الفصل السادس عشر
أدار مفتاح الباب في القفل بسرعة يشعر بدقات قلبه علي وشك الانفجار قلقاً، وجد الشقة مظلمة فأصابه الهلع، اسرع يفتح الضوء فإذا بها تقف في المنتصف جوار طاولة عليها كعكة كبيرة رائعة، كانت ترتدي فستاناً فيروزياً يبرز عودها النحيل وترفع شعرها تاركة بعض الخصل المنسدلة، هيئتها الرقيقة الجميلة التي تزينت اليوم لأجله سحبت أنفاسه وجعلته يتقدم منها يتأمل ملامحها بحب يبتسم قائلاً:
_يعني كنتي بتضحكي عليا؟لمعت عيناها بشقاوة محببة إليه امتزجت باعتذار خجول بينما تهز رأسها بابتسامة، توقف أمامها يرفع كفها إلي فمه يلثمه برقة قائلاً:
_المرة دي هسامحك لكن بجد لو بتحبيني متكرريهاش، أنا كنت هعمل كام حادثة في الطريق وأنا جايلك...ظهر في عينيها الهلع فأسرع يضع يده علي وجنتها يملس بابهامه علي بشرتها الناعمة وهو يردف قائلاً:
_انا بخير متقلقيش بس الخوف اللي حسيته من ساعة ماكلمتيني وقولتيلي انك دايخة ومش قادرة تاخدي نفسك وانك لوحدك ومحتاجاني عمري ماحسيته في حياتي، وكأن روحي اتسحبت مني ومرجعتش غير لما شوفتك واطمنت عليكي.سحبت يده تقبلها بنعومة خلبت لبه قبل أن تقول بنبرة نادمة:
_أنا آسفة،بس مقدرتش اليوم يعدي كدة من غير مااحتفل بيه معاك وأقولك كل سنة وانت طيب ياحبيبي.قال بمشاكسة :
_ماانتِ قلتيهالي الصبح في المكتب.قالت بحب:
_اني أقولهالك كسعاد السكرتيرة حاجة واني أقولهالك كمراتك حاجة تانية خالص.لتقف علي أطراف أصابعها تقبل وجنته هامسة بعشق:
_كل سنة وانت حبيبي يامراد.أسرع يحاوط خصرها يبقيها ملاصقة لجسده هامساً جوار أذنها بعاطفة جياشة:
_كل سنة وانتِ حبيبتي.مال ينثر قبلات علي جيدها بنعومة فأبعدته عنها بلطف قائلة:
_هنطفي الشموع الأول وهنتمني نفضل مع بعض العمر كله وبعدها....صمتت فطالعها بنظرته العاشقة التي تنفذ إلي أوتار قلبها فتعزف ترنيمة عشق لا تصمت أبداً وهو يقول بعاطفة جياشة:
_وبعدها....ابتسمت قائلة بمشاكسة :
_بعدها هناكل الكيك طبعاً.ابتعدت عنه متجهة إلي المطبخ وهي تردف :
_هجيب الولاعة عشان الشموع، ثواني.. مش هتأخر.تابعها بابتسامة عاشقة حتي اختفت فحانت منه نظرة إلي كعكة عيد ميلاده يدرك أنها أخذت إذن بالرجوع مبكراً لتعدها، فهي طاهية رائعة كما اكتشف بعد الزواج منها،فجأة تجمدت ابتسامته وهو يدرك أن الجميع تذكر عيد ميلاده ماعدا أسرته،تري هل أصبح لا شيء بالنسبة إليهم؟ لم يكن ينتظر احتفالاً بعيد ميلاده أو هدايا حتي، كانت تكفيه معايدتهم.. هل هذا بالشيء الكثير؟ تنهد وهو يخلع عنه جاكته وينفض أفكاره مع عودتها إليه، يترك نفسه تفرح ويُبعد عنها كل حزن.
أنت تقرأ
انشق قلب القمر
De Todoبين ذراعيها وطنهم تحمل علي كاهلها همومهم وكلما ضاقت بهم الدنيا كان صدرها ملاذهم،إنها قمر بقلب أبيض ينير عتمة دروبهم.. تُري إن جاء يوماً وانشق قلب القمر كيف سيكون حالهم؟