قصر الأخـيضـر:-
من الآثار المهمّة التاريخية التي تبعد عن مركز مدينة كـربلاء حوالـي 29 ميلاً ، بجوار هور ابودبس على الضفة اليمني لوادي الابيض ، ويعد موقعها تاريخي ، جغرافي وتجاري كونه يطل إلى الجنوب الغربي من العاصمة بغداد ، وقبل الوصول إلى مفترق طريقين أحدهما يذهب بالمسافر إلى مدينة الرمادي ، والثاني إلى الحدود السعودية ، يقع صرح شامخ لبناء أثري ، لا شيء يحيطه سوى الصحراء ، ويمتد إليه سوى طريق معبّد من اتجاه واحدٍ تحيطه الرمال ، وكان في يومٍ ما طريقًا للتجارة والحج والحروب أيضا .
القصر على شكل مستطيل ، شيد الحصن الفخم الطراز ، يحتوي على ثلاثة عشر برجًا
واقواسً منحوتات ، وايضا يحتوي على فتحات لرمي الاسهام ، لانها كانت قاعدة عسكرية في حين ذاك ، وبنية السور قبل بناء القصر ، كان من المفترض ان يكون مدينة صغيرة قبل دخول الاسلام ، يحتوي القصر على اكثر من تلاث وعشرون غرفة مقوسة الشكل ذات طراز مزغرف فارسي ، ويوجد في القصر مسجدا بعيدا عن ضوء الشمس ، وايضا يحتوي القصر على جداران احدهما داخلي والاخر خارجي فية حناية داخلية .وللحصن اربع مداخل رئيسة الدراسات لم تحسم تاريخ إنشائه ولا الطّور الحضاري الذي ينتمـي إلـيه ، وممّا عَقّد المشكلة فـيه وجود المسجد الذي اكتشفته(مس بـيل) أثناء زيارتها للموقع عام 1912 للميلاد ، ثمّ تَبِعها حشدٌ من المؤرّخـين ، فقالوا إنّه أثـر عباسـي قام بإنشائه (عـيسـى بن علـي) فـي فتـرة ولايته للكوفة ، أثناء خلافة أبـي جعفـر المنصور فـي صدر الدّولة العبّاسـية الأولـى ، ولكن ما حاجة الدولة العبّاسـية لتشـيد قلعةً منـيعةً تتّسع لأكثـر من ألف مقاتل أو فارس ، محصنة تحصـيناً عسكـرياً فائقاً وفـي منطقة مشكوك فـي ولائها للعبّاسـيـين .
ولـيس بعـيداً أن يكون المسجد الذي اكتشف بقربه ، قد أضافه المسلمون بعد أن فتحوا العـراق عام 633 هجرية ، وفـي الحقـيقة أن الصّور الجويّة تُظهـر لنا آثارَ مدينةٍ كاملة تنتشـر حول القصـر يشطـرها الوادي الأبـيض إلـى شطـرين ، شمالـي وجنوبـي ، منذ أن اكتشفه المؤرخ الإيطالي بيترو ديلا فيلا عام 1626، الذي مـر به فـي طـريقه من البصـرة إلـى حلب فـي النّصف الأوّل من القـرن السّابع عشـر ، وكان يسمـى عند أهل المنطقة بقصـر الخفاجـي .
وحصن الأخيضر في محافظة كربلاء ، يثير الكثير من الأسئلة ، فضلا عن الدهشة والتفسيرات والاستنتاجات التي وجدت في القصر ، لقي البعض من النقود المسلمين و قطع الفخار و أسماء نقشت على الجدار ، يحمل هذا القصر العديد من الاسماء الذي ذكر بها ، فقد ذكر الباحـث العراقي والعالم الديني محمود شكـري الآلوسي ، إن اسـم الأخيضر محـرف من كلمة (أكيدر) ، الذي بناه أحد أمراء قبيلة كندة ، والذي أسلم في صدر الإسلام ، في حين يعتقد المستشرق ماسينيون ، أن بناءه ساساني ، وأنه قصر السدير المشهـور ، أما المهندس شريف يوسـف فيذكر في كتابه "تاريخ فن العمارة في مختلف العصور" ، أن تاريخ الأخيضر الزمني ما زال معلقا لأن البناء غفل من جميع الكتابات التي تؤرخ له ، لذلك اختلف المؤرخون في تحديد زمن بنائه .
ويمكن أن يكون عـيسـى بن موسـى بن علـي ، الذي آل إلـيه قصـر الأخـيضـر، قد أجـرى فـيه بعض التّعديلات أو أضاف بعض التّعزيزات ، خصوصاً وقد أصبح معلوماً أنّ قصـر الأخـيضـر لم يشـيد دفعة واحدة ، وفـي عصـر واحد بل تمّ بناؤه فـي عصور مختلفة ، ففـي كل مـرحلة يضاف له مـرفق حتـى اكتمل بما نـراه الـيوم من الهـيبة .
و هذه صور اخرى للقصر
★بقلم:زهراء سعد الموسوي
أنت تقرأ
زهراء سعد الموسوي
Short Storyسيكتب في هذا الكتاب كل مايجول في عقل زهراء سعد الموسوي فتمنو لها ماتتمناه لكم