.
.في صباح اليوم الثاني اِستيقظ هاني حيث كان نائمًا على الكنبة، ثم تثائب وهوَ يمط أطرافه فأرخى كتفيه وحدق حوله.
ريان و زين و التوأمين كانوا نائمون في الغرفة الخارجية التي هوَ بها الآن بينما الباقي ناموا في الداخلية ذات الأثاث الأسود.
تحولت نظراته للسخرية حين وجد الجميع نائم، التوأمين على السرير وريان على الأرض بينما زين على الكنبة، نظر لساعة معصمه ثم ابتسم بخبث وتكلم بين نفسه :«لقد مر عشر ساعات وهُم نيام، يكفي راحة الآن حان وقت الجِد!»
أنهى كلامه متجهًا نحو السرير ثم وقف محدقًا بوجه جواد المليء بالملامح الطفولية بينما شعره الأحمر مفرود على الوسادة، جثى بجوار السرير وأمعن النظر في ملامحه ليرفع يده وينقر بسبابته على خده، كررها عدة مرات فعقد جواد حاجبيه بانزعاج ليفتح جفنيه مفرجًا عن ذهبيتيه، قابله وجه هاني ليرمش عدة مرات فأزاح الغطاء عنه واعتدل في جلسته، حدق حوله ثم نظر لهاني متحدثًا بأعيُن ناعسة :«كم الساعة الآن؟»
إقترب منه هاني وأخذ يربت على رأسه بابتسامة ليجيب :«إنها الثامنة صباحًا»
نقل جواد بصره لجواره فقابله جسد توأمه وهوَ معطيًا إياه ظهره، حركه بخفة ثم انحنى إليه وهمس بالقرب من أذنه :«هيا جهاد استيقظ»
رد عليه جهاد وهوَ يغطي نفسه أكثر :«لا رغبة لي بذلك، أريد إكمال نومي»
غطاه جواد جيدًا ثم حملق بهاني وقال بابتسامة :«لا أحب إزعاج توأمي، يمكننا إيقاظه قبل التجهز للصعود»
وقف هاني بعد ذلك واتجه نحوَ ريان، جثى بجواره ليحركه ناطقًا :«هيا إنهض ألم تشبع من النوم؟»
سمع ضحكة زين الذي استيقظ منذ دقائق وأجابه :«لا تحاول! نومه ثقيل!»
وكزه هاني على جبينه عدة مرات ولكنه لم يتلقى أي حركة منه فهنض متململًا واتجه نحو الرواق المؤدي للغرفة الأخرى، تكلم قبل أن يخرج موجهًا حديثه لزين :«حاول معه، علينا تهيئة أنفسنا للصعود للسطح ويجب على الجميع أن يكون نشيط!»
أنهى كلامه وسار في الممر القصير، وقف أمام باب الحجرة الأخرى ليفتح له تلقائيًا، ولج إليها فوزّع نظره بها ليجد مؤيد وأسامة يعملان على الحاسوب بينما رامي ومروان يحدقان للأسماك خارج النافذة.
سفّق عدة مرات ليلفت انتباههم، إتجهت أنظارهم نحوه ليتحدث :«أرى أن الإنطوائيون الأربعة قد استيقظوا»
رفع كل من أسامة ومؤيد نظرهما نحوه بينما مروان أزال مرفقه عن إطار النافذة وحدق به كما فعل رامي، إقترب منهما بابتسامة ثم ربت على رأس كلاهما وقال :«لا تزالان طفلان كما عهدتكما!»
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Fiksi Ilmiahتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق كلمته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...