1-ألم الفقد

140 12 2
                                    

الجبارة ذات القلب الأبيض 1
صلوا بينا ع النبي ♡•

صوان كبير ولافتة أكبر تحمل اسم براء الوهيدي وزوجته صبا وجدي في حين يمكنك سماع القارئ يتلو ٱيات كتاب
بسم الله الرحمن الرحيم
"يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية* فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي*
بينما تقف ذات الرداء الأسود تمسح عيناها تخفي دموعها ..تحاول أن تستجمع الصبر في أوصالها.. فما فارقته كان عزيزًا للغاية.. وهل يوجد أغلى من العائلة!

وقفت داليا المتشحة بالسواد تتلقى التعازي والمواساة من الحضور مرددة_بصوت حاولت أن يكون قوي_ إلى كل من يسلم عليها دون أن ترفع نظرها:شكر الله سعيكم
_غفر الله ذنبكم.
سمعتها بصوت بان فيه هدوء ابتسامة قائلها .. لترفع داليا عيناها وتقابل عيناه..انه هو!.. عمها جلال!..الأخ الأصغر لوالدها
ابتسمت ساخرة تقول:ودة اسمه ايه ان شاء الله!
ابتسم جلال مصافحًا إياها:اسمه اني جاي اخد عزا اخويا..وأقف جنب بنته في محنتها

شعرت بدمائها تحترق حين شاهدته يجلس بأريحية على كرسي بجاورها بعد أن فتح إحدى أزرار بدلته.. كيف أن يكون لبشري كل تلك البجاحة! حاولت أن تهتدأ ولا تفتعل أي ضجة تحسب عليها فيما بعد وقالت بوجه بدون تعابير:هو المحامي لحق يبلغكم بموضوع الوصية وتقسيم التركة
ابتسم الأخير يقول بتملق:أنا طول عمري أقول بنت أخويا دي ذكية ولماحة وبتفهم
التفتت داليا له تهتف بغضب:ومقدرتش تستنى لما العزا يخلص والأمور تهدأ!
رد جلال باستفزاز:لا مش هنستنى
استنكرت داليا ضمير الجمع في حديثه قائلة:تستنوا!
سمع كلاهما صوت إغلاق أحدهم لباب سيارة..ابتسم على إثرها جلال قائلًا:عمتوا نادية وصلت من بلاد برة يا دودو
التفتت داليا لمصدر الصوت لتجد عمتها المتقاربة في العمر مع عمها والتي لازالت تبدو وكأنها شابة في الثلاثين من عمرها مع أنها قد تخطت منتصف الأربعين!
تقدمت نادية تصافح داليا تقول بابتسامة زائفة:البقاء لله يا داليا
ابتسمت داليا ببغض وعيناها تحملان الكثير من الألم:انتم تعبتوا نفسكم وجيتوا ليه.. مانا كدة كدة كنت هديكوا حقكم..انتو عارفين كويس اوي أن أكل الحقوق مش طبعي..بس انتوا مدتونيش فرصة حتى أحزن على أهلي اللي خسرتهم مرة واحدة!

احتضنت نادية داليا بتمثيل أمام الحضور الذين انتبهوا إلى افلات داليا لأعصابها وقالت نادية في أذنها:وطي صوتك الناس بتتفرج علينا..مش بعد عمر ابوكي كله في مجال البيزنس وسمعته اللي زي الجنيه الدهب..تضيعي انت كل حاجة في شوية عصبية..العزا هيخلص وهنطلع ع المحامي وكل واحد ياخد حقه..يا بنت أخويا

ابتعدت داليا عن أحضانها وراقبتها بكره وقالت:لما تاخدوا حقكم مش عايزة اشوفكم هنا تاني..اعتبروني مت معاهم في الحادثة
وزعت الأنظار بين كليهما ولم تحصل على رد فذهبت لتجلس.. ثم ارتدت نظارتها السوداء لتخفي ما تحتهم من ألم وانهيار
مرت ساعات وانقضى العزاء ونهضت داليا لتتصل بالمحامي الخاص بالعائلة والذي أخبرها أن تأتي ومن معها إلى مكتب والدها في سراياه
_______________________________
_البقاء لله يا أنسة داليا
كان ذلك صوت المتر نادر الذي تقدم ببالغ الأسى والتعازي مكملًا:براء بيه ومدام صبا كانوا حقيقي من الشخصيات المحترمة اللي نادراً ما تلاقيهم..شدي حيلك

الجبارة ذات القلب الأبيض ♡•(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن