الفصل الحادي عشر (الحفل الموسيقى)

179 17 2
                                    

الفصل" الحادي عشر"

 

"الحفل الموسيقي"

                            

فتحت عينيها لتجد شعاع ضعيف للغاية من الشمس تسرب إلي الكهف وبقايا الحطب الذي أشعله جاكوب أمس لا زالت حمراء وفوقها قدر يغلي به الماء، لم تتحدث ولم تتحرك من مكانها فقط شدت الغطاء عليها أكثر، رآها جاكوب والقي تحيه الصباح عليها ببشاشة وكأن شيء لم يكن ولكن ليز لم تحرك جفنيها حتى ردا علي تحيته، ظلت تنظر للفراغ دون أي حركة من عيونها وعندما حدثها أكثر من مرة كي تتناول الفطور أسدلت جفنيها.

يعلم أنه أخطأ كثيرا بحقها وآثار رعبها وأسف حقا من أجلها، ولكنها لا تعطيه أي فرصة، ذهب إلي بقعة الضوء الصغيرة تلك ووضع خليه شمسية بحجم 20سنتم طول و18 سنتم عرض وركز عليها عده مرايا ووضع الجهاز العجيب خاصته من أجل الشحن فهو استنفذ كل طاقته حتى الاحتياطية منها.

أخرج حبه كافين ووضعها أمام ليز عارضا إياها عليها إذا ما كانت تشعر بالخمول ولكنها لم تنظر له أيضا، تناول الحبة وشرب المياه، سوف تنبهه الحبة لمدة أثني عشر ساعة أخرى، أما عن ليز ورغم شرودها فلاحظت امتلاء العلبة خاصته بأقراص الكافين رغم أن كل سكان الكرة لا يصرف لهم سوي أربع حبات بالشهر ولأصحاب مهن معينه وتحت ظروف معينه، حتى لو أخترق النظام الصيدليات لن تمنحه علبة كاملة، هل هذا الرجل حقا متمرد؟!.

ظل يحوم حولها فبدون جهازه الغريب لا شيء يفعله ويعبث به، تكلم أخيرا في محاوله أخيره كي يسترضيها

:_ لن أناديك ب لويزا مرة أخرى مطلقا، يعجبني أنك بدلت أسمك وفي نفس الوقت لم تذهبي بعيدا عنه لقد أزحتِ ما يزعجك منه فقط.

ضمت ساقيها إليها أكثر ولم تتحدث ولكن كان هذا هو أول رد فعل يصدر منها في هذا الصباح!.

:_ ليز أنا لست مثل ذلك الخنزير .. أنا لن أوذيكِ البتة، صدمت ووضعت يدها علي فمها غير مصدقة أبدا

" أنه يعلم! يا الهي الرحيم لقد علم بكل شيء لقد أنتهي أمري" أصفر وجهها وهربت بعيدا وأفرغت معدتها لا شيء يرعبها أكثر من هذا.

 من الذكرى، من أن يعلم أحد ما حدث لها في الماضي. لهذا لا تعود إلي هناك مطلقا وتبتعد كل البعد عن بلدها لا تريد أن تري حتى أحد من الأطفال الذين كانوا معها صدفة بالطريق، لا تخشي اشمئزازهم منها بل تخشي نظرات اللوم لأنها كانت تنجو بينما هم لم ينجو منه، كان هذا من أكثر الأشياء التي تؤلمها علي الإطلاق وها هو عرف بأمرها.

أتي جاكوب قلق يريد مساعدتها أخذ يسألها إذا ما كانت بخير ولكنها سحبت نفس عميق سوف تواجهه ولن تخشي شيء قالت بقهر شديد وصوت مرتعش وهي تمسك بالطوق الذي يصعق عنقها

العادل. بقلم هالة الشاعر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن