ما سأرويه الآن قد لا يصدقه عقل ، لكن هذا ما حدث تماما لصديق مقرب لي . تبدأ القصة عندما ذهب مع والده لرحله عمل إلى الإسكندرية ، أنهى والده عمله وعزم على العودة في نفس الليلة ، لكن صديقي طلب منه المبيت لأن الوقت كان متأخر وهو لا يريد لوالده القيادة في ظلمه الليل ، ولأنه كان منهك جدا . فوافق والده على ذلك وذهبا معا إلى فندق لعلهما يجدا فيه غرفه للمبيت ، سئل على غرفة ولكن أجابه الرجل في الاستقبال بأن الفندق مليء بالنزلاء ولا يوجد به غرفه فارغة ودلهما على فندق صغير فذهبا له ولم يجدا إلا غرفه واحده فحمدا ربهما وأثناء الذهاب سمع هو ووالده قول رجل بأن هذه الغرفة لا تحب الرجال ولا يستطيع العيش بها إلا النساء بقوله "أحسن لك يا بيه تاخد ابنك وتهرب من هنا ومتدخلش الاوضه الملعونه دى دى مش بتحب الرجاله" .
طبعا صديقي مهتم مثلي بالميتافيزقيا والأرواح والجن فأخبر والده بان عليهم الرحيل قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه ولكن والده قال "امال انا كنت بعلمك وبدخلك مدارس ليه عشان تؤمن بالهبل ده ادخل واسكت انا هخلى الاوضه دى تحب الرجاله من النهارده" ساخرا من قول الرجل ..
دخل صديقي خائفا يقرأ القرآن وقام بتبديل ملابسه ، ووجد أبيه قد نام فجلس يقرأ رواية عروس المطر حتى غلبه النعاس ونام ، وبعد قليل استيقظ على اهتزاز كبير في حيطان وارض الغرفة فقام مسرعا ليجد السقف يقترب عليه وكل شيء من حوله يهتز ، حاول أن يصرخ ولكن لم يستطع من شده الفزع فلم يجد نفسه إلا وقد سقط على الأرض ، وبعد قليل فتح عينه فوجد والده بجواره يقول له : ماذا حدث ؟ .. لقد استيقظت لأشرب الماء ووجدتك على الأرض .
فنظر صديقي من حوله فوجد كل شيء كما هو في الغرفة فظن انه كان حلم ، وكل هذا بسبب خوفه مما قاله الرجل في الخارج ، وعزم على النوم دون التفكير فيما قاله الرجل حتى لا يحلم مره أخرى .
نام صديقي نوما مريحا ولم يستيقظ إلا عندما أحس بسائل من تحته وعندما فتح عينيه لم يجد نفسه إلا وهو نائم في بركه من الدماء . حاول أن يوقظ أبيه فلم يستطع فكأن صوته لا يخرج من فمه وجد مرآة في الغرفة فإذا بأذنه يسقط منها الدماء وانكسرت زجاجها ، هرع إلى والده ليضربه بيده لعله يستيقظ ، فإذا به لا تصل إليه يده ، فلم يجد أمامه إلا بعض من الزجاج المكسور فجرح به والده وهو مغمض العينين فلا يستطيع أن يشاهد والده مجروح بسببه فاستيقظ والده ويقول له ماذا تفعل لقد جرحتني ، فأجابه بما رأى ، وأثناء ذلك وجد الغرفة قد عادت كما هي ، حتى الدم من أذنه قد زال كأنه لم يكن ، فأجابه والده لقد عدت إلى هذا التخريف مره أخرى ، فأخبره أن كل ما حدث حقيقي ، وتذكر ما يوجد بيده انه قطع الزجاج المكسور هذا هو الدليل على صدقه فأخبره بذلك ، وهنا لم يجد والده جوابا ، وفي أثناء حيرته إذا بصوت عالي يرجع إلى امرأة تقول : "انتم جنس ملعون كلكم خاينين" ..
لم يقف والده كثيرا ليفكر أو يحلل ما هذا وما ذاك ، خرجوا سويا بسرعة ، وأثناء نزولهم السلم قابلا الرجل وقال لهم "منا قلتلك يا بيه متدخلش الاوضه من الاول" ..
وفى الأسفل طلبوا من الريسبشن أن يحضروا إليهم أمتعتهم من الغرفة ، فقال له انتظر قليلا حتى تحضر زميلتي إنها تعد كوبا من القهوة ، فأخبره بأنه يريدها في الحال ، فقال له آسف فأنا لا استطيع الدخول للغرفة ، فقال له لماذا ؟ ، فرد قائلا "انا مش اهبل عشان يضحك عليا صاحب الفندق زى م ضحك على زيكم كتير ويدخلهم الأوضه الى مفيش حد دخلها من الرجال الا وخرج بورم خبيث فى مناطفق متعدده من جسمه" .
لم يمكثا كثيرا وقد حضرت الأمتعة وذهبا بدون نقاش طويل . وقام والده بعرض ابنه ونفسه على طبيب ، وإذا به يجد ورما خبيثا في كليهما ، لكنه عولج بنجاح لأنه اكتشف في طوره الأول