.
.
أخذت الثلوج بالذوبان تدريجيًا تحت السماء الضبابية في توقيت السابعة والنصف صباحًا حيث كان على الشمس أن تكشف عن ضوئها ولكن هذا لم يحدث جرّاء تكدس الغيوم الكثيفة لتحجبها.الأجواء ساكنة في الجزيرة سكون تام مما يعني أن المعركة لم تبدأ بعد، كل واحد منهم يستعد لصد أي هجوم مفاجئ من وائل لاسيما حين شعورهم بهذا الهدوء المريب.
أسامة قلقًا على أخيه رامي بعد أن تركه يصارع تلك الحمّى العالية، بينما جواد خائفًا على توأمه ورامي، زين ورَيان كانا يحاولان الحفاظ وحماية بعضهما قدر الإمكان.
مؤيد لم يكن مكترث لشيء حاليًا ولكنه متوتر من ظهور وائل، هوَ سيحارب سيده بعد خيانته له، وكمال متوتر أيضًا بينما هاني يبتسم باستمتاع ولا يهمه سوى ظهور وائل ليبدأ استفزازه.
حسنًا.. الوضع بدى مزريًا عند أحدهم حيث كان ملصقًا ظهره على مسند الكرسي ورأسه كذلك إلا أنه يرفعه قليلًا ويتنفس بقلق.
في هذا السكون داخل مركبته يستطيع الشعور بجريان الدم بسرعة هائلة في عروقه، وأنفاسه الخائفة كانت تطغى على صوته بين الحين والآخر.
إبتلع ريقه ورفع يديه المرتعشتين يحدق بهما ليهمس :«لمَ أنا أرتعش هكذا؟»
أغمض عينيه ليسترخي يحاول ضبط أنفاسه، فرفع يديه وقبض بهما على ملابسه من جهة صدره وأردف بارتجاف واضح :«توقف عن النبض بهذه السرعة وكن قويًا معي، أنت تزيد من قلقي وخوفي، أرجوك!»
يبدو أن قلبه خانه في هذه اللحظة ولم يرد الإستماع له، لذا ضغط على أسنانه بخيبة وانحنى يسند جبينه على حاملة الأزرار والشاشة أمامه ولا زال يقبض على صدره بإحدى يديه يحاول تنظيم تنفّسه.
..:«مروان؟ أنت بخير؟»
سمع صوت هاني من السّماعة المثبتة على أذنه، لم يجبه بسبب نوبة الخوف التي يشعر بها، وهاني تفهّم ذلك الخوف في قلبه لذا تكلم يحاول طمئنته :«إهدأ وخذ نفسًا عميقًا! لقد قلتُ لك أنني بجانبك وسأحميك»
إنهمرت دموع مروان ثم رفع رأسه ليمسحها بسرعة ويقول بصوت ثابت بذات بحة صوته المعتادة :«نعم سأفعل!»
إبتسم هاني بخفة على ذلك ليسمعوا صوت اِنفجار هائل دوى بجوارهم، لم يكن انفجارًا بالمعنى الحرفي بل صدمة هائلة اِرتطمت بالأرض دون أن تخدشها حتى، صدمة تأتي فجأة دون أن يلاحظ أحد، مدمّرة.
إبتعد جواد بمركبته عن موقع المكان فهوَ كان الأقرب له بينما مؤيد ضيق عينيه بانزعاج بسبب بدأ هذا الهجوم بطريقة كهذه.
أنت تقرأ
من المنتصر؟ | مُكتملة.
Science Fictionتشقق الحاجز الشّفاف في اللحظة التي دوى بها إنفجارٌ بجواره، ثم رفع رأسه ونظر للذي أمامه بعينيه الزرقاوتين اللتان أظلمتا ولم يعد بهما أي ضوء :«أنا.. لم أعد أرغب بشيء» بصوت ميت خالي من الحياة نطق كلمته، ثم اِستدار وسار في طريقه والإنفجارات تدوي من حول...