هل من الممكن أن يصبح كل شيء عادل؟
الفصل الخامس
" الهروب "
:_ أسمعكِ ليز كلي أذان صاغية.
:_ حسنا قبل عهد العادل كانت الأغاني علي سبيل المثال بها نوع من الاحتكار، فالمشاهير يصعدون ويتمسكون بأماكنهم ولا يتيحوا فرصة للمواهب الجديدة أما مع النظام الجديد الخاص بالعادل كل شيء... .
أخذت تبحث في عقلها عن كلمه مناسبة غير العادل ولكنها لم تجد، فلوح بيده في الهواء بكبر ونطق بنفاذ صبر.
:_ هيا ليز قوليها.
هزت كتفيها ببساطة:_ حسنا كل شيء أصبح عادل!.
:_ وكيف هذا؟!.
:_ لا يسمح الآن للمغني الواحد بإصدار أكثر من أربعة أغان في العام كله، هذا الأمر جعل نوعية الكلام والأغاني أفضل وأعطي فرص لظهور مواهب أخرى.
أنتفض من مجلسه:_ ولمَ لا يكون هذا الأمر سبب في كبح مواهب أخرى؟، لمَ لا يترك لهم الحرية بإنشاء ما يريدون من قوائم؟ لمَ يحشر أنفه اللعين بكل شيء؟!.
قطبت جبينها غضبا منه ورفعت سبابتها بوجهه:_ لا تتواقح عليه حذرتك قبل هذا كثيرا!.
نفخ الهواء:_ لم أقتنع آنسه ليز مثل باقي سكان الكرة خاصتك ما الحل الآن؟!.
تبدلت نبرتها سريعا وبدلا من أصبعها التي كانت تتمني فقأ عينه به ضمته تتوسل!
:_ أعطني فرصة أنا لم أنهي كلامي بعد!.
نظر في جهازه الغريب واضطربت هي كثيرا لن يكون الأمر سهل أبدا، لا تعلم أين ذهب الكلام اللعين؟!.
هتفت تحاول لفت أنظاره:_ يا سيد... .
:_ جاكوب. قالها وهو يعبث في جهازه والملل يبدو شديد علي وجهه، ت فاجأت هي ولم تظن بأنه سوف يخبرها أسمه!.
:_ يا سيد جاكوب قبل عهد العادل الكل كان يفعل هذا من أجل المال ووصلت الفنون في كثير من المجالات إلي مرحلة القاع والحضيض، فالكل أصبح يتحدث عن الشهرة وما يجذب انتباه الناس وشهواتهم دون اعتبار لأي من الأخلاق والآداب العامة فقط لتحقيق الشهرة والكسب السريع.
رفع حاجبا مستنكر:_ ألم تسمعي عن اختراع رائع أسمه الحرية؟!!.
:_ ليس من الحرية إفساد الأخلاق والمجتمع!. قالت مزمجرة
نفخ بحنق ونظر إلي السماء:_ اللعنة لقد وقعت علي فتاة من العصر الحجري ما خطب عقلك؟، ما هذا الحظ التعس الذي لدي؟!.
بحنق بالغ:_ يمكنك تبديل حظك في الحال إن لم تعجبك طريقة تفكيري!.
ابتسم بمكر:_ محاوله جيدا ولكن لا شكرا سوف أعدل من تفكيرك السخيف هذا والأيام بيننا.
نفت بشدة وقد تملكها الغضب:_ لا شيء بيننا ألا تفهم؟!، لقد كان نظام فاسد ولا يتيح للجميع الاشتراك به ثم أنه الآن أصبح أفضل بكثير والفنون تحسنت كثيرا وهي الآن في قمة ازدهارها لأن الناس كفت عن البحث عن المادة ولم يعد هناك ما يسمي بالنقود فمن يعملون الآن بتلك المهن يعملون من قلوبهم لإسعاد الناس وإدخال البهجة علي قلوبهم دون رياء أو مظاهر خادعة وأكبر دليل علي هذا يا سيد جاكوب أين هم فنانو عصر ما قبل العادل؟!، لمَ لم يستطيعوا التميز والظهور؟، قله قليلة للغاية هي من استمرت في تقديم الفنون بعد عهد العادل من الجيل القديم.
فارت أعصابه:_ اللعنة لقد أوقفهم عن العمل لخمس سنوات! خمس سنوات لعينة!، وتم حذف معظم الأغاني والأفلام القديمة لأنها تضر بالذوق العام! ومن نصبة حاكم علي تلك الأشياء بأي حال؟!.
عاندته هي الأخرى:_ لو أن الفن هو شغفهم الحقيقي لمَ تخلوا عن أحلامهم حتى لو كان منع صدور أي شيء جديد لعشرة أعوام لا لخمسة أعوام ولكن معظمهم ترك الأمر تماما وتخلي عنه والكثير منهم لجأ إلي الانتحار، هؤلاء البشر كانوا مخبولين تماما لقد كانوا يظنون أنفسهم في مكانه متساوية مع الآلهة! ولم يتقبلوا فكرة العمل من أجل شيء صالح للبشرية، منتهي الأنانية والعجرفة لم يقاوموا حتى من أجل أبنائهم ودمرت زيجاتهم بنسبة خمسه وتسعون بالمائة لأنها كانت زيجات فاسدة قائمة علي حب المال والشهرة، ثم وأن هذا الأمر أتاح للجميع الاستمتاع بالكلاسيكيات لقد كان الكم الذي يعرض من تلك الفنون علي أي حال كم هائل ولن تستطيع مجاراة كل ذلك، لقد سقطت أقنعتهم المزيفة وقلة قليلة للغاية منهم هي من استمرت وقاومت واكتسبت حب الجميع بمجرد ظهورهم مرة أخرى حتى بعد غياب خمسة سنوات.
زمجر غير مبالي:_ ولمَ المنع إذا، لمَ منعها لخمس سنوات؟!.
نكست ليز رأسها أرضا ووضعتها بين يديها غير مصدقة أنانية هذا الشيء الذي يوجد أمامها!، وتمتمت من بين أسنانها
:_ حسنا سيد جاكوب لأنه كان هناك حوالي أكثر من ثماني مائة مليون شخص يعانون من الجوع حول العالم، أي ما يعادل واحد من كل تسعة أشخاص في العالم، في إفريقيا فقط خلف الصحراء الكبرى مقارنة بنسبة السكان كان واحد من كل أربعة أفراد يعاني من الجوع، 45% من الأطفال دون سن الخامسة كانوا يموتون بسبب سوء التغذية الشديدة، وهل تعلم أن سبب ازدياد تلك المعادلات المخيفة بسبب التصحر الذي أصاب أراضيهم وهجرهم من بلدانهم، التصحر الذي تسبب فيه أمثالك من المستهلكين عديمي الرحمة لوقود السيارات والمعطرات والمصانع العملاقة والرفاهية التامة التي تسببت بثقب الأوزون ومن كان يدفع ثمن ذلك ليس أمثالك بالتأكيد! بل فقراء أفريقيا، لقد تجاوز عدد الذين يعانون من سوء التغذية في العالم تسعمائة مليون شخص!،وعدد المتوفين بسبب الجوع في اليوم الواحد وصل إلي أربعين ألف شخص.
كانت ليز حانقة للغاية وأردفت بسخرية وهي غاضبه:_ والآن هل تعلم لمَ لغي إصدار أي شيء جديد لمدة خمس سنوات لأن كل تلك الأموال المهدرة والطاقة المبذولة لن تسد رمق الجياع في العالم لقد قرر تأمين احتياجات الأفراد الهامة كلها أولا ومن ثم أعاد الفنون، وللمفارقة يا سيد جاكوب أن عدد من كانوا يعانون من السمنة وصل إلي ما يقارب ملياري شخص، وأن المال المنفق علي ما يسبب تلك البدانة فيما يسمي قديما بأمريكا فقط تجاوز الأربعمائة مليون دولار في اليوم الواحد!. وضحكت بمرارة ساخرة.
:_ والإنفاق علي برامج إنقاص الوزن في نفس البلد تجاوز المائتين مليون دولار في اليوم الواحد.
سارت في الشقة تذهب وتجيء وكأن الجنون أصابها:_ أخبرني أي عدل قائم في هذه الدنيا كان يسمح بصرف أكثر من عشرة مليارات من الدولارات في اليوم الواحد كنفقات عسكرية من أجل الحروب والتافهات خاصتهم!.
انتفض من مجلسه:_ هل تسمين الأمن وحماية الحدود بتافهات؟!.
سخرت منه باستهجان:_ وهل كان هناك أي أمن أو حماية في ذلك العصر ؟!!، حسنا لا داعي الآن لصرف كل تلك المبالغ الطائلة والطاقات المهدرة فلا وجود للبلدان الآن هناك ما يسمي بالكرة ونحن جميعا بشر ويجب علينا أن نتشارك كل خيراتها سويا، وعلينا أيضا بتحمل عواقب إسراف أجدادنا سويا.
رفع ذراعه إلي السماء وقال بدرامية:_ يا لا المثالية!.
هزأت باستهجان:_ أخبرني عن المثالية في عهد ما قبل العادل يا سيد جاكوب وسط كل هذا العدد الهائل الذي يعاني من الجوع فقط، ناهيك عن الجهل والفقر والأمراض وقله فرص العمل وندرة التعليم، هل تعلم أن الأموال التي كانت تصرف علي ما يسمي بألعاب الفيديو . وأشارت إلي جوار رأسها فيما يشبه علامة الجنون
:_التي تعبث بعقول الأطفال إلي حد الخراب بلغ أكثر من مائتي مليون دولار في اليوم الواحد!، وأن وسط كل هذا العبث تجاوز الأنفاق علي المخدرات والأشياء التي تذهب بالعقل الأربعمائة مليار في العام الواحد!، هل تعتقد بأن هؤلاء البشر كان لديهم ذرة من العقل! أو السعادة لتبديد أعمارهم وأموالهم هكذا!!.
زم شفتيه:_ حسنا أعترف بأنه كان هناك الكثير من المشاكل مؤخرا. قالها بضعف
احتدت نبرتها وهي تلوح بيدها وتوصف الوضع:_ أي غباء مطلق هذا؟!! لو أن تلك المبالغ الهائلة والتي استنفذت طاقة وقوة وصحة هؤلاء البشر صرفت لحل المشاكل لكان الكل سعيد وحصل علي ما يريد، ولم يكن ليكون هناك مليون منتحر في أخر إحصائية، أو توفي أثنين مليون شخص في العام الواحد بسبب تناوله ما يسمي بالمشروبات الروحية!.
تنهد بآسي:_ أفتقد حقا النبيذ الأحمر!.
أردفت هي بغضب:_ هل تعلم كم وصل عدد السجائر المستهلكة في اليوم الواحد؟! لقد تجاوزت الخمسة عشر مليار سيجارة!، هل تتخيل كميه انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من السجائر فقط ناهيك عن كل المشاكل الأخرى؟!!.
كانت ليز تتكلم بهلع حقيقي للكوارث التي كانت تدمر البشرية قبل مجيء العادل.
أحمر وجهها من الغضب:_ لقد تجاوز عدد الوفيات بسبب التدخين أربعة مليون شخص في أخر إحصائية هؤلاء البشر كانوا لا يفعلون شيء سوي الفتك بأنفسهم وبأرواحهم!، و أذية الغير معهم أنا لن أسامحهم مطلقا فكل الكوارث التي تسببوا بها هم ندفع نحن ثمنها الآن! ولولا مجيء العادل لتدمر الجنس البشري كله.
وصرخت بحنق:_ حبا بالله لقد تجاوزت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أربعين مليار طن في أخر عام، إلي أي جنون كانوا يودون إلحاقنا به؟!!!.
:_ اهدئي أيتها الشرسة!، قالها تهكما وأردف
:_ تلك الأرقام يحفظونها لكم كي تظلوا خانعين، أنه نوع من الإرهاب أيتها البلهاء!.
هزت رأسها غير مصدقة فهي لا تصدقه البتة وتلك الأرقام ما هي إلا إحصائيات مَن كانوا قبل عهد العادل نفسه، أمسكت برأسها متألمة تتمني فقط لو تصل إلي سريرها وتتناول الحبة المهدئة التي وصفتها لها معالجتها الشخصية لأنها كانت تشعر بالهلع لمَ حدث إلي سيزر، أغمضت عينيها بتعب شديد وبدا ما حدث ل سيزر واليوم في الكنيسة والوجبة عند مصطفي من الماضي السحيق وكأن هناك شريط يمر أمام عينيها يعرض كل ما حدث لها اليوم وهي تشاهده من بعيد أمسكت برأسها بكلتا يديها وأخذت تتمتم
:_ هذا لا يحدث، هذا لا يحدث سوف أخذ الحبة وسوف أستيقظ بعيدا عن كل هذا، هذا محض هراء.
وسارت مبتعدة عنه ناحية السلم وهي تمسك برأسها من الألم.
زمجر من بعيد:_ ليز عودي هنا.
تمتمت غير مصدقة:_ هذا لا شيء .. هذا لا شيء أنه مجرد هذيان من إرهاق هذا اليوم الطويل.
وعندما خطت قدمها أول درجه:_ لويــــــزا.
قالها حانقا وبصوت أشبه إلي الصراخ وضعت يديها علي أذانها وبكت بحده وجلست منهارة علي أول درجة من السلم، وضعت رأسها بين ساقيها وأخذت تبكي وتنتحب بشدة، امسك بحذائه الموضوع علي الطاولة وسار نحوها بتكاسل شديد وركع علي قدم واحدة أمامها وتكلم بهدوء شديد.
:_ ارفعي رأسك ليز إنكارك لوجودي ورفضك للواقع لن يغيره بشيء أنا موجود وأتحدث معك.
رفعت رأسها وشاهد عيونها محمرة للغاية هي وأنفها كانت تبكي وتنتحب بشدة أخذت ترجوه كي يتركها وشأنها وتوسلت له كثيرا، ولكن لم يتحرك به شعرة واحده بدا كالتمثال الحجري أمامها.
تركزت عيونه داخل عيونها قليلا ثم قال:_ هيا ليز اصعدي معي.
ارتعش فمها بشدة:_ مستحيل دعني وشأني.
أمسكها من يدها وأوقفها رغما عنها:_ يجب أن نستعد للرحيل.
هلعت بشدة:_ ماذا؟!!! ، هل أنت مخبول تماما؟ هل فقدت عقلك؟!.
زفر الهواء بحنق:_ سوف تحاسبين علي كل تلك الإهانات ليز وعقوبتي أسوء من العادل بمراحل.
شدد قبضته علي ذراعها وصعد بها إلي الطابق العلوي حيث غرفة نومها وهي تقاومه بكل ما أوتيت من قوة ولكنه لم يبدي أي تأثر!، جرها بعنف إلي الغرفة وأخذ يمشط المكان بعينه وأخذ يعبث بمحتوياتها القليلة الموجودة علي طاولة الزينة الرقيقة البيضاء خاصتها ووقفت هي تفرك ذراعها كي تخفف ما تشعر به من ألم من قبضته الحديدية.
هزأ لوجود شيء واحد من كل غرض علي طاولة الزينة خاصتها
:_ في أيامي كانت النساء تملك الكثير من الأشياء الجميلة والروائح العطرة.
تحدثت بغضب:_ أنا راضية تماما بالأشياء التي لدي سيد جاكوب وذلك لأنني أكيدة من أن كل النساء علي الأرض لديها ما تحتاجه مثلي تماما ولا تعاني إحداهن من نقص في شيء ما، كلنا متساوون.
ضم أصابع يده وفتحها عده مرات في إشارة منه علي الثرثرة الفارغة:_ بلا بلا بلا، هل تصدقين حقا هذه الشعارات؟!، ثم أشار بيده باستهزاء شديد
:_ لا يهم علي باستخدام الحمام الخاص بك وسوف يكون شيء جميل أن استخدمه وأنا أشعر بالراحة من ناحيتك لذا.
أخرج من جيبه أصفاد إليكترونية ورجعت هي للخلف برعب شديد متلعثمة:_ ما.. ؟ ما هذا؟!.
لوي فمه بسخرية:_ أساور كهربية إذا ما حاولت الفكاك منها سوف تصيبك لدغات صغيرة من الكهرباء. وأثناء ما كان يحدثها وضعها حول يدها وهي ترتعش برعب شديد منه وفمها مفتوح من الذهول لا تصدق ما يحدث لها اللعنة عليه وعلي الجحيم الذي أتي منه!، نزلت دموعها كالشلال وصرخت به برعب:_ أنزع هذه الأشياء عني الآن.
حذرها بهدوء مريب:_ هـــــوش عليكِ بسماع الأوامر ليز كان هذا أول أمر صدر مني وسوف أبدأ بتدريبك الآن.
نظر حوله في الغرفة ومن ثم لم يجد شيء يمكنه ربطة بها جرها إلي النافذة الإليكترونية خاصتها وقام بوضع رباط طويل وقذفه إلي أعلي الشباك وقام بغلقه وأصبحت ليز مقيده من يدها ويدها مرفوعة إلي الأعلى وعندما تحاول فكاك يدها تصيبها صدمه في كفيها، أخذت تصرخ بهستيرية شديدة:_ لا لا ليس هكذا أنزل يدي أقسم بأنني لن أتحرك دعني وشأني أيها الوغــــــــد!.
أصابها الهلع بشدة وأخذت تصرخ وأفقدته صوابه، حاول كتم فمها ولكنها لم تكن لتصمت أبدا، أنحني علي حقيبته وأخرج قلادة فضية وألبسها إياها بالقوة ثم وقف يلتقط أنفاسه وقال وهو يلهث:_ كفي عن الصراخ ليز وإلا آذيت نفسك!.
كان تحذيره كبير ولكن هلعها من ذلك القيد كان أكبر من أي شيء، فأخرج جهازه العجيب وعبث به وهي تصرخ بشدة
:_ أنزل يدي أيها الوغ... ، اختنقت بشدة وحاولت الصراخ مرة أخرى ولكن أصابتها صدمه كهربية في حنجرتها أخذت تبكي بشدة ونكثت رأسها وهي متعلقة بتلك المهانة أمامه حتى البكاء الشديد كان يصعق حنجرتها، خارت قواها ولولا تقيدها بالنافذة لسقطت أرضا علي الفور حاولت التماسك بكل قوتها كي لا تصعق الأصفاد يدها هي الأخرى، كانت تبلع بكائها وشهقاتها بلع ولكن بين الفنية والأخرى كانت تصيبها صعقة وأسوء ما في الأمر هو أنا الصعقة تزداد قوتها بزيادة الصراخ مما أنهكها كثيرا.
نظر لها بأسف:_ أنتِ فعلت هذا بنفسك ليز، كان عليكِ بإتباع الأوامر.
دلف إلي حمامها الملحق بالغرفة، أبيض وأنيق هو الأخر أستخدم المرحاض ومن ثم قام بتشغيل خاصية المراشح علي الفور كي لا يتبقى له أي أثر جيني في المنزل نظر إلي حوض الاستحمام بتوق شديد يشعر بأنه شديد القذارة وهذا الحمام نظيف وغارق برائحة اللافندر العطرة ولكنه لا يستطيع أخذ تلك المجازفة بأخذ حمام هنا!, نظر إلي قطعة صابون علي شكل نجمة بحر بلون الخزامي اشتمها كانت عطرة للغاية، حسنا تلك النجمة مصدر تلك الرائحة ووجد كرة صفراء إلي جوارها كانت برائحة الليمون وأنعشته كثيرا، أخذ القطعتين في حقيبته وقرر أخذ حمامه في مكان بعيد عن هنا بكلتا الصابونيتين المنعشتين!.
خرج وراقبها ودموعها تسقط بصمت تحاول كبت شهقاتها وتتألم من الصاعقات الصادرة من القلادة لشهقاتها، أستخدم جهازه وفصل القلادة عن الصعق نظرت له وانفجرت في بكاء حار علي حالها وعلي ما وصلت له من مهانة ومذلة دون أي ذنب تقترفه وقف أمامها ولم يفصل بينها وبينه سوي سنتيمترات قليلة وأحني رأسه لها ورفع ذقنها وقال بهدوء:_ هل فهمتِ الدرس ليز؟.
عضت شفتيها لبرودة قوله هذا يا له من حقير وغد ولكن كيف لها أن تقاومه حتى؟! وهي مقيده بهذا الشكل، هزت رأسها بحذر وهي تقضم شفتيها من الألم والرعب علي حد سواء.
همس بأذنها باستفزاز وبرودة:_ أسمعيني صوتك ليز.
تلعثمت في تلك الكلمة البسيطة وهي تشهق من البكاء:_ أ.. أجل.
كان الأمر سهل للغاية لقد أصبح البشر ساذجين بشكل لا يوصف ناهيك عن كون نوعيه ليز تبدوا من النوع البريء للغاية اللعنة أنها تتقن دورها حتى إنه يكاد يصدق ما تفعله!.
فتح النافذة وسقطت هي أرضا علي الفور فهو كان يشد علي الحبل بقوة شديدة حتى أنها بالكاد كانت تقف علي أطراف أصابعها، أنحني وفك الأصفاد هي الأخرى وتكورت هي علي نفسها تمسد ذراعيها، كانت ترتعش بشدة وتحاول إخفاء رأسها بعيدا عنه وكأنه سوف يذهب عنها بعيدا هكذا.
تمتم بمرح:_ أرفعي رأسك أيتها النعامة. رفعتها ببطيء شديد وشفتيها ترتعش
:_ ارتدي ثيابك علينا بالذهاب في الحال.
جحظت عيناها:_ ماذا؟، لمَ عساي أذهب معك إلي أي مكان؟!!.
ابتسم بعبث:_ رهينة.
:_ !!!.
***
:_ اللعنة علي هذا لوسي فتاة سيئة من المؤسف أن العادل لغي تلك الأطواق التي تصعق الكلاب لكنت صعقتك الآن.
أصدرت الكلبة أنين وأشفقت عليها السيدة إليزابيث:_ أه يا الهي تعلمين أنه لا يمكنني فعل هذا بكِ مطلقا كفي عن هذا لوسي.
وأخذت تفرك ظهر الكلبة بيديها بحنو مبالغ فيه هدأت الكلبة وجلست أرضا واستكانت إلي ذراعيها وضحكت السيدة إليزابيث بشدة:_ أيتها الماكرة أنتِ ترغبين بمزيد من الدلال ليس إلا سوف أفك طوقك لتنامي بحضني ولكن كوني فتاة عاقله اتفقنا.
وقفت الكلبة تلعق وجنه صاحبتها بمرح فكت السيدة إليزابيث قيدها وهمت باصطحابها إلي المنزل ولكن لوسي لاذت بالفرار بعيدا باتجاه بيت ليز وسام.
تنهدت السيدة اليزابيث بإحباط:_ اللعنة علي هذا!.
***
بارتعاش بالغ:_ ما .. ما الذي فعلته لك حتى؟!، سوف يلقون بالقبض عليك بسببي ألا تخشي فقدان حريتك الرائعة؟!.
ابتسم بمرح:_ حسنا أنتِ اعترفتِ الآن بالحرية والمرح بداية جيدة.
زمجرت به من بين بكاؤها:_ أتركني وشأني أيها الوغد أليس لديك أي ذرة من الإنسانية؟!.
زم شفتيه بعبث وكأنه يفكر وقال بإهمال:_ علي ما أعتقد.. لا. ثم تكلم بجدية شديدة وهو يفتح خزانتها
:_ بدلي ملابسك في الحال.
أخذ يعبث بمحتويات خزانتها القليلة وهي يقول بسخرية:_ عشرة موديلات كل عام، قديما كان يصدر ملاين الموديلات كل عام.
قالت بغضب:_ قديما كان هناك ملاين البشر الذين لا يملكون أي شيء ويتجمدون من البرد شتاء.
التفت لها وقال بسخرية:_ وفري المحاضرة الرائعة إلي نفسك، أمامك خيارين أن ترتدي ثيابك هنا.. .
قاطعته صارخة:_ هل فقدت عقلك أيها المخبول؟!.
ضم شفتيه دلالة علي خيبة أمله:_ حسنا الخيار الآخر هو أن تبدلي ثيابك بالخزانة أمامك دقيقتان ليس إلا وسوف أفتح الباب عليكِ ليز.
وضع سروال جينز أبيض وقميص وسترة علي ذراعها وحذاء أرضي مريح وقذف بها إلي الخزانة الضيقة التي تحوي ملابسها وبدأ بالعد، بكت بشدة وبدلت ملابسها بسرعة شديدة ويدها ترتعش وحينما أنتهي من العد فتح الباب وكانت هي تنحني لارتداء حذائها.
تنهد بإحباط مفتعل:_ يا لا الخسارة.
سبته من بين أسنانها:_ حقيــــر.
:_ سوف أعاقبك علي هذا لاحقا، وجرها بعنف أمامه وأخذ بضع أشياء من مقتنياتها الموجودة علي الطاولة ووضعها بحقيبته، وأخرج جهازه الأسود وأجري مسح شامل للغرفة بشعاع أزرق انبثق من الشاشة.
ابتسم ونزل إلي الأسفل وأجري نفس البحث ولكنه وجد عده شعيرات له منتشرة علي السجادة أثناء ما كانت ليز تقاومه فقام بإخراج منديل خاص سميك من كيس كان معه وقام بمسح تلك الشعيرات وتأكد أن لا بصمات له علي أي من أدوات المطبخ وسط هلع ليز الشديد مما يفعله، يبدوا أن هذا الحقير سوف ينجو بفعلته!.
أرتدي قبعة فوق رأسه وأحكمها عليه جيدا وأعاد المسح الشامل للطابق الأرضي مرة أخيرة وليز مدهوشة مما يحدث معها، سمعت صوت نباح لوسي وبدأت بالصراخ علي الفور:_ لوسي، لوسي.
تجاوزت الكلبة البوابة الحديدية الأولي وهرعت إلي باب منزل ليز تنبح بغضب خارجا.
أمسك ليز التي تصرخ بأعلى ما لديها والصقها بعنف إلي الحائط وسأل:_ بغضب لمن الكلبة؟.
هزت رأسها نافية بأنها لن تجيب، توعدها من بين أسنانه:_ سوف أقتلها ليز.
بكت كثيرا ونطقت برعب:_ عدني ألا تؤذيها.
فار من الغضب:_ أنطقي ليز!.
:_ لجارتي.
سب عده سبات قذرة جعلت ليز تنكمش علي نفسها وأخرج مسدس الصعق من حقيبته وهم بفتح الباب ولكن ليز أنقضت عليه وأخذت تصرخ:_ لا لا ، لا تؤذيها أرجوك.
قذف بليز بعيدا عنه بإهمال وما إن فتح الباب حتى همت لوسي بالانقضاض عليه ولكنه كان رشقها بمسدسه وضاعت قفزة الكلبة هباء وسقطت أرضا تنوح وتعوي بوهن شديد ركضت إليها ليز تربت عليها وتحسها علي أن تفيق
:_ لوسي لوسي، أنت عديم الرحمة ووغد لعين.
أزاح ليز خلفه وجر الكلبة بإهمال من ذراعها إلي داخل شقة ليز وهو يتمتم بغيظ:_ تلك اللعينة سوف تخرب كل شيء!.
انحنت ليز تبكي علي الكلبة وقال هو ل ليز وهو يسحبها ناحيته:_ أسف ولكن مصيرك نفس مصير الكلبة.
نطقت بهلع:_ ماذا؟!!.
وما إن انتهت من الكلمة حتى ألصقها به ومن ثم رشق المسدس في رقبتها ولكنه لم يتركها تسقط مثل المرة الماضية بل حملها علي ذراعه وأغلق الباب وأنطلق كي يباشر بخطته... .
***
نهاية الفصل.
أنت تقرأ
العادل. بقلم هالة الشاعر
Khoa học viễn tưởngلم تفق وأستمر هو بصفع خدها إلي أن مل!، فذهب إلي المطبخ وأتي بكوب مياه باردة وسكبه علي وجهها بحده فاستيقظت تشهق وكأنها تغرق بالمحيط تحاول جلب الهواء إلي رئتيها ثم التفتت بنظرها في كل مكان مذعورة وما إن وقع نظرها علي ذلك الكائن الهمجي همت بالصراخ علي...