الفصل التاسع

405 28 2
                                    

استمرت حنين ف متابعة والدتها التى فرحت جدا عندما علمت بحملها وقسمت وقتها ما بين والدتها وعملها ف المستشفى وأما عادل لم يجمعهم حوار منذ آخر مرة ولم يطلب منها مرة أخرى التخلص من الجنين وكان دائم التغيب عن المنزل بالرغم من حرصها ان تذهب لمنزلها يوميا حتى تتمكن من الحديث معه والمحاولة مرة أخرى ولكن المحاولات بائت بالفشل
بعد مرور 8 شهور، ف منزل والدة حنين التى لم تتحسن حالتها بل بالعكس كانت تسوء يوميا
حنان: انتى هتفضلى كدة ومش هتستريحى لحد ما يطلقك
حنين: ممكن توطى صوتك شوية، ماما مش لازم تعرف اى حاجة عن المشاكل اللى بينى وبين عادل
حنان: طب انتى خلاص ع وش ولادة اهو، وعادل شايل أيده ، حتى هشام لما اتكلم معاه قاله انك مش مهتمية بيه وع طول مش موجودة وكمان
حنين(مقاطعة): انا مش فاهمة، مش انتى اللى كنتى مشجعة انى اوافق ع الجواز رغم الظروف اللى احنا فيها وهو كان بيتحايل علية عشان ارضى، دلوقتى مش عجبكم
حنان( بغل): ما انتى حملتى بعد شهرين من الجواز ع طول مش زيي قعدت سنتين عقبال ما خلفت
حنين( بوجع): دى إرادة ربنا بقى هدخل فيها، عموما انا هتكلم مع عادل وان شاء الله نحل مشاكلنا، اااااه
حنان: مالك فى ايه
حنين: تعبانة اوى شكلى هولد
حنان: طب اعمل ايه، اكلملك عادل
حنين: خليكى مع ماما وانا هركب اروح المستشفى وخلى عادل يحصلنى
ذهبت حنين للمستشفى وادخلوها غرفة العمليات وبعد فترة تعالت صرخات الصغيرة بالغرفة وتم نقلها إلى غرفة عادية ومعها ابنتها
الدكتور: حمدالله على سلامتك يا دكتورة
حنين: الله يسلم حضرتك، البيبى عامل ايه
الدكتور: بنوتة زى القمر ما شاءالله ربنا يخليهالك
دخل بعدها دكتور محسن ومعاه طبيبة أخرى لا تعرفها حنين
محسن: حمد الله ع سلامتك يا بنتى
حنين: الله يسلم حضرتك، شكرا لحضرتك انك جيت تتطمن عليا بنفسك
محسن: بس يا بنت انا ابوكى مفيش بينا الكلام ده، وجايبلك معايا سها تتطمنك ع البيبى ومن هنا ورايح اى حاجة عايزة تسالى عليها عشان حفيدتى القمر دى تكلميها أن شاءالله الفجر
سها: طب مش هتقولها انى اشطر دكتورة اطفال ف مصر كلها
محسن: ايه التواضع ده ما تقولى ف العالم احسن يا مغرورة
سها: انا مغرورة مقبولة منك يا اونكل ، هخلى سليم يجبلى حقى منك
محسن : لا وعلى ايه ، ابعدى عننا اخوكى المجنون ده
حنين (بابتسامة): دكتور محسن بيعاكسك بس، شكله بيحبك اوى
محسن: ابوها الله يرحمه كان أعز أصدقائي ، وهى وأخوها انا اللى مربيهم وزى ولادى بالضبط
حنين و سها: الله يرحمه
محسن: انا هسبكم مع بعض بقى تتعرفوا ومتأكد انكم هتبقوا صحاب، حمد الله على سلامتك يا بنتى
سها وهى تكشف ع الصغيرة: البنت زى الفل ، هتسميها ايه ووضعت الطفلة بين يديها
حنين وهى تنظر الصغيرة: ليلى
سها: اسمها جميل اوى ، كان فى دكتورة اطفال هنا اسمها ليلى شفتها كذا مرة لما كنت باجى هنا قبل ما اتخرج بس لما اتخرجت سألت عليها ملقتهاش
حنين(بتذكر وحزن): ليلى كانت دفعتى وكنا صحاب اوى وكنت بحس انها أقرب لية من اختى، واتعينا ف يوم واحد هنا بس عملت حادثة الله يرحمها
سها ( بتأثر): الله يرحمها، ولا يهمك من هنا ورايح انا صاحبتك الجديدة وانا اصلا حبيتك اوى
حنين ( ببسمة): وانا كمان، انتى تدخلى القلب ع طول
سها: ماشى يا عسل ، اسيبك انا وهاجيلك تانى، ووضعت قبلة ع يد الصغيرة وخرجت
ف اليوم التالى اوصلت سها حنين إلى بيتهابعد أن قضت معها معظم الليلة السابقة لأنها وجدتها لوحدها وحكت لها حنين عن حياتها لأنها كانت بحاجة للتكلم وقد ارتاحت لها جدا
صعدت حنين للأعلى وطرقت الباب وفتحت لها الممرضة
الممرضة: حمدالله على سلامتك يا دكتورة
حنين: الله يسلمك اومال حنان فين
الممرضة: هى مشيت امبارح، بعد ما حضرتك روحتى المستشفى
حنين (لنفسها): يعنى مش قادرة تفضلى مع ماما حتى يوم واحد، ووجهت كلامها الممرضة: هى ماما صاحية
الممرضة: اه وكانت لسة بتسأل عليكى من شوية
حنين: ماشى انا هدخلها ، شكرا
وأخذت طفلتها ودخلت لوالدتها
حنين: صباح الفل يا ست الكل
الام: صباح الخير يا حبيبتي
حنين: بصى انا جبتلك مين معايا، شبهك يا مامتى يا حلوة
الام ( بدموع): ما شاء الله ، الحمد لله يارب انك طولت ف عمرى لحد اما شوفتها يارب،
حنين (وهى تمسح دموعها): ربنا يخليكي يا حبيبتي وتتربى على ايديكى كمان
الام: انا كفاية علية اوى كدة ، مش عايزة حاجة من الدنيا تانى، وبعدين أنا تعباكى اوى معايا
حنين: متقوليش كدة يا ماما، كفاية انك معايا واى حاجة تانى تهون
الام: يابنتى انا حاسة بيكى وعارفة مشاكلك مع جوزك، وخايفة اكون ظلمتك لما خليتك تجوزيه بس كنت فاكره هيكون سند ليكى
حنين: بصى كدة ف وش ليلى وانتى تعرفى انك صح، دى النظرة ف وشها تسوى العالم وما فيه
الام(بابتسامة): ربنا يخليها ويعوضك بيها يا حبيبتي، وعايزاكى تعرفى انى قلبى راضى عليكى يا بنتى واوعى تزعلى ولا تحزنى لما يجى أمر ربنا
حنين: ربنا يخليكي ليا يا رب، دكتور محسن إدانى اجازة 4 شهور و هفضل معاكى هنا، اسيبك تستريحى شوية حبيبتي، قبلت يديها وخرجت من الغرفة
مر 3 شهور ع حنين ولم يأتى عادل الا مرة واحدة رأى فيها ابنته وتكلمت معه كثيرا ولكنه متمسك برأيه يريدها أن تترك والدتها وتفعل مثل اختها وإما يكون الانفصال
ولكنها لن تترك والدتها وهى بأمس الحاجة إليها وليفعل ما يفعل، اما اختها حنان فكانت تكتفى بالاطمئنان ع والدتها بالتليفون ولا تكلف نفسها بزيارة والدتها
سها كانت تتصل بحنين كثيرا وتأتى لها كى تطمئن عليها وعلى ليلتها الصغيرة كما أسميتها وتقربوا جدا من بعضهم فى هذه الفترة القصيرة وكانت تحب اكل حنين جدا وتأتى ليتناولوا الطعام سويا وتأخد ما يتبقى منهم ولا تخلو جلساتهم من الحكايات والمناوشات بينهم
وفى حدى الايام رن الجرس وذهبت لتفتح الباب
حنين: ايوة حضرتك مين
الشخص: ده منزل حنين وجدى
حنين: ايوة انا
الشخص: ممكن توقعى هنا بالاستلام
حنين بعد أن وقعت بالاستلام ، نظرت للورقة التى بيديها وغير مصدقة للكلمات التى تقرأها ، نعم كانت تعلم أن النهاية قريبة ولكنها لم تفقد الامل من أجل ابنتها، انها ورقة طلاقها ، لم تحزن عليه ولكنها خافت على مستقبل ابنتها ، لم تأخذ وقتا كثيرا ف التفكير وقررت التحدث معه حتى تضمن استقرار أمور ابنتها الغالية وقامت بالاتصال عليه واتفقوا على أن يأتي لها للحديث سويا
بعد فترة أتى عادل ولم يستطيع البدء بالكلام فهو لم يتخيل أن تكون المواجهة بهذه السرعة
حنين(بقوة) : انا مش هقولك انت عملت كدة ليه، لانى اصلا كنت بعتبر اننا مطلقين من اخر مقابلة لينا، انا جايباك عشان نتكلم عن ليلى مش عننا ، هى ملهاش ذنب ف اختياراتنا
عادل: انتى اللى عملتى كدة وانتى السبب ، انا مش غلطان ف حاجة
حنين( متجاهلة الرد ع كلامه): البنت طبعا ف حضانتى ووقت ما تعوز تشوفها مفيش مشكلة خالص
عادل(باضطراب): انا ظروفى حاليا متسمحليش اصرف على البنت ولو عايزة تدخلى فى محاكم وحوارات براحتك ومتهيألى انك انتى اللى كنت عايزة الحمل ده فاتحملى بقى
حنين( بسخرية): ومالها بقى ظروفك؟؟؟
عادل: اصل انا هتجوز
حنين: بجد طب الف مبروك، وانا مش عايزة منك اى فلوس
عادل (بصدمة): بجد، اه وبنتى متترباش مع راجل غريب
حنين(بغضب): دلوقتى بنتك، انت ايه يا أخى جايب الأنانية دى منين، عموما انا اصلا مقررة انى هعيش لبنتى بس برده لو حصل وغيرت رأيى دى حاجة ما تخصكش
عادل(لتهدئة الموقف): انا مش قصدى ادخل ، انا بس عايز اطمن على ليلى
حنين: تحب تكلم ف حاجة تانية
عادل: لا شكرا، هستأذن انا
حنين(بسخرية): مش هتقول حتى عايز تشوف بنتك قبل ما تمشى
عادل : هاااه، اه طبعا لازم اشوفها
غادر عادل واحست حنين براحة بعد هذه المقابلة، من المفترض أن تكون حزينة على نفسها مثل أى امرأة يقوم زوجها بتطليقها لكنها ف الحقيقة سعيدة ، تحررت من قيود ربطت بها دون أن تشعر ، حياة لم تختارها الا لإرضاء والدتها ورغم أن الاختيار السئ نتج عنه احلى ما فى حياتها، ليلاها الجميلة ، ملاكها الصغير
اخذتها بين يديها تقبلها ونظرت الصغيرة لعيونها وضحكت كأنها تعلم أنها تطمئنها على القادم وتعلمها أن حياتها بدونه ستكون الأفضل.

يتبع........

تائهة بين الماضى والمستقبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن