01/كل مر سيمر

3.6K 86 106
                                    

⊱كل مرّ سيمر⊰

في حديقة الصبر ينبت الله زهور التعويض حتى في حالة اليأس،كن مؤمنا فإن رحمته تعرف الطرق السرية إلى أفضل المكافآت

٭٭٭٭٭٭٭

بينما داعب ضوء الصباح الخافت الغرفة، نهضت ميريام من سباتها،قلبها متشوق لاحتضان اليوم الجديد. بابتسامة هادئة تزين وجهها أخذت نفسا عميقا، و شعرت بدفئ نعمة الله المحيطة بها. و بصوت رقيق بدأت تتلو أذكار الصباح التي أصبحت متأصلة في روتينها اليومي.

"اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَ بِكَ أَمْسَـينا ، وَ بِكَ نَحْـيا وَ بِكَ نَمُـوتُ وَ إِلَـيْكَ النُّـشُور"

مع كل كلمة تنطقها من شفتيها،قلبها يتضخم بالامتنان، لأنها عرفت أنها بفضل الله حصلت على هدية الصحوة إلى يوم جديد.

شرعت في إعداد سريرها،حيث رتبت الأغطية و الوسائد تزيل التجاعيد عنها، لم يكن بوسعها إلا أن تفكر في الأسبوع القادم، الأسبوع الذي له أهمية خاصة في حياتها.لأنه في غضون أيام قليلة، ستبدأ رحلة جديدة كزوجة متحدة مع خطيبها في رباط الزواج المقدس.

تحركت خطواتها على الأرض مرددة إيقاع رضاها. بدت الغرفة و كأنها تشع بهالة من الفرح كما لو أنها تشاركها أيضا في سعادتها. حركات هادئة ناعمة و هي انعكاس للطمأنينة التي غرسها إيمانها داخلها.

عندما فتحت الستائر غمر نسيم الصباح الدافئ الغرفة، و أضاء طريقها ، وقفت هناك للحظة مستمتعة بالنور

"اللهم بارك لي في يومي و املأه خيرا و بركة، و اجعل عملي يرضيك، و وفقني في جميع أعمالي"

شقت طريقها إلى سجادة الصلاة الخاصة بها، و فتحتها حيث استقرت في وضعية الصلاة. عندما بدأت صلاة الصبح، استسلم قلبها و روحها متصلين بخالقها طالبين إرشاده و عزائه. همست بصوتها المتناغم الذي تردد صدى في صمت الغرفة.

"سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر"

بعد الانتهاء من صلاتها و دعواتها،ارتسمت ابتسامة فرح على زوايا شفتيها. لقد علمت أن اليوم الذي ينتظرها يحمل بركات لا حصر لها، و شعرت بالسعادة لأن الله مرشدها.توجهت إلى خزانة ملابسها، و اختارت بعناية ملابسها لهذا اليوم. اختيارها متواضع لكنه أنيق للغاية، و هو انعكاس لإخلاصها العميق لإيمانها. و بينما تزينت بجمال حجابها، شعرت بإحساس جيد لعلمها أنها رمز للتواضع و التقوى في عالم غالبا ما يتوق إلى السطحية.

"اللهم احفظني من كل سوء و أغدق علي نعمك التي لا تعد و لا تحصى. اهدني إلى الصراط المستقيم، و اجعل زواجي اتحادا مليئا بالحب و الوئام و الهدوء"

عندما نزلت الدرج وجدت جديها عثمان و مليكة واقفين في غرفة المعيشة، و وجوههما تتوهج بالصفاء. لقد انتهيا من صلاة الصبح للتو،يرتديان قناعة الإخلاص الكامل.استقبلتهما بعينين حنونتين، ابتسامتها تشع بالدفئ.

مقيدة بإيمانهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن