الحلقة 34

1.2K 61 38
                                        

ساعدها علي على الجلوس فوق الأريكة الكبيرة بلطف، وضع وسادة خلف ظهرها وسحب البطانية ليغطي بها ساقيها، ثم جلس بجانبها يراقب ملامح وجهها المتعبة. كانت شاحبة، وعيونها نصف مغلقة من شدة الإرهاق.

همست بصوت مكسور:

"علي… أحس بوجع… مو بس في جسمي… حتى روحي توجعني."

اقترب منها أكثر، أخذ يدها بين يديه، وغمغم بحنان:

"أعرف يا نازلي… أعرف، وما أقدر أتخيل شلون تتحملين كل هذا. بس إنتِ قوية، ورح تتجاوزين مثل كل مرة."

هزّت رأسها ببطء، ثم ضغطت على يده وقالت بصوت مرتجف:

"بس الوجع هالمرة مختلف… كأن شي يحرقني من جوه، ولا أقدر أوصفه."

نظر إليها علي نظرة حزينة، ثم قام بهدوء، وسحب من الدرج العلوي في الغرفة الصغيرة علبة الدواء، وضع حبة في كفه، ثم جلس بجانبها من جديد وسقاها القليل من الماء.

قال بلطف:

"هذا رح يساعدك تنامين شوي… ما أبيك تعيشين هالوجع وإنتِ صاحية، يكفيك اللي مريتي بيه."

نظرت له نظرة امتنان عميقة، ثم تناولت الدواء، وأسندت رأسها على كتفه. مرت لحظات قصيرة قبل أن تثقل عيناها بالنوم، بينما بقي هو ساكنًا، يراقب تنفسها بقلق وحنان، يضع كفه فوق يدها، وكأن لمسة بسيطة منه قد تبعد عنها كل ألم.

همس بصوت خافت وكأنه يعدها:

"نامي يا نازلي… وأنا هنا، ما راح أتركك… ولا ثانية."

بعد مرور شهر ونصف، استعادت نازلي جزءًا كبيرًا من صحتها، وكان وجهها خاليًا من الحجاب، شعُر بشعرها الأسود ينسدل بحرية على كتفيها. جلست بالقرب من علي وأخبرته:

نازلي:
"ليان اتصلت، قالت إنها في بيت الجد، خلينا نروح نزورها."

علي نظر إليها بحذر، وعيناه تعكسان قلقه:

"بس إذا حملتيها، والله أغضب كثير، وأنتِ تعرفين شنو أسوي."

نظرت إليه بصمت، وهو يبتسم بخفة، محاولًا تهدئة الأجواء:

"أنا جاد، صحتك تهمني أكثر من أي شي."

نهضت نازلي وأخذت معطفها، وقالت:

"ما راح أرفعها، بس بسافر معاها، نمشي."

علي تراجع بخطواته وراءها وقال:

"تمام، بس أي تعب أو وجع، نرجع فورًا."

خرجوا معًا، وكل منهما يحمل في قلبه أملًا جديدًا مع بداية هذا الفصل الجديد.

صعد علي ونازلي إلى السيارة، وبدأوا رحلتهم نحو بيت الجد. عند وصولهم، فتحوا الباب ودخلوا البيت، فهرعت ليان نحو نازلي وقفزت بحماس بين ذراعيها.

ملاكي الحارس 12:01حيث تعيش القصص. اكتشف الآن