الصدمة ...

41 0 0
                                    

كان يا مكان قد فتح الكتاب و تلفظة بكلام لا يلام عليه ...
ففي إحدى القرى منازل مصنوعة بالاحجار و الأواني بطين يصنع حتى سميناه فخار ...
تعيش فيه أسرة مثل باقي الأسر...
مهنتهم رعاية الأغنام و سقي الزرع ...
أم حنون عطوف و أب عصبي طوال اليوم غاضب
و فتى تعب من العمل المكلف به لدرجة شعوره بالملل و فتاة بقلب مفتوح يستقبل مرحة .
قيل أن البيت تسكنه الأرواح لا الإنس و القرية بعيدة عن المدينة  فسكانها إن أرادوا سفر يمكثون ثلاثة أيام ليصلوا .
ففي يوم من الأيام و في إحدى ليالي العاتمة قررت الفتاة رحيل لأنها كرهت من الأعمال فقالت في نفسها أبي و أمي دائمي شجار و أنا أريد أن أتمتع بدنيا و لذتها .
إذ بها بدأت رحلتها و أخيها قتل من الخوف الذي يتملكه فهو ينام في كوخ الدجاج و يسمع أصوات لا يمكن تفسيرها ففي بعض الأحيان يتمتم على أذنيه أن أختك ليست بشر بل روح لم تدفن تريد الإنتقام من كل الناس .
و أما الأم وهي في ففراشها شعرت بألم في قلبها إذ تنهدت و زوجها يكاد ينفجر من الغضب فهو في ماضي غني و حاضره مجرد مزارع فقير ينتظر لقمة و يحاول جاهداً تحقيق إكتفاء ذاتي له و لأسرته لكن إن إنقلاب الزمن و القدر غدر فيجب أن يقنع بما لديه و يصمت .
قد أصبح صبح و حان وقت العمل و الجد والاجتهاد .
خرج الاب من المنزل و المرأة متذمرة منه سار إلى الغابة ليقطع الشجر لذهب بها إلى سوق القرية و يبيعها ولكن فور قطعه لاول شجرة سقطت دماء منها و عيون تتساقط من سماء إنهم بشر قتلوا ...فيديه تلونتا بدماء و أغمي عليه من الخوف إلى حين إستيقظ في كهف بارد مظلم شعر بالغثيان و المرأة أرادت ذاهب لبحيرتها التي إعتادت على زيارتها منذ وفاة أمها أرادت جلب الماء للمنزل فملئة إناء بالماء .
تعبت و أرهقت و تعرقت فاشتاهت الإستحمام في ذلك الماء العذب فخلعت و دخلت للمياه .
الفتى خبئ نفسه تحت الغطاء ولم يستطع الخروج يشكوا الحمى لوحده يأين و لا أحد يستمع فالبيت خاوي.
الفتاة ضاعت و قدميها بردت من كثرت الإرهاق نامت في وسط الغابة المظلمة من جانب الأيمن من المدينة .

ماذا لو ؟ Où les histoires vivent. Découvrez maintenant