الحلقة 23

1.5K 67 20
                                        

كان الجو هادئاً داخل المنزل الجديد، إلا من صوت تنفّس نازلي المنتظم وهي مستلقية على الأريكة، ملفوفة ببطانية خفيفة. علي كان جالساً على كرسيّ قريب منها، يحمل هاتفه، يحدّق فيه بشرود، حين رنّ فجأة...
اسم المتصل: جدي.

أجاب مباشرة، وقد ارتسم على وجهه بعض القلق:

علي (بقلق):
– "خير جدي؟ كل شيء تمام؟"

الجد (بصوت ثقيل متردد):
– "علي… لازم تسمعني بهدوء. اللي راح أقوله مو سهل."

علي:
– "تفضل جدي، قلّي بسرعة."

الجد بعد تنهيدة:
– "لقيناها، أم نازلي… نسرين… كانت فاقدة الذاكرة، ورجعت… كانت فعلاً حية."

ساد صمت ثقيل في الخط.

علي (بصوت منخفض مصدوم):
– "ش... شنو؟!"

رفع عينيه مباشرة نحو نازلي التي كانت تحاول النهوض ببطء. لكن نظراتها التقت بعينيه، ووجهه المصفر كشف أن شيئاً فظيعاً حدث.

نازلي (بضعف):
– "علي… في شي؟ وجهك مو طبيعي…"

لم يرد بسرعة، فقط رفع يده وكأنه يطلب منها التريث، لكن صوت الجد لا يزال في أذنه يتردد:
"أمها على قيد الحياة… شافوها."

نازلي نهضت بصعوبة:
– "علي، تحكي مع جدي؟ صار شي؟ جدي بخير؟"

علي (بتردد وهو يغلق المكالمة بسرعة):
– "إيه… جدي بخير… بس..."

وفجأة، وضعت نازلي يدها على صدرها، ملامحها تغيرت، واختفى اللون من وجهها:

نازلي:
– "علي… قلبي… فيه شي… وجع…"

علي (مذعوراً):
– "نازلي! نازلي، لا! لا تتحركين، خليك مكانك."

أسرع نحوها وأمسكها، كانت تتنفس بصعوبة واضحة، والعرق بدأ يتصبب من جبينها. قلبها المرهق لم يحتمل حتى أثر الصدمة غير المباشرة.

علي (بلهجة حاسمة، وذعر في صوته):
– "ما راح أنتظر! نازلي، رايحين للمستشفى، الآن!"

لفّها ببطانية خفيفة، وحملها بسرعة دون أن يهتم بارتباكه. خرج بها مسرعاً، وضعها في السيارة، وكان يقود بسرعة وهو يراقب ملامحها من وقت لآخر.

علي (يهمس وهو يقود):
– "سامحيني، كان لازم ما أظهر أي شي بوجهي… لازم كنت أتحكم بنفسي."

نازلي (بصوت خافت، وهي تهمس بالكاد):
– "علي... في شي مو طبيعي... حسّيت شي مو مفهوم…"

علي:
– "ماكو شي حبيبتي… كلشي راح يكون بخير… بس تنامين شوي ونرجع."

وصل إلى المستشفى، ودخل بها مسرعاً، وصرخ للطوارئ:

علي (بصوت عالٍ):
– "مريضة قلب، حالة طارئة! أنا طبيبها، نازلي كريم، عندها تاريخ طبي."

ملاكي الحارس 12:01حيث تعيش القصص. اكتشف الآن