الفصل السابع والعشرون

559 43 5
                                    

احتلت الصدمة وجوه الجميع ، وقفت حنان لتنظر خلفها ورأت اختها حنين وبجانبها سليم زوجها وبعدها كان وصل طارق وسها
حنين: ايه الكلام اللى بتقوليه ده يا حنان
حنان( وما زالت الصدمة تعلو وجهها): انا انا انا، مش انا اللى بقول ده جوزك عادل
وجهت حنين نظرها إلى سليم متسائلة فأومأ لها نفيا
سليم: مش غريبة يا مدام حنان أنه يقولك الكلام ده ، وهو كان عندى النهاردة الصبح واتفقنا على كل حاجة
حنان(بتوتر): اكيد طمعان فى الفلوس اللى انت وعدته بيها
سليم(بسخرية): وانتى عرفتى منين بقى بحكاية الفلوس،
حنان (بغل وتسرع): عادل طول عمره طماع واكيد مش هيسيب بنته كدة بسهولة
سليم: الله ، ده البنت بنته بقى
حنان(بدموع كاذبة): مش قصدى، انت عايز ايه بالضبط ، بتوقع بينى وبين اختى ، حرام عليك احنا مالناش غير بعض، ليه عايز تفرقنا
حنين ( وهى تنظر للأرض وتنهمر الدموع من عينيها): ليه قولتى كدة يا حنان
حنان: انا قولت كدة عشان بحبك، وعايزة احميكى وترجعى لجوزك وتربى بنتك بين ابوها وامها
حنين(بانكسار): بتحبيني و بتحمينى ، من مين بقى
حنان ( وهى تقترب منها وتضع يدها ع كتفها): صدقينى جوزك ده وحش وظالم، ضغط على عادل المسكين وخوفه عشان يتنازل عن بنته
حنين(بغضب وهى تدفع بيد حنان بعيد عنها): مسكين، اللى باع بنته بالفلوس، اللى بيبتزنى وعايز فلوسى ، اللى عمرى ما حسيت أنه فى يوم بيحن على بنته أو بيحبها مسكين
حنان: صدقينى هيتصلح وهيبقى كويس ، سيبى بس هنا واسمعى كلام اختك ، انا اللي بحبك وخايفة على مصلحتك
سليم: حلو اوى الفيلم بتاع اختك اللى بتحبك ده ، طب تعالى نشوف كدة انتى بتحبيها ازاى، وقام بتشغيل التسجيل الذى سجله لها عادل
وكان الجميع يستمع إلى التسجيل بعيون متسعة غير مصدقين ما تقوله ، إلى أن صرخت حنين وهى تضع يديها تسد أذنها حتى لا تسمع المزيد
حنين ( بصراخ): بس كفاية مش عايزة اسمع تانى ، حرام عليكم حرام
اتجه لها سليم يضم رأسها لصدره محاولا تهدئته
سليم: أهدى يا حبيبتي، متستحقش دمعة واحدة منك
حنين( ترفع رأسها وتنظر لها): ليه كل الكره اللى بتكرهيه لية ليه، عملتلك ايه
حنان (بغل وقد عماها كرهها): عملتيلى كتير، ايوة بكرهك ونفسى اشوفك أتعس واحدة ف الدنيا، طول عمرهم محدش شايف غيرك ، كل اللى يهمهم حنين وبس ، لكن انا لا محدش كان بيحبنى وكانوا بيعاملونى كإنى هم عايزين يعملوا اللى عايزاه ويريحونى ويخلصوا من صداعى لكن انتى حاجة تانية
حنين ( تقف مبتعدة عن سليم): بالعكس، انتى اللى طول عمرك مش شايفة غير نفسك واللى ف دماغك بتعمليه وهما كانوا بيخافوا عليكى وعلى زعلك عشان كدة بقوا يعملوا اللى انتى عايزاه ، مفيش اب وام مبيحبوش ولادهم، وميعرفوش أنهم كانوا بيزيدوا فى انانيتك ، عمرك ما حسيتى بتعب حد فيهم، بتفكرى ف نفسك وبس، واخرتها وصلت بيكى الأنانية والحقارة انك تعملى خطط على اختك
حنين (بغل): مهما قولتى ، برده بكرههك وهفضل كدة لحد اخر يوم في عمري
حنين( وهى تسقط بانهيار على المقعد): اطلعى برا، انا مش عايزة اشوفك تانى، حسبى الله ونعم الوكيل
اخذت حقيبتها واندفعت للخارج تاركة خلفها قلب محطم لا يعلم بحالته الا الله، كان الجميع ينظر لها بحزن وشفقة على حالتها، طارق وسها التى تبكى على حال صديقتها، نجوى التى نزلت لهم عند سماعها الاصوات العالية وتركت الصغيرة مع المربية ، حتى البنا قد رقت مشاعره لها بشدة
نجوى: خد حنين يا سليم وخليها تستريح فوق شوية، عشان ليلى متنزلش وتشوفها كدة
سليم ضمها له واتجها للأعلى سويا وهى لازالت على حالة انهيارها والدموع تنهمر من عينيها وظلت تبكى لفترة طويلة حتى هدئت أنفاسها ، فتأكد سليم انها استسلمت للنوم هربا من الواقع المؤلم ، قبل جبينها معتذرا لها فهو لم يتحمل خداع اختها أكثر من ذلك وقرر كشفها أمامها وتمدد بجانبها ضاممها إلى صدره واستسلم هو أيضاً للنوم
صعدت سهير للأعلى إلى غرفتها وبعد فترة جاءت ابنتها من الخارج فهى لم تكن موجودة وجدت والدتها تاخذ الغرفة ذهابا وإيابا بتوتر وغضب شديد
ندى(بلامبالاة): هاى يا ماما، هو فيه ايه ، البيت كله تحسى أنه كئيب كدة ليه
سهير( بحدة): فى أن الدنيا اتهدت فوق دماغنا وكل الخطط اللى عملناها باظت
ندى: ليه ايه اللى حصل لكل ده
سهير: هو انتى فى دماغك اصلا، وبعدين انتى كنتى فين اصلا
ندى: كنت عند كوكو
سهير (بغضب): كريم تانى، هو ايه مفيش فايدة فيكى
ندى: ما هو انتى مش بتردى عليه، فكان لازم اروحله عشان أهديه وابعده عنك شوية
سهير( بسخرية): وهدتيه يا روح امك
ندى(بثقة): شوية، بس حالف أنه لو مأخدش فلوس ف اقرب فرصة هيفضح الدنيا
سهير: ناقصاه هى كمان، بقولك ايه حاولى تاخدى من جدك قرشين تسكتيه بيهم شوية عقبال ما نتصرف
ندى: اوك هحاول، بس انتى هتعمل ايه فى موضوع سليم ده
سهير(بغموض): مفضليش غير حاجة واحدة لو حصلت ، هيبقى ده اخر امل لينا.
بعد مرور بعض الوقت شعر سليم بحركة رأسها على صدره ودموعها التى تحاول اخفائها ولكن انتفاضة جسدها تفضحها
سليم: خلاص يا حبيبتي، أهدى وانسى اللى حصل
حنين (مبتعدة عنه وتجلس نصف جلسة): انسى ازاى يا سليم، انسى أن اختى بتكرهنى طول عمرها وانا مش حاسة، هو أنا وحشة اوى كدة يا سليم
سليم: ابدا يا حبيبتي ، انتى قلبك طيب وكل حاجة فيكى جميلة
حنين: طب ليه بتكرهنى، انا بحاول اراجع نفسى عشان اعرف عملتلها ايه عشان تكرهنى كدة، مستحيل اخت تتمنى تعاسة اختها بالشكل ده
سليم: صدقينى يا حبيبتي اللى زى اختك دى مريضة نفسية، اوقات كتير الأهل بيظلموا ولادهم باختلاف معاملتهم لأولادهم
حنين: بس بابا وماما طول عمرهم بيعملوا اللى هى عاوزاه ويجيبولها كل اللى تقوله حتى لو جم على نفسهم، وانا كمان كنت بشجعهم عشان هى لو معملتش اللى ف دماغها كانت بتعمل مشاكل
سليم: وده اكبر غلط، طلعت أنانية مش شايفة غير نفسها وحتى مقدرتش حبكم ليها ، عموما متفكريش واعرفى إن اللى زيها نهايتهم من عملهم
حنين: وانا متمناش كدة، ربنا يهديها ويبعد شرها عن نفسها
سليم (بحب وهو يقبل يدها): حبيبتى انا ام قلب ابيض ، ربنا يخليكي ليا يا روحى
ابتسمت حنين له وحمدت الله على وجوده فى حياتها فهى لم تتخيل أن تتفق عليها اختها وطليقها بهذا الشكل البغيض، سلمت أمرها لله ودعت لهم بالهداية
اما عند حنان فكانت تلعن عادل وحاولت الوصول له ولم تستطيع ، توعدت له فهو أوقع بها وجعلها تخسر معركتها أمام اختها، ذهبت لمنزله وسألت عليه، فأخبرها أحد الجيران بأنه سافر
حنان (لنفسها): وعرش ربنا ما هسيبك يا عادل، انا هندمك على اللى عملته ده وهوقعك فى شر اعمالك ، طبعا قبضت الفلوس وضحكت عليه ، بس ماشى هجيبك برده ولو مستخبى فى عش العنكبوت
بعد مرور شهرين
كانت حالة حنين النفسية تحسنت ، فالجميع يحبها بشدة ولم يتركوها ابدا ، أثناء جلوسها هى وسها ف المستشفى فى نهاية يوم عملهم شعرت بدوار شديد فألحت عليها سها أن يقوم أحد الأطباء بالكشف عليها وبعد ما أخبرها الطبيب بأنها حامل ، لم تصدق حنين وظلت مصدومة فى حين فرحت سها بشدة واتصلت بطارق وطلبت منه أن يسبقها هو وسليم ويجعل الجميع فى انتظارهم
بعد مرور بعض الوقت كان الجميع (طارق، سليم، نجوى، البنا، سهير ، ندى) مجتمع فى بهو المنزل فى انتظار حنين وسها ، وأخيراً وصلا إلى المنزل، فور دخولهم اتجه سليم لهم
سليم(بقلق): انتو كويسين وبخير ايه اللي حصل
سها(بمزاح): أهدى يا سليم، عشان الخبر اللى هتسمعه محتاج اعصاب هادية
نجوى: فى ايه يا سها ، ما تقولى يا بنتى بدل ما احنا كلنا على اعصابنا كدة
سها: احم احم ،يا أهل الدار بعد سبع شهور أن شاء الله ، سليم أخويا هيبقى احسن اب ف الكون
سليم: انتى بتقولى ايه يا سها
سها(بابتسامة): اكيد مش مصدق، الف مبروك يا سليم، حنين حامل
وقف البنا ونجوى وعلى وجوههم الصدمة ، اما سليم ظل شاردا ينظر إلى حنين التى بدورها استغربت بشدة معالم وجهه التى لم تفهمها، أخيراً التفت الجميع إلى صوت الضحكات العالية التى كانت تهز اركان المنزل
سها(بحدة): انتى بتضحكى على ايه يا طنط
سهير( بغل): على اخوكى يا حبيبتي ، اللى ساب بنتى الشريفة العفيفة عشان كان بيشك فيها واتجوز واحدة لا مؤاخذة
سليم (بحدة ونبرة عالية): سهيييييير
سها: ايه الكلام اللى بتقوليه ده، عيب كدة، حنين اشرف من الشرف
سهير( بضحك وسخرية): طب ياريت تخلى الشريفة تقولنا حامل ازاى وجوزها مبيخلفش
يتبع.....

تائهة بين الماضى والمستقبلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن