الجزء الثاني

264 7 0
                                    

ذهب أدهم وفردوس لعمل بعض الاوراق الخاصة لقمر قبل العودة الى القاهرة، استقلا سيارة الاجرة كانت فردوس شاردة الذهن صامتة، نظر لها ادهم متسائلاً : ماذا بك يا حبيبتي! أراكِ شاردة؟
فردوس: لا أدري ولكن قلبي غير مطمئن للعودة الى القاهرة مرة أخرى.
ادهم : لما الخوف والقلق؟ لقد كان عثمان وزوجتة إخوة لنا،ولم نشعر معهم بثمة فروق !
فردوس :انا اعلم هذا فلم اجد بحياتى مثلهم وانا أحبهم كثيرا ومطمئنة لهم كثيرا،اوه لا ادري ماذا أصابني!
ادهم: استعيذي بالله من الشيطان الرجيم،وهى لقد وصلنا،نريد قيد قمر وإستخراج شهادة ميلادها ونسافر بسرعة.
ترجلا من السيارة وامسك ادهم يد زوجته واثناء عبورهم الطريق جاءت سيارة يقودها مجموعة اطفال بسرعة جنونية وصدموهم بالسيارة وفروا هاربين، يا الله ! تجمع الناس بسرعة حول جثامينهم لقد تناثرت أشلائهم في المكان وماتوا على الفور.
انقضى النهار ولم يعودا الى شادية و الرضيعة قمر
حتى شعرت شادية بالقلق الشديد وبعد حلول المساء أخذت قمر وخرجت تبحث عن والديها لماذا تأخروا كل هذا الوقت،لما لم يعودا، وكانت الصدمة والفاجعة الكبرى التى تُدمي القلوب،عندما علمت بالحادث فظلت تبكى بكاء مريرا وهى تحتضن قمر بشدة ، مر الوقت والحزن يسبطر على شادية من فقدان رفيقة دربها وهى تبكى قمر وتقول لها : سوف تعيشين يتيمة كما كانت والدتك يتيمة،لكن لن اتركك لملجأ الايتام كمان كنا انا ووالدتك، سوف اقوم بتربيتك وتعليمك وتصيري ابنتى،ارقدي يا اختي بسلام امانتك في رقبتي.
مر عام على الحادثة، تقدم بعدها أحد الشباب لخطبة شادية كان يدعى فاروق يعمل معها بالمصنع،
شادية: انا موافقة لكن اشترط لا تطلب مني الاستغناء عن ابنتي قمر وتظل معي بعد الزواج،
فاروق: لن أطلب منك هذا ابدا، هذه طفلة يتيمة نقوم بتربيتها ورعايتها لعلها تكون سبباً في دخولنا الجنة.
فرحت شادية بكلمات فاروق جداً. فكانت تاخذها معها في العمل.
وفي أحد الايام،جاء قريب عثمان الذى ارسل ادهم الى عثمان للعمل معه يسأل عن قمر.
ڤاخبرته شادية انها بخير ولن تفرط بها ابدا. مر عام اخر وشادية تعمل كي تُكمل جهاز عرسها الذى تأخر كثيرأً بسبب غلاء المعيشة ونفقات قمر.
حتى ملت من الفقر وكعادتها تبحث عن المال ورغد العيش.
فذهبت الى فاروق اثناء العمل على وجهها علامات الخجل الممزوج بالتبرير المسبق للحديث.
شادية: فاروق ....لحظات صمت ثم تسترسل قائلة اريد ان تنتهى خطبتنا لن أستطيع الأستمرار معك، ابنة اختى تريد نفقات كثيرة. ولن نستطيع أن نلبي نفقاتها ونفقاتنا.
ينظر لها فاروق متعجباً! فلم يستوعب المغزى من الانفصال في الخطبة!
فاروق: وهل الانفصال سوف يفيد الطفلة بشيء ألن تتزوجي بسبب قمر ابدا !
تتلعثم شادية ثم تستجمع شتات أمرها قائلة: انا سوف أضل معها حتى تكبر وتذهب لزوجها.
ثم اعطته خاتم خطبتها ورحلت هرباً من كثرة المواجهة والجدل.
وقف فاروق مذهولاً لكلماتها الغير مبررة، فلم يستطيع أن يرد او يطلب منها شيئاً.
غادرت شادية المكان ولكن بعد يومين تبين أنها تعرفت على رجل غني،وقد طلب منها الزواج لكن رفض وجود قمر معها، هنا أصابت شادية الحيرة هل تترك فرصة عمرها لتكون غنية ومعها المال وتعيش بالحياة التى طالما حلمت بها، أم تتخلى عن امانه اختها ورفيقة دربها فردوس،هل تتخلى عن قمر ابنتها
ومن ياخذها ويقوم بتربيتها ؟
اسئلة كثيرة دارت بخاطر شادية ظلت هكذا يومان تحدث نفسها وفي حيرة شديدة.هل تخون صديقتها وتأخذ قمر الى دار ايتام كي تعيش مثل والدتها ومثلها؟
وتحدثت مع نفسها: ماذا الذي يحدث لو اعطيتها لدار ايتام ماذا بها؟! الفرصة لا تأتي الا مرة واحدة.
لكن استقرت اخيرا الى حيلة خبيثة.
فقد ذهبت الى الرجل قريب عثمان وأخبرته انها سوف تذهب لشراء بعض اثاث جهاز عرسها ولا تستطيع أن تاخذ قمر معها لخطورة السفر ومشقة النقل فقط سوف تتركها اليوم لديه حتى تعود.
وافق الرجل واخذ قمر التى بلغت العامين من عمرها وذهبت شادية الى الرجل الغني تتزوجه وتركت الطفلة الى مصيرها مر اليوم ولم تعود شادية لاخذ قمر،فذهب الرجل يسأل فاروق عن خطيبته،فاخبره أنهما انفصلا وقد تزوجت من عجوز غني وسافرت خارج البلاد. عاد الرجل حزيناً ماذا يفعل مع قمر وهو يعيش وحيدا. بدون زوجة ولا يستطيع أن يعول الطفلة،فليس لديه أدنى خبرة بالاطفال،غير أن لديه عمل ويتحرك كثيرا. أصاب الرجل الحزن والارهاق ماذا يفعل بالطفلة المسكينة؟!
ثم تذكر عثمان،فأخذ قمر وقرر السفر الى القاهرة حيث يسكن عثمان وزوجته إحسان.
بعد وصوله حى السيدة زينب اصابته الدهشة والخوف عندما وجد دكان عثمان قد تغير ويوجد رجل اخر به.
فذهب الى الرجل وساله عن عثمان فقال له الرجل أن عثمان قد باع البيت والدكان ورحل من المنطقة.
هنا جلس الرجل يندب حظه ووضع يده على رأسه حزيناً. ثم رفع رأسه وقال للرجل : اتعلم أين ذهب عثمان وزوجته؟
صمت الرجل قليلا ثم قال : نعم أعلم انه اشترى بيتاً اخر في حى المعادي،ثم نادى احد الجيران كى يكتب له عنوان عثمان ليذهب بقمر اليه.فاخذ الطفلة وذهب الى هذا العنوان وما أن وصل حتى حدث امر على غير ما توقع الرجل.
ترى ماذا حدث ؟
تابعوني

بنت الحرامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن