||اللَوحَة الثَانِية:كَعكَة التُوتْ||

201 16 0
                                    

جلست فيوليت بذلك المقهى، فستانها الرمادي الشتوي قطني فضفاض لا يظهر تفاصيل جسدها ارفقته بكعب بنفسجي فاتح و حقيقة صغيرة ماثلته اللون، غارقة في تفكيرها تتأمل صاحبا المحل العاشقين مقابلها بإبتسامة ناعمة تتسائل كيف للحب ان لا يبهت او يفقد معناه رغم طول السنين التي جمعتهما، و دون وعيي منها انجرفت افكارها نحو صاحب الرسائل فهزت رأسها تنفض هذه الافكار.

قاطع شرودها تقدم الرجل نحوها بإبتسامة سعيدة و حماس واضح.

-ابنتي فيوليت انرتي المكان بجمالك، الم يشفق قلبك النقي على حال هذا المقهى دونك، فلم تزورينا حتى يحيى و ينتعش بعطرك و وجودك!

ابتسمت بخجل على كلامه المعسول كالعادة، لترد عليه بصوتها الهادئ الناعم و الذي بشكل ما لطالما كان دافئا يشعرك بالحنان.

-عمي توني انت تعلم اني مشغولة هذه الفترة فلدي معرض عما قريب و وجب عليا اكمال المجموعة، آسفة لغيابي عنكم لكن اضن انه يجب ان تسحب كلامك حول حال المقهى فإذا سمعتك خالتي الجميلة ستكون نهايتك لا محالة

ظهر الخوف على ملامحه فور ان ذكرته حجم المصيبة التي ستحل عليه لو سمعته زوجته، حتما ان تطرد من بيتك و يرمى عليك حذائك ليس بالامر اللطيف، لذا ابتلع ريقه و هو يراقب تقدم زوجته يحاول نسيان نتائج اخر مرة غضبت فيها.

اما عن زوجته فهي إمرأة رغم كبر سنها الا انها تحمل من الجمال الكثير، ملامحها توحي بالفتاة ذات الوجه الجميل و الجمال الحاد التي كانت عليها، و دعوني لا اتكلم عن ابتسامتها تلك التي تحمل من الدفئ ما يكفي ليكسر الجليد، ما ان وصلت امام الطاولة حتى وقفت فيوليت من مكانها ليس الا ليتشاركا حضنا دافئا.

-ايتها الرسامة المشاغبة لما تأخرتي في زيارتنا، لابد لك من عقاب حتى لا تعيديها، الان ستأتين ورائي و ستوزعين الطلبات ثم ترسمين لي لوحة جميلة مثلك، فهمتي؟

أومئت فيوليت بسرعة بشكل لطيف جدا لذا لم تتردد الاخرى في تقبيل وجنتها لتتجه نحو زوجها و تنزع المأزر منه و تلبسه لفيوليت، قرصت وجنتيها لتعود للداخل حتى تجهز الطلبات.

اما العم توني فتنهد من تصرفات زوجته المعتادة بإبتسامة هادئة و هي يتأمل رحيلها بحب، ارتسمت ابتسامة صادقة على شفتي فيوليت و هي ترى العشق الذي يتدفق من عينيه، لتتحدث مازحة.

-عمي يجب ان تسرع لتساعدها فأنت تعلم نتائج غضب خالتي ايولان.

خرج من شروده و أومئ لها بسرعة، و غادر راكضا خلف زوجته و هي تضحك عليهما، حقا من يراهما لن يخمن اعمارهما بجمالها و جسمها المثالي، حتى وسامته و قوة جسمه لن تجعك تصدق و دعوني لا اتحدث عن تصرفاتهما الطفولية.

التفتت تمرر نظرها على المقهى لتبتسم بإستعداد و تتقدم حتى تبدأ بأخذ الطلبات.

مر الوقت و هي تعمل بنشاط حتى قاطعها شعورها بأحد يشد فستانها بخفة، وجهت نظرها للأسفل لترى طفلا في سن السادسة تقريبا ينظر لها بعيون واسعة و لامعة، ابتسمت لتنحني له، مررت يدها على شعره الاسود الناعم بحنان تتأمل ملامحه الجميلة و البريئة، ابتسم لفعلتها بسعادة ليفاجئها بكلامه.

-هلا عانقتني رجاءا؟!

تحدث بلمعة ترجي و تأمل، غلب على نبرته الخفوت و التردد، لكنها لم تنتظر الا و سحبته لحضنها تدفنه هناك و هي تمسح على شعره بحنان، اما هو فأغمض اعينه يستنشق رائحتها الجميلة و يستشعر دفئ حضنها، ثواني و رفع يديه يبادلها و هو يتعمق في حضنها اكثر.

استمر الحال هكذا لدقائق حتى شعرت به يبتعد عنها بهدوء و ما ان قابلها بإبتسامة حتى بادلته بأخرى.

-هذه لك.

قالها الصغير و هو يسلمها صندوقا قد وضعه في الارض مسبقا نزلت بنظراتها لذلك الصندوق تتفقده و ما ان رفعت رأسها لتتسائل عن ماهيته حتى اختفت الحروف و هي تشاهد ذلك الفتى يركض بطريقة لطيفة لخارج المقهى، فأبتسمت على منظره القابل للأكل.

وقفت في مكانها تحمل الصندوق معها و توجهت لغرفة جانبية في المقهى وضعت الصندوق فوق طاولة هناك و عادت لتكمل عملها.

مرت الساعات و هي تعمل و هاهي الان تجلس في غرفة بالمقهى ترسم للخالة ايولان ما وعدتها به، كانت تركز بالتفاصيل و عندما انكسر رأس قلمها رفعت رأسها حتى تأخذ آخرا وقعت بنفسجيتاها على ذلك الصندوق، نظرت له بهدوء لثواني ثم وضعت دفترها لتحمله و تضعه في حجرها، فتحته و سرعان ما ابتسمت بسعادة، اخرجت تلك اللوحة تتأملها بإعجاب، رُسمت هي بها في مقهى تتناول كعكعة بإبتسامة، وضعت اللوحة جانبا تبحث داخل الصندوق عن ضالتها، و سرعان ما حملت تلك السالة يستقبلها عطر البنفسج منها كالعادة، فتحتها و استقبلها نفس الخط الجميل ايضا.

~فيوليت الصغيرة، يا من ضننتها خيالا لتفاصيلها المثالية التي حفرت في عقلٍ رفض اعتناق غيرها كدين له،يوما يليه آخر ويقيني يزداد انك كنت سرابا لا حقيقة، حتى رأيتك في مقهى تأكلين كعكا بطعم التوت، جعلتني اتسائل افي هذه اللحظة امتلكت شفتيك ذات الطعم ام آخر اشهى، سرحت انظر لإستمتاعك بما بين اناملك الرقيقة، حل على عقلي مئة سؤال و ألف اخرى كانت من نصيب قلبي، أكان العالم بشعا ام أنك بجمالك مبالغة؟! لا أعلم لكن لحظتها و بين مليون شك و مستحيل كان حبي لك هو اليقين الوحيد،قد يسميه البعض ثاني لقاء لكني اراه آخر وحدة، دمتي سالمة يادافئة الصوت~

استقبلت فيوليت الدفئ من كلماته بإبتسامة خجولة، إن كان لشخص كلام بهذا الجمال فلا بد انه ذو قلب اكثر كمالا.

لاحظت علبة اخرى صغيرة في الداخل فحملتها تتفقدها، و لم تلبث حتى إبتسمت بسعادة كبيرة و هي تناظر كعكة التوت تلك بحب كبير.

•♡•

_البارت الثاني مالرواية اتمنى يعجبكم ،خذوا قلبي فرشاتي وداعا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 07 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝐅𝐚𝐫𝐟𝐚𝐥𝐥𝐚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن