وحدة عرب.
إهداء /
إلى أهل البلاد المحتلة عامةً، وإلى أهل فلسطين خاصة، اطمئنوا...لن يدوم الاستعباد فقد خلقنا الله أحرارًا.
المقدمة/
تبقى الأرض التي نشأنا فيها ملكًا لنا ولو مهما مر عليها زوار، سواء كانوا مرغوبًا بهم أم لا، تبقى فلسطين الحرة موطننا الذي تربينا على أنه حر مهما كثر غزاته، تبقى البلاد العربية وِحدة ويبقى أهلها حماة لكل شبر فيها أيًا يكن مكانه على طول امتدادها.
القصة/
بداية يوم جديد تشرق فيه شمسنا لتنبئ عن زوال الليل الذي اقتحمه دخول النهار كما اعتاد هذا الكون الذي يسير بنظام لا يتوقف فسبحان الله !
أجلس في مكتبي وبصُحبتي قلمي العزيز وأوراقي الحبيبة لتسكن عقلي عنواين لمقالات مميزة !
دق الباب وإذا به رئيس التحرير الذي دخل قائلًا : صباح الخير يا نورين.
رفعت رأسي مبتسمة وألقيت بالقلم لأقف باحترام كي أرد التحية : صباح النور يا فندم.
أشار لي بالجلوس ثم جلس هو الآخر ليتسائل : وبعدين يا نورين، ناوية على إيه؟
أكاد أجزم أن اتضح اللؤم في صوتي وأنا أقول : كل خير يا فندم، حضرتك تعرف عني غير كده؟
ابتسم قائلًا بمزاح : يا نورين أنتي كده هتقفليلنا المجلة ضبة ومفتاح.
أعلم أنه لا يكترث كثيرًا للمجلة وأنه مثلي صاحب قضية، لذا رددت ببراءة مصطنعة : ليه بس يا فندم؟
سخر قائلًا : اعمليلي فيها بريئة بقى.
أُخبرت أنني أجيد التمثيل فحاولت تمثيل الحزن لأقل : الله يسامح حضرتك.
كسى القلق نبرته وهو يحاول تنبيهي : يا نورين أنا خايف عليكي، أنا بنشرلك عادي ومش فارق معايا لأني مآمن بكل كلمة بتكتبيها، بس أنا قلقان لتتأذي، مامتك الله يرحمها موصياني عليكي وأنا بعتبرك زي بنتي تمام، لكن المقال الأخير ده هيقلب الحكومات عليكي، أنتي مش بس بتخبطي في كبار البلد، أنتي دخلتي على الناس اللي برة وملمحة بشكل جامد، ناقص تكتبي أسماء البلاد والأشخاص وإن كانوا واضحين زي الشمس أصلا من تلميحاتك.
وقفت ثم نظرت من النافذة للفراغ أتحدث بلامبالاة اعتدت عليها : والله يا فندم أنا بعمل اللي بيمليه عليّ ضميري ومذكرتش اسم حد، لو همّ شايفين إني أقصدهم يبقى لامؤاخذة يعني اللي على راسه بطحة بيحسس عليها.
استقام يحرك رأسه يمينًا ويسارًا ليتمتم بيأس : هو أنا هعرف آخذ معاكي حق ولا باطل، ربنا يحميكي يا بنتي.
التفتت أقول بابتسامة : متشكرة جدا يا فندم.
ابتسم مشجعًا : هسيبك تجهزي للمقال الجاي يا بطلة.
=علم وينفذ يا فندم.الحق.... المُر العالق في حلق كل من سولت له نفسه أن الباطل يربح لكونه يسيرًا !
غادر رئيس التحرير ودخل "عم محمد" حاملا كوب القهوة الخاص بي، ثم ألقى التحية : صباح الخير يا أستاذة.
"عم محمد" قادرٌ على تحويل حالتي المزاجية من التعكر المقيم بها إلى الصفاء الذي يندر اكتماله.
=صباح العسل على عم محمد اللي مظبطني دايما.
ترك فنجان القهوة الخاص بي على الطاولة ثم وضع يده على صدره متمتمًا : ربنا يعزك يا أستاذة، اتفضلي قهوة حضرتك أهي.
ارتشفت قليلًا من فنجاني الذي يتقن صنعه "عم محمد" وحده ثم أثنيت قائلة : والله يا عم محمد مش عارفة لولا فنجان القهوة بتاعتك دي هكمل يومي إزاي بس، بجد تسلم إيدك.
ابتسم، وما أجمل ابتسامة البُسطاء.
- تسلمي يا بنتي.
أنت تقرأ
وحدة عرب "وان شوت"💙!
Short Storyمنذ نعومة أظافرنا وقد تربينا على أن "الاتحاد قوة" طبقًا لما سمعناه عن قصة الابن الذي عجز عن كسر كومة حطب رغم أنه تمكن من كسر كل عود على حدة، ورغم أن من علمونا لم يحاولوا يومًا العمل بمقتضى الدرس إلا أننا فهمناه جيدًا، وها قد كبرنا ليحين الآن....التط...