بينما خادم الأمير فارس في المطبخ...يتذوق الطعام بلذة : هذا الأكل لذيذ و مناسب لجلالة الملك أوصلوه له!!!
يسمع خطوات اقدام صاخبة تركض في كل ناحية من القصر ....لتستيقظ فتيات الحريم بانزعاج و ذهبن لفتح أبواب غرفهن: ماذا هناك؟
نادى الخادم لإحدى الحرس فأجابه:
ماذا يجري؟ لم كلكم مهرولين داخل القصر؟؟
الحارس: الأمير فارس موجود هنا و الملك يبحث عنه....
باستغراب: لم الملك يطلب البحث عنه أليس هو من الأساس هنا؟؟
الحارس: لا لقد هرب من المستشفى و جاء تسللا الى قصر الحاكم....
شهق الخادم بصدمة و ظل متجمدا كلوح الثلج أمامه يحدث نفسه: لقد كنت احدث الأمير و اساعده و هو ممنوع من دخول القصر....انه مجرم خطيركانت السيدة بهيرة جالسة على كرسي خشبي تتأمل سماء الليل في صمت مريب و ذاكرتها تحلق بها الى الأيام المشؤومة و عقلها لا يكف عن التفكير فيها
الى الطفلة بريئة التي تبتسم لأول مرة في القصر و هو يراقب حركاتها من نافذة غرفته.....نظراته الثاقبة الى جسدها الأبيض النحيل و خطواتها الصغيرة الرنانة ....يده الضخمة على كتفها ....كان يحب كل شيء فيها و هو صغير....صوتها و ضحكتها أسنانها...قدميها...مزاحها...تفكيرها...يقضي معها كل وقته و يبتسم لفرحتها و هي ترتدي فستان أميرات و تدور على نفسها ....
ابتسامة ظهرت على طرف فمها سرعان ما اختفت تماما حينما تذكرت ذلك المساء و هو يعتلي جسمه الكبير كتلة ضعيفة أسفله محتضنا اياها بحميمية و اصوات انفاسه العميقة تخرج بقوة كنفيث الدخان
تنتقل الى مسامع بهيرة خلف الحائط تكتم صدمتها و عيناها تسجلان سيدها العاري مع فتاة في عمر ابنته
ذات العشر سنوات.....عارية و نائمة كالملاك بين يد رجل خشن ذو بنية صلبة تغطي لحية ذقنه السوداء
كامل وجهها....مشهد كهذا دفع بهيرة الى زرع الكره و الخوف في قلب الفتاة كحل وحيد لإبعادها عن مغتصبها لكن خطتها للأسف فشلت....انتفضت للضوضاء الحريم و ذهبت اليهن لتستفهم عن سبب تصرفهم الطائش ذاك:
بهيرة بغضب: لم استيقظتن؟؟ ماهذا الصداع؟؟
لطيفة: آسفة سيدتي سامحينا لسنا نحن فقط من يقوم بهذه الضوضاء...نحن ايضا ايقظنا ضجيج الحراس....
بهيرة: حراس؟؟
تركتهن و خرجت من غرفة الحريم لتتجه الى الطباخ: ما الذي يحصل؟
الملك أمر الحراس بالعثور على الأمير فارس فقد بلغنا انه هارب من أبيه و تسلل الى هنا...
بهيرة بضجر: هذا الطائش لا يجلب لنا سوى المصائب!!
الطباخ: لقد انهكني يأكل ست وجبات في اليوم يقع على عاتقي احضار السوق معي لإشباعه...
بهيرة: أضحكتني...سأقصد يمنة و أعود...ارجوك حضر لي كوبا من الشاي!!!
الطباخ: حاضر سيدتيتقدم فارس بخطى حذرة و عيناه موزعتان على جميع الاتجاهات لتظهر أمامه يمنة في الحديقة تطعم البط و الدجاج ...اقترب منها في الظلام الدامس حتى لا يكشفه احد و عيناه تلمعان شرا
لينحني و يقرصها من كتفيها...قفزت بذعر و سرعان ما لانت نظراتها لعينيه الزرقاوتين...فأحاكت ذقنه بيديها و قبلت شفتيه بينما خاطره يصر على اكمال خطته....
يمنة بحب: اشتقت اليك يا أميري الوسيم!!!
أجاب بمياعة: و انا أيضا!!
جلس بقربها ممثلا دور العاشق: بحثت عنك في كل مكان و لم أجدك...خفت عليك كثيرا!!
دق قلبها فرحا لجملته فقد ظنت ان قلبه حن أخيرا لحبها له
ردت بخجل: و لم تبحث عني؟؟
و هنا دخل فارس في الموضوع دون مقدمات: اسمعي حبيبتي ....
لتقاطعه يمنة بجنون: اووووووه كم اجن حينما تذكر هذه الكلمة قلها لي دائما أرجوك
قلب عينيه بضجر ليظهر ابتسامته الزائفة: حاضر حبيبتي!!! انصتي جيدا لما سأقول و ان طبقته بالحرف فسأعدك اننا لن نتفارق ابدا وعد
يمنة بحماس: وعدمراقبات الأجواء يظهر اليهن الملك بقميص شفاف يبرز عضلات صدره و بطنه بينما يمشي بخفة أمام قاعة الحريم لتهتف الفتيات بأناقته و وسامته التي تنبع منها كامل رجولته و احداهن اغمي علي لشدة اعجابها به لتبقى تسنيم في الخلف و قلبها يأجج بالحزن : متى سأنام في حضنك يا مولاي؟؟؟ألم تشتاق الي؟؟؟
خرج من القصر و وزع حراسه في كل أنحاء الحديقة الملكية و ما يدور بأسوار القصر ليأتي اليه كبير الخدم فقال له بصوته القوي جعل الآخر يحفظ كلامه بالحرف:
قاسم: اياك و الإهمال أغلقوا جميع الأبواب و فتشوا السيارات لربما يختبأ فيها.....
الأخر بطاعة وخوف: حاضر مولاي...
أشار له بالرحيل و ظل واقفا أمام منظر الصحراء القاحلة أمامه و رمالها تلمس جسده : ليس لديك مهرب مني يا فارس سوى الصحراء او أنا....لاحظ ان القصر يهتز بالحراس لذلك تلاعب بمشاعر يمنة حتى تخبأه في غرفتها و نجح في ذلك
فارس بفزع: يا ربي ان خرجت من غرفتها فسيمسكنوني كالفأر ماذا أفعل كيف أصل لغرفته؟؟
انتفض لصوت يمنة: ابقى معي لم تصر للذهاب الى الخطر بعينه ...غرفة الملك هم يبحثون و تريد الذهاب اليه بنفسك؟ أين عقلك؟؟؟
لم يرد اخبارها لكن بما انها السبيل الوحيد للنجاة من الورطة أجاب بقلة حيلة: أعلم مخبأ لا يعرفه احد غيري يوجد في غرفة الملك ان اختبأت هناك فلن يكتشفني احد و حينها أستطيع الهروب من القصر بمساعدة خادم أعطيته المال ....
يمنة ببكاء: اذا انت ستتركني و ترحل...
فارس بعصبية: يا ربي بما أبليتني ....الصبر
فارس:ليس وقت هذا الكلام... اسمعي ساعديني...
يمنة بارتعاب: كيف؟ لا استطيع....و ان كشفني الملك
فارس: لن يكشفك احد....هل يدخل الى غرفته كثيرا؟؟
يمنة بتلقائية: لا ليس كثيرا فهو أخذ غرفة أخرى...
توقف لحظة عن التفكير ليسأل باستغراب: غير غرفته لماذا؟
يمنة بعد ثواني: لأنه....
فارس: تكلمي...
قاطعهما دخول خادم فارس و على وجهه ملامح الهلع: أمازلت هنا اهرب بسرعة....لقد شدد الملك الحراسة....
أخبر فارس خادمه بما يفكر فيه ليقترح عليه خطة
الخادم: اسمع سيدي اركب في طاولة الطعام و سأقلك الى غرفته ثم اختبأ بسرعة فالملك ليس موجود الآن في غرفته ...
اتبع خطة الخادم و اختبأ في الطاولة المتنقلة للطعام
يسير بها في الرواق و تكاد انفاسه تكشفه
الخادم يقف أمام الحراس واثقا من نفسه و هو يعدل رابطة عنقه: افتحوا الباب العشاء لجلالة الملك
فتح الإثنان الباب و دخل الخادم الى الغرفة يتأمل الهدوء التام في الغرفة ليزفر بأريحية هامسا: الحمد لله ليس هنا....
و تنقبض حواسه و يزم لسانه حينما يسمع الى أنفاسه قريبة من أذنه و صوت خشن يتلاعب في الظلام: ماذا قلت يا حبشي؟
ارتعدت فرائسه و احس أنه سيتبول من شدة الرعب
خاصة حينما بزغ قاسم من ظلام الغرفة حيث كان قابعا على كرسي مكتبه يتأمل السرير الذي عليه سلمى و هي في غيبوبتها....
حين سمع فارس صوته لعن تلك اللحظة: يا أرض انشقي و ابلعيني!!!!
قاسم يحوم حوله: ما الذي يخيفك يا حبشي أرأيت وحشا أمامك؟؟
حبشي بتلعثم: لا...ل..ااالا سيدي...مو...مو..لا
قاسم : ما هذا؟ هل يخدمني البقر؟؟
فارس و الحرارة أسفل الطاولة تأكله: سيغمى علي اني أتعرق....يا لهوي...
حبشي: هههنالعشاء جاهز سيدي!!!
أشار له بسبابته بأن يتركها و يذهب ليظل حبشي متصنما في مكانه: ماذا يفعل؟ هل سيترك سيده هناك؟؟؟ ماذا يقول للملك؟؟
استدار قاسم لتصبح عيناه قاتمتا السواد: هل انت أصم؟؟؟
ليطرق حبشي بخفة على الباب و يغادر الغرفة الملكية ليبقى الهارب في مأزق مع الباحث عنه في مكان واحد....
VOUS LISEZ
عشقت القاصر
عاطفيةسلمى بين أحضانه تفكر: لن أعيش ذليلة كحريمه المكون من الغبيات فرغم انني قاصر سأصبح انا حبيبة الملك.. الملك من جهة: ليت القدر يخفي الحقائق ولا يبعدها عني لقد فتنت بها بل صرت اشتاق اشتمام رائحة جسمها اقبل عينيها امتص شفتيها ..جعلت حبها روتينا لي و لو...