وسَط القلُوب الظالمَة المسوَدة رأيتُه، طفلٌ نورٌ محيّاه رغمَ ما لطّخه مِن ترَاب، أيَا طفلٌ أينُك داخِل كومَة الظلمَات تلكَ؟ وُجدتَ لتَلعب و تبتَسم لاَ أن تصعَد سلالِم العجَزة قَبل حيِن مقدّر لروحكَ، ذاكَ الطّفل البرِيء أبرَقت مقلتَاه منتظراً زبوناً يسمَع ندوَاه، علّهم يلتفتُون علّهم يعلمُون ما يعانِي مِن جوعٍ، علّم يوقنُون أنّه أيضاً يحتَاج يدَ عونٍ، علّهم يفقهُون أنه أيضاً طفلٌ يحتَاج حباً و دفئاً، ليتَ الحيَاة تعدُل بينَ القَوم كمَا عدَل عمرٌ معَ قومِه، ليتَ السمَاء تمطِر ضحكَات تبهِج بشاشَة الأبريَاء و تضحِي أيامُهم مزدهِرة جاذِبة للنّحل كَزهرَةٍ تنتِج حلوَ عسلٍ كَان للنفُوس علاجاً، ليتَ الأقوَام توقِن أن معظَم المُحيط محتَاج لدفئ القلُوب، ليتَهم يعلَمون يا طفلُ أنكَ فقدتَ أحبّ النّاس لكَ و بتّ دونَ ملجأ، كَم تبقىٰ علىٰ يومٍ يُفضح بِه كلّ فاحِش كذبٍ و كلّ خائنٍ جشِع تغذّىٰ علىٰ دمُوع البراءَة، ذاكَ الطّفل يحتَاج دفئاً يغنِيه عَن زمهَرير قاهِر.