وأنا أحدقُ بالسماء الملبدة بالغيم الرماديّ ودموعها الباردة تتساقط وكأنَّ طاقتها قد أوشكت على الانتهاء

«ما الأمر؟»

«إذا كان عليكِ الاختيار بين العالم والأشخاص الذين تحبينهم، ماذا كنتِ لتفعلين؟»
ألقت سؤالها العشوائيّ ثم مدت يدهيا نحوَ الدمع المتساقط من السماء

«إن كان عليّ الاختيار.. كنتُ لأعانق العالم»
«لأنَّ مُعانقة العالم يتضمن الجميع، بما في ذلك الأشخاص الذين أحبهم، الأشخاص المنبوذين، وجميع من يستحقون الحب في هذه الحياة»

«ماذا عنكِ؟»
نظرَت إليّ بقلقٍ طفيف

«أنا؟»

«إن عانقتِ العالم، من سيُعانقكِ؟»
القلقُ يتزايد وتتعانق أطرافه بينَ أنامل مشاعرها

«لا أعلم.. أنتِ؟»
«سأعانق العالم، لِذا أبقيّ هُنا وعانقيني حينما أنطفئ»
تنهدتُ ثم وقفت مُعانقةً لعلبة الكعك الصغيرة التي كانت بين يديّ

«لقد مررت بمتجر الكعك، اشتريتُ قطعةً واحدة»

«لكنكِ لا..»
وضعت العلبة بينَ يديها وابتسمت ابتسامةً لا أذكر حقًّا كيف كانت

«أرغب بأن أشارك معكِ ذلك، أن أحتفل بيوم مولدي معكِ، فاليوم أتممت الثامنة عشر من عمري»
وفي الواقع، لا أذكرُ تمامًا ما حدث بعد ذلك..
_

تلك الجملة التي توقفت وبكيت حين قرأتُها، القصة منزوعة الأثر التي احتضنتني للمرّة الأولى، كانَ هذا الشعور الذي تمنيتُ ولا زلتُ أتمنى أن يستمر إلى الأبد

في تلك الليلة، تركتُ لها دفترًا أزرقًا يحمل تكتلًا من الغيمات البيضاء الهائمة في سماءٍ تكادُ تشرق فيها الشمسُ هيامًا مع ملاحظةٍ صغيرةٍ بعدم فتحه قبل يوم ميلادها الذي لم أعلم متى قد يكون

كنا مختلفين تمامًا، لم نتشابه إلّا بقلّةٍ من الأشياء، لكن امتلكنا نفس المشاعر والأفكار أحيانًا

في تلك اللحظة وأنا أنظرُ إلى الدفتر للمرّة الأخيرة، شعرتُ حينها بفيض مشاعري، أكانت بهذا الثُقل مسبقًا؟

وفي تلك القصةُ التي نعرفها نحن فقط،
حيث لم تكُن نجمةً رافقت غيمة
ولا غيمةً رافقت نجمة

بل كان غبار نجمٍ تجمَّع ليكون نجمةً هائمة، قطراتٌ مِنَ الشمس عانقت أطرافها الباردة، وتخللتها أرواحٌ حالما مالت أقدامها وهوت من بين أحضان السماء

اندثرت تلك الغيمة، لكن ولِدت مُجددًا داخل روحٍ ما..

أكانت الغيمة أم النجمة؟
أم ربما كِلتاهما؟
_
[] جزءٌ آخر وهديةٌ مميزة من Stratusbosom لنجمتيّ الهائمة moonrang وحينما تبدأ عقارب الساعة بالدوران من جديد، أتمنى لكِ يوم ميلادٍ دافئٍ وسعيد!♡

عِناق النجوم | Astrobosomحيث تعيش القصص. اكتشف الآن