إلتفت العديد من الأشرطة الصفراء حول المنزل بعد أن جاءت الشرطة و الإسعاف و جلبت معها أصوات الصفير التي إنتشرت حتى أسكنت الرعب في نفوس من حول هذا المنزل ، توغلت الشرطة داخل المنزل و بدأت إلتقاط العديد من الصور لهذه الجريمة الغير آدمية ، صوٌرت عدسات الكاميرا الخطوط الحمراء على الحائط و صوٌرت حالة المنزل المتعثرة ، و لكن أصعب ما إلتقطته عدسات هذه الكاميرا هي الجريمة بحد ذاتها
كانت الأم و أولادها مستلقيين على أرضية الغرفة بعد أن تلطخت أجسامهم بالدماء إثر هذه الطعنات التي فتكت بجسمهم ، كما كانت ملامحهم باهتة و جافة عليها العديد من الكدمات التي تغزو جسمهم البارد و عيونهم الجاحظة ، كان أسامة يقف خارج المنزل يضع يده على فمه محاولاً كتمان بكاءه و دموعه متأثراً بهذه الجريمة الشنيعة
و ما هي إلا فترة وجيزة حتى جاءت سيارة وليد و توقفت جانباً لينزل وليد منها مهرولاً و يرى جثث أولاده و زوجته و هي تخرج من المنزل على الحاملات في مشهدٍ يكاد ينفطر له القلب
أخذ وليد يتحسس الجثث و هو يجد صعوبة في التنفس مع بعض التأوهات و الأنين ، كما بدأ الصياح بصوتٍ عالٍ يسألهم عما حدث و لكن دون جدوى ، و عندما توقفت أسئلته التي لم يكن لها أي إجابة سقط على الأرض مجهشاً بالبكاء و كأنه طفل رضيع ، فيا له من أمرٍ صعبٍ يجعل المرء يئن من الوجع على فراق الأحبة بهذه الطريقة و أمام عينيه ، و لكن الأصعب من هذا كله هو الندم ، لقد ندم بشدة لأنه تركهم لمصيرهم المؤلم دون أن يكلف نفسه و يطمئن عليهم
........................................................................................................................................
إستمرت إجراءات الشرطة مجدداً إلى أن حل المساء ، و كان وليد واقفاً في الحديقة شارداً أمامه بعد أن شُل جسده عن الحركة ، إقتربت منه سيدة في مقتبل الثلاثين ترتدي زياً أسوداً و نظارة مستديرة تليق على وجهها المستدير و الذي يحمل ملامح أنثوية رقيقة تختلط بملامح القسوة و الصرامة ، كما كان شعرها أحمراً داكناً يضفي على ملامحها مزيداً من الجمال و الأناقة
ربطت السيدة على وليد قائلة (أستاذ وليد ...)
إلتفت لها وليد فأكملت كلامها ( أنا عارفة إن حضرتك مصدوم من إللي حصل ...بس لازم حضرتك تيجي معايا النيابة عشان تشهد في القضية )
أعاد وليد وجهه للأمام و تصلبت دموعه لتتحول ملامحه بعدها إلى الحقد و الغضب و هو يقول بحدة ( هلاقيه .....هلاقيه و هدفعه تمن إللي عمله _)
قطعته السيدة و هي تضع يدها على كتفه مرة أخرى و تقول ( أستاذ وليد ...تعالى معانا عشان تساعدنا تعرف مين إللي عمل كدة )
هدأ وليد قليلاً و أومأ رأسه مخبراً إياها بقدومه ، فلا يوجد أمامه سوى هذه الفرصة ليعرف هذا القاتل اللعين و يذيقه مرارة ما يعيش
أنت تقرأ
صاحب الخط الأحمر
Misterio / Suspensoتدفع هذه اليد الباب ببطء يحمل بعضاً من الخوف و الهلع ، فصاحب هذه اليد كان يتوقع أن الباب مغلقاً ، و مع ذلك أكمل سيره داخل المنزل و هو لا يدري ما الذي يقبل عليه بدأ يتلفت حوله و إذا أنه يجد المنزل شبه مهدماً و كأن شجاراً قد تم به ، ثم يجد على الحائط...