ماذا لو أصبح العالم حرفيا .. قرية صغيرة.
الفصل "التاسع"
"هدايا إلي العادل"
أغمضت عيونها بشدة متجنبة النظر له رغم رعبها الشديد، وأمسكت قلبها الذي يكاد أن يصيب أذنيها بالصمم لشدة هياج ضرباته، انطلقت حاملة القطارات العملاقة في الجو، أخذه معها ذرة التماسك التي تحاول ليز التمسك بها لتنزل دموعها وترتعش شفتيها في قهر شديد لم يحتمله جاكوب مطلقا رغم أنه لم يكن يطيقها بتاتا البارحة!.
أحاط كتفها بذراعه ولم تمانع أبدا كانت تشعر بأنها كائن رخو، بل كائن رخو مرتعب علي وجه التحديد!،أزاح غطاء الزجاجة التي تحتوي علي سائل وردي بفمه ووضع الزجاجة علي شفتيها برفق وتجرعت هي السائل دون مقاومة فهي تشعر بشعور رهيب في هذه اللحظة وتتمني حقا لو تغيب عن الوعي، ولكن لم تتحقق تلك الأمنية فالسائل الوردي سبب لها المزيد من التراخي وبعد لحظات شعرت بامتعاضها وتشنج جسدها يهدأ وسحابة سلام كبيرة حلت أخيرا برأسها بدلا من الرعب والتوتر الذي كانت به منذ قليل.
أخذ جاكوب يربت علي وجنتها بهدوء ووضع رأسها علي كتفه ولم يتركها أبدا وأنحني وطبع قبله صغيرة علي شعرها ولكن ليز لم تشعر بها مطلقا لم تشعر بأي شيء، من أمتعض من تلك الفعلة كان جاكوب الذي بحلق في الفراغ بعد أن قبل شعرها تلك القبلة وتركها علي الفور وأسندها إلي كرسيها، ود كثيرا لو يذهب إلي الحمام كي يغسل وجهه ولكنه كان يخشي رده فعلها، ما هذا الذي فعله؟ كيف سمح لنفسه بالقرب منها هكذا؟!!، أنه بمهمة محددة وعليه تنفيذها ويجب عليه ألا يحيد عنها ويستجمع كل قوته!.
تلاحقت أنفاسه قليلا وسعد لأن العصير المبرد يقدم في القطار فشربة بسرعة دفعة واحده كي ينعشه قليلا، علي أي حال ما إن يصلوا إلي وجهتهم سينزل بإحدى المساكن علي الفور كي يستريح فهو لم ينم منذ أربعة أيام ولن تفيده أقراص الكافيين بعد الآن سوف تسبب له الهلوسة ليس إلا، ساعتين أو ثلاث ساعات من النوم سوف تعيد إليه نشاطه من جديد كي يكمل خطته.
هبطت حاملة القطارات مرة لخمس دقائق بالضبط ومن ثم اتجهت إلي وجهتهم وبعد خمسة وعشرون دقيقة كان جاكوب يجر ليز التي تكافح كي تستعيد وعيها وتخرج من العالم المتراخي الذي دلفت إليه بفعل المهدئ الوردي.
وقف جاكوب قليلا يعبث في جهازه الغريب الذي يخفي لونه الأسود بداخل حافظة ما في المحطة ذات الأرضية البيضاء اللامعة بفعل أطباق التنظيف الآلية التي تلف وتدور طوال الوقت لتنظيف الأرضية من أي أتربة أو أوساخ، آلي أبيض ذو خطين أزرقين للتنظيف بالبخار وآخر أبيض وذو خطين أسودين للتنظيف من الأتربة والأوساخ، كان هناك ثلاثة صغار يركضون خلفهم ويضحكون ومن ثم أتت طائرة استطلاع صغيرة وحلقت فوق رؤوسهم وتحول السطح الخاص بها إلي شاشة عكست صورة كرتونية لبطة مضحكه وأخذ الصغار يضحكون بضحكات رنانة عالية ولكن والدة كل منهم أتت وأمسكت بيدهم أمره إياهم علي غير العادة بألا يغيبوا عن ناظرها، ووصلت لها أصوات تذمرهم عن كيفية خطف الفتاة هكذا وبكل بساطة؟ ولمَ لم يخرج العادل إلي الآن كي يدلي بتصريح؟!، وأخرى تذمرت من أنه مر حوالي الثماني ساعات علي اختطافها ولم يجدوها إلي الآن!.
أنت تقرأ
العادل. بقلم هالة الشاعر
Khoa học viễn tưởngلم تفق وأستمر هو بصفع خدها إلي أن مل!، فذهب إلي المطبخ وأتي بكوب مياه باردة وسكبه علي وجهها بحده فاستيقظت تشهق وكأنها تغرق بالمحيط تحاول جلب الهواء إلي رئتيها ثم التفتت بنظرها في كل مكان مذعورة وما إن وقع نظرها علي ذلك الكائن الهمجي همت بالصراخ علي...