تحدق الفتيات كلاً منهن بفنجانها بينما يحاولن تذوق الشاي برشفات خفيفة تعبر عن استمتاعهن ما عدا زينب كانت تتصنع ذلك لتتجنب التواصل المباشر خاصةً مع زهرة التي اختلست نظرة لندى من خلف فنجانها وعقدت علامة استفهام بين حاجبيها مشيرة برأسها نحو زينب
أنزلت ندى فنجانها ثم أمالت رأسها يميناً فيساراً بإشارة لزهرة بعدم الفهم لتخرج زهرة عن صمتها "متى ستذهبين للمستشفى؟"
صعدت جميع الوجوه فوق فناجين الشاي وتبادلن النظرات سريعاً لتجيب "ما رأيك زينب؟"
_يجب أن أذهب أنا ندى
_لم أسألك عن هذا، قررت أنا من سيذهب، ألم تسمعي أدهم؟ قال أنها بخير
_لا أثق بأدهم
"أيعقل أن يكذب أخاكِ حول صحة أمك!" لم تستطع زهرة أن تحفظ لسانها كما أشارت لها ندى حينما تحدثتا على إنفراد حيث أوصتها ألّا تضغط عليها، وتَجلَى استهجانها حين أنزلت فنجانها في الصينية بقوة
عضّت زينب على شفتها وهربت عيناها "كل ما في الأمر أننا..أننا.." ترددت بالتحدث مرةً أخرى، ضمت فنجان الشاي الساخن بين كفيها لتقف ندى وتمشي باتجاه الشباك المطل على الطريق المقابل نحو مركز التسوق
_ما زال الرجال يجلسون في الحديقة بالأسفل
"دعيني أرى" تحركت زهرة من مكانها وقفزت أمام الشباك لتشبع فضولها لكنها سرعان ما ضربت كفها بالجدار "الدجّالون، أفلتيني لألُم الحارة عليهم"
_لن تلحقي
_لماذا لا نبلغ الشرطة؟ لسنا بغابة ليطلقان النار على الناس منتصف النهار
سمعت زينب ذلك من زهرة وارتج الفنجان حتى كاد يقفز من يدها لولا أن وضعته بالصينية وينسكب القليل من الشاي على أطرافها النحاسية "حتى الشرطة لن تقف بوجههم" قالت زينب بذعر
جعل هذا شك زهرة ينمو "ما هذا يا ربي، هل هم عصابة مافيا" وندى تؤكد "سأذهب لأرى والدتك وأطمئنك"
"هذا صوت رضى" ركضت زهرة نحو الباب بسرعة ما إن سمعت حِس زوجها يتحدث مع أحد الجيران على السلالم "يا إلهي كم الساعة، لم أحضر الغداء بعد"
لحقت بها ندى وعند الباب أخبرتها "عديني ألّا يخرج منك حرف"
_عيبٌ عليكِ ندى
_حتى لرضى!
شدّت زهرة بداية قميصها ونفخت في منطقة صدرها "في بئر، لا تقلقي"
أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romanceلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.