كنتَ لِي مناراً ثابتاً لا تُزعزِعه الأعاصِير العظيمَة، لكِن ما لبَثت أن تلاَشيت فَرحلتَ مهبّ الرّياحِ، و مَا كنتُ أنَا إلاَّ عاشقاً كفيفاً، كالأبلَهِ تتبّعت أقاوِيل فؤادِي و ألّفت ألفَ عذرٍ لسُوء معاملاتِكَ لِعاشقِكَ يا ظالمَ الأيسَرِ، و كنتُ مخرجاً سينمَائياً بوقتِ خَلوتِي، و كنتَ البَطلَ و أنَا عشيقُه، كتَبت و لَم تكفِ كتبِي، لوَصف ألمِ جرُوح هامدَة تحتَ إمرَة مرّتِي.
تناسَيت سنوَات ضُرّكَ لِي، و صَببتُ تركِيز مهجَتي و مُسكتِي علَىٰ لحظَاتنا المليحَة، أوَلم تكُن هُنيةُ غِبطتنَا بخسَاء؟ لمَا واصَلت الرجُوع رغمَ أن لا مرجَع لمَن بغىٰ علىٰ الفؤَاد.
كنتَ القَلمَ بمجموعتِي، و كنتُ الرّسامَ الهاوِي، أمسِككَ برويّة و حنيّة كأنّك ماستِي العظيمَة، أرسُم لوحتنَا الخرسَاء بمُحيا بشُوش أخفىٰ بينَ سطورِه أسىٰ القرُون العابرَة، قرونٌ كانَت ثوانٍ بعيُون المحِيط،و كَانت جحيماً طويلاً علىٰ مركزِي، هَل أذَكرُك يا ظَالمَ الأيسَرِ؟ أنسِيت وزراً إرتكَبته بحَق وجدانِي، حلّ البُؤس مضجَع بسمَتي، و كسَت العبَراتُ بشاشتِي.
كَم مضىٰ علىٰ هروبِكَ كمجرِمٍ مِن قضيّة باردَة تاركاً خلفَك جثماناً بِلاَ وطنٍ مشرّداً ضائعاً وسطَ ثلُوج قاسيَة، أهذَا جزَاء لاعجِي يا ظالمَ الأيسَرِ؟.