III

659 21 5
                                    

2017
august 10th

جلسَ إِلى جانبِ والِديهِ مُرتدياً بَذلةً سوداءَ ، و كَم كرَهَ هذَا اللونَ ، كانَ مُرتبِطاً بِالمفاجِع دَوماً . لمَحَ دارسِيل معَ تلكَ المَرأةُ التي رَآها مُسبقاً ، ثِيا ، و كانَ مُمتناً ، فَعندَ وجودِها كانَ بِالكادِ يَتحدَّثُ معَه ، و ذلكَ مُريح.

إِستمَعَ إِلى حَديثِ الرَسولِ ، و خِطاباتُ أَهلُّ الفَتاةِ ، بَدتْ والِدتُها مُنهارةً ، على عكسِ والِدِها ، أَشقائها كانُوا يَبدونَ أَكثرَ حُزناً مِنه كذلكَ ، و ذلكَ جعلَه يَقلقُ بِشأنِ شيءٍ ، و هو ردَّةُ فعلِ والِداه لو عَلِما بِما يَفعلُه سِيل.

هو ليسَ خطأه ، يَتفهَّمُ ذلكَ ، لكِنهما لَن يَفعلا ، لأنهُ هناكَ جُزءٌ مِن المَلامةِ على الضَحيةِ دوماً ، و لِهذا هو أَخبرَ آشِر فَحسب.

والِدتُه لَم ترغَب في القُدومِ ، لأنَّ الفَتاةَ إِرتكَبَت ذنباً عَظيماً ، و لا داعٍ لِتكريمِ جُثتِها ، لكِن والِدُه كانَ صَديقاً مُقرَّباً لِوالدِ الفَتاة ، التَغيُّبُ ليسَ خِياراً. "أَشعرُ بِالأسفِ لِوالِديها ، هذا العَارُ سَيلاحِقُهم إِلى الأبدِ." سمعَ والِدتَه تتحدَّث ، و شعَرَ بِقليلٍ من الإِنزعاجِ ، لا يَجبُ ذكرُ المَوتى بِالسوء.

"أَنا مُمتنٌ لِأن لُوكاس ليسَ كالفِتيةِ بِعمرِه." ردَّ والِده ، مُبتسماً لَه ، "فاتَحتُه بِأمرِ الزواجِ و خَجلَ قَليلاً ! أتُصدِّق؟ إِنه أَفضلُ مِن أَقرانِه حَتماً." كرهَ هذا النوعُ مِن الأحاديثِ ، لا يُحبُّ عندَما يَتدخلونَ في شؤونِه ، لكِنهما والِداه ، لِذا لا بأسَ ، يَحقُّ لَهما ذلكَ ، صحيحٌ؟

بعدَ إِنتهاء الجَنازةِ ، خرجَ إِلى الحَديقةِ لِيستنشِقَ بعضَ الهواءِ ، الجوُّ خانِقٌ ، و والِداه لَم يَعترِضا مُنذ إِن كُرههُ لِهذه النوعِ من الأجواءِ كانَ واضِحاً. ثُمَّ رآها صُدفةً ، تَلتقطُ بعضَ الزُهورِ ، بعيدةٌ عنهُ قَليلاً.

عندَما إِنتَهت ، إِلتَفتتْ ، و رَأت لُوكاس ، فإِبتسَمَت ، مُلقيةً التَحيَّةَ. "مَرحباً !" لَم تَبدو أَكبَرَ مِنه بِكثيرٍ ، رُبما أَربعةَ أَعوامٍ ، و تَبدو أَجمَلَ بكثيرٍ عَن قُربٍ. "لُوكاس ، صحيحٌ؟ أتَرغبُ في تَقديمِ الزُهورِ لِقبرِ كاثِرين؟ و إِيليانا ، إِن أَردتَ."

عَيناها ، عَيناها أَكثرُ ما جذبَه ، واسِعتانِ و رُموشُها طَويلةٌ ، قَزحيتانِ رَمادِيتانِ مُشابِهتانِ لِعينا دارسِيل .. لكِنها زِوجتُه ، لِذا إِستبعدَ فكرةَ كونَهما قَريبانِ أَو شَقيقانِ بِأي طَريقةٍ. "أَ..أَجل ، بِالطبعِ." إِبتسمَ ، و تَبعَها.

فُستانُها الأسودُ كانَ بَسيطاً ، لكِنه فاخِرٌ بِوضوحٍ ، و أَفضلُ جَودةً مِن ما يَراهُ عادةً ، كذلكَ قُبَّعتُها التي تُغطِي بعضًا مِن شعرِها ، مَظهرُها بِأكملِه راقٍ لِلغاية. شَعرُها بُنِّي مائِلٌ لِلأسودِ قَليلاً ، مُجعَّدٌ نوعاً ما، و هي مَمشوقةٌ القَوامِ ، لا يُمكنُه التَغاضي عَن جمالِها ، و لا التوقُّفَ عن التَحديقِ بِها.

God's willحيث تعيش القصص. اكتشف الآن