موت امي

767 46 60
                                    

عندما كنت طفله رضيعه ملطخه بدماء امي لم اسمع سوا بكائي المزعج وتأفف ابي المستمر

لم يحبني ابي مطلقاً كان يستمر بمناداتي بالغلطه هو واخوتي لأن من بعد خروجي من بطن امي توفت امي رحمها الله وانا صغيره

كرهني ابي واخوتي متوقعين اني حامله الحظ السيء لهم وكأني قاصده

كانت اول كلمات ابي لي عندما رآني هي((اعوذ بالله منك))

كان يرآني وكأنني وحش التهم كل احلامه لذلك سماني((ليلي))

سماني ابي بـ ليلي بمعنى ظلام الليل لأني لم اجلب له سوا سوء الحظ وظلام فقدان امي

عندما عرفت عن معنى اسمي تدمرت شخصيتي بحق لم اعد كما كنت

عموماً لا انهيكم عن التفرقه التي بيننا انا كنت بمكان الخادمه اخدم اخوتي وابي الظالم

اذا انعمني الله بنعمه بهذه الحياه فهي جمالي كانو يشبهونني بأمي

امي كانت في غايه الجمال بيضاء تبدو في الظلام فيكتسى نوراً عيون زرقاء كأن عيوني في الجنات قد كانو شقراء بيضاء مثل العاج

امتلكت منها النمش الخفيف والشقار والعيون الملونه

كان يكرهني ابي لدرجه انه لم يريني اي صوره لها ماكان لدي الا ان ارى نفسي بالمرآه واتخيل امي امامي بصوتها الهادي تغني لي وتضحك لي

لم يطول تخيلي حتى شعرت بسوط على ظهري وصوت خشن يأمرني بأكمال الغسيل

كم اكره ابي الاحمق لايمتد لجمال امي صله ولا امتلك من جيناته شيء لحسن حظي فهو قصير سمين سمار خفيف واصلع

حقاً لا اعلم كيف يجتمع النار مع الجنه هل كانت امي عمياء او مجنونه

على كل التفكير بهذا الأمر لا يقدم لي شي سوا كره ابي واخوتي اكثر

كل هذا العذاب وانا لم اتعدا السابعه الهي مافعلت امي من ذنب حتى اتلقاه انا

نفضت كل هذه الافكار من رأسي وركضت مسرعه اجمع الملابس الملقاه بالأرض بيدي الصغيره امسك كل قميص

انتهيت من اعمال المنزل بدأت استراحتي تسللت خلسه خارج المنزل لأرى ابن جاري نايف

كان نايف مثل الملاك على هذه الارض هو نعمتي الثانيه بعد جمالي كنت اهرب له في ضيق اوقاتي ليرفه عني

كان نايف بمثل عمري لكن الفارق بيننا هو انه لايُعامل كـ عبد بل كـ طفل طبيعي

كان يشفق علي يعطيني من العابه ويأكلني من اكله،مالمضحك بالأمر هو انه يرأف بحالي اكثر من اخوتي فعلاً القدر غريب

لا اعود للمنزل الا بآخر الليل عندما ينام ابي واخوتي انام بالمستودع

استمرت حالتي البائسه هذه حتى وصل عمري ال١٧ كبرت قليلاً وتقبلت نمط حياتي البائسه حتى انني اردت ان انسحب من المدرسه لم اعد ارى لي حلم اسعي خلفه فـ كل احلامي تحطمت

في يوم من الايام خرجت من المنزل باكيه اطرق الباب على نايف

فتح لي الباب وهو مصدوم يسألني عن احوالي،لا اعلم هل هو احمق مثل ابي ام ماذا الا يرى كدمات جسمي وحالتي المستعصيه كيف لازال يسأل عن احوالي

جلست بغرفته التقط انفاسي وانا اردد لن اعود لذلك المنزل اللعين

تنهد وجلس جانبي مسح على رأسي ورد بصوته الهادي المطمن((هل ضربك ابيك مره اخرى؟الم اوعدك انني سأتزوجك وانقذك من هذه الحياه يجب ان تصبري عليه))

نظرت اليه وعادت دموعي تذرف بحرقه على خدي((اليوم كان مختلف لم استطع ان احتمل نظرات ابي لي لم يعد يضربني منذ سنوات لقد كان يحاول التحرش بي))

تجمد نايف وهو ينظر الي مصدوم وكأن ثلوج القطب الجنوبي انسكبت عليه

((تحرش فيك؟))

ابعدت يده عني واكملت((كل ماكبرت كل ما بدأت اصبح نسخه امي لعل ابي المريض لم يراني ابنته بعد الآن بل زوجته))

لاحظت تعابير القرف والإشمئزاز على وجه نايف وبدأت اندم على الوقت الذي اخبرته فيه

((سيتزوجني؟؟لا اعتقد سيتزوجني بعد الآن..مثير للشفقه)

انسحبت لخارج غرفته بهدوء واقفلت الباب خلفه تاركته بدوامه تفكير وحده

بدأت امشي بالقريه انظر لوجوه الناس وعيونهم لاتحمل من متاعب الدنيا سوا النوم

كان الفرق بيني وبينهم شاسع لايعرف احدهم طعم الخيانه والغدره والعيش مع ابن حرام لن يعيش احدهم حياتي البائسه

توقفت عند بيت مهجور مكسور دخلت فيه وانسدحت العب بشعري افكر هل سنتنتهي دوامه العذاب هذه؟

اعذرونيي عالأخطاء اللغويه والفصحه التعبانه هذا البارت الاول❤️❤️بكمل ان شاء الله

١٩٩٥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن