كان ياما كان في قديم الزمان في قرية لا تبعد كثيراً عن مدينة الملك كان سكان هذه القرية يعتمدون بشكل كبير على الزراعة وما يحصلون عليه مقابل بيع محاصيلهم وفي احدى ليالي الصيف الحارقة دخل رجل الى قريتهم باحثاً عن مكان يأويه هو وزوجته الحامل وكان واضحاً من مظهرهم ان مستواهم المعيشي متدني
ولحسن حظهم وجدوا ما يبحثون عنه داخل هذه القرية بيت صغير لايكلفهم الكثير ولكنه يحميهم من الشمس الحارقة صباحاً, وبعد ان دخل الرجل وزوجته الى ذلك البيت خلدا النوم سريعا بعد اسبوعا متعبا من البحث عن مأوى
احتضن الرجل زوجته واضعاً يده على بطنها ويخبرها بأنه سيفعل المستحيل صباحاً ليجد عملاً يكسب من خلاله بعض النقود, ولكن لسوء حظهم في تلك الليلة هجم مجموعة من رجال قرية اخرى تعتمد على الزراعة ايضا واحرقوا المحاصيل وهربوا بعيداً
ف استيقظ سكان القرية غير مصدقين ما تراه اعينهم حيث كانت محاصيلهم عبارةً عن فتاتاً محترق فـاتجهوا الى منزل الرجل الغريب وبدءوا بشتمه وسبه ويخبرونه بأنه لعنة حلت على قريتهم
ومنذ ذلك اليوم اصبح سكان القرية يعاملونه وزوجته اسوء معاملة فلم يدعوه يعمل معهم ولا يقدمون له المساعدة الا اناس قليلين كانوا يعطونهم القليل من الاموال التي يدخرها الرجل ليدفعها لاحقاً كتكلفة لبيتهم المتواضع واستمروا على هذا الحال ٩ سنوات اخرى حتى اصبح عمر ابنهم الوحيد ٨ سنوات وبدءت حياتهم تصعب اكثر واكثر فكلما يكبر الابن يحتاجون لـطعام وشراب اكثر وهكذا اصبح بعد انتهاء كل وجبة يبدء التفكير بكيفية توفير الوجبة الاخرى يلتهم صحتهم وكذلك معاناة القرية كانت مستمرة طوال الاعوام التسعة
حيث اخذت القرى الصغيرة تتنافس فيما بينها من يبيع محاصيل اكثر وهذا الامر الذي جعل بعض القرى تلجئ لتخريب وحرق محاصيل القرى الاخرى وبعد ان احترقت محاصيل قرية الرجل الغريب دب الغضب في نفوس سكان القرية واجتمعوا حول دار الرجل ويصرخون بـاعلى اصواتهم بانهم سيقطعونه اربا ارب وهذا ما جعل العائلة الفقيرة تعيش حالة رعب ليس لها مثيل
فـأحتضن الاب زوجته وابنه وهو يقول لا تقلقوا انا لازلت معكم وفي هذه الاثناء قام احد الرجال بـأشعال النيران في منزل العائلة وبدء الدخان يرتفع ومعه ترتفع صرخات سكان القرية "الموت للغرباء" فـبدأت الزوجة بالبكاء والصراخ والاب احتضنهم وهو يقول نحن لازلنا معاً
لمح الاب فتحتاً صغيرة لايمكن ان يخرج منها سوى ابنهم الصغير فـعمد اليه وقال له ياولدي يجب ان تخرج بسرعة قبل ان تاكلك النيران, رفض الولد صارخا لا اخرج بدونكما وحينها صرخت الام بصوت عالي والدمع ينذرف على خديها اخرج يابني بسرعة, فلم يكن لدى الولد سوى اني يستمع لكلام والديه
خرج من البيت وكان اخر كلام سمعه من والديه "اهرب من البشر بعيدا" فركض الولد مبتعدا عن البيت والتفت يلقي النظرة الاخيرة وما رآه كان مؤلما حيث تساقطت جدران البيت وظهر ابوه وامه يحتضنان بعضهما يضع كل منهما راسه على راس الاخر لا تستيطع ان تعرف من يهون الالم على من وحينما اقتربت النيران من والديه انفجرت عيناه باكية ولم يستطع متابعة النظر وهرب بعيدا حتى وجد نفسه داخل غابة
YOU ARE READING
ماذا انت
Romanceتتحدث هذه القصة عن اميرة تحدث لها مشاكل في القصر لتجد نفسها في غابة مع كائن غريب ...