كفاكم غدر

28 6 19
                                    

يا أيها الراحلون  بجرحنا

مالكم  لا  تشبعون  من  رائحة
موتنا
مالكم  تأكلون   بحد  خناجركم
من  لحمنا  و ترقصون
هل  قرأتم  من  الإنجيل  و  القرآن
ألم  دموعنا 
أم  انكم  ضللتم  طريق  الحياة
في  الردى
و لا  تفهمون  لغة السماء  و كل
مفرداتها
المدونة  على  وجه  الشمس
و لا  تغسلون  قذارتكم  من  قلوبكم
بثوب  الماء
فيا أيها  العابرون
ماذا  ستحملون  لغدكم
من  بعد سقوط  نعشنا 
ماذا  ستكتبون  على  توابيتنا  الحزينة
بزمن  الوجع  في  الرحيلِ
و بأي  لغةٍ  ستقرؤون  أناشيد  وداعنا
بيوم  الإنكسار
بماذا  ستحلمون  إذا  صرنا  مع  الغبارِ
راحلين بدنيا  الغياب
فلم  يعد  من  بعد  موتنا  لكم  سوى
ذكرى  الخيانة  و غدركم  القاتل
فإشربوا  نخب  هزيمتنا  مع  آلهتكم  الكاذبة
فوق   أجسادنا  ما  استطعتم
و رتبوا  جيداً  رسائل  شركم  بموكب  السفر
لضحاياكم  القدامى
واستريحوا  من  قتلنا  قليلاً  بسفرنا
إذا  دعاكم  وقت  السجود أمام  مقابرنا
القديمة
و ابكوا  بضحكة الشيطان  بساعة  ممارسة
الجنس  الحرام
و كونوا  كما  انتم  قذرين  و حاقدين  حالمين
بطعننا
و استنفروا  مع  الوقت  بليلنا  المر
الطويل
و اسكنوا  جحيم  ظلامكم  مع  الغراب
الغريب
و اخلدوا  بنومكم  مع  ذاك  القرد  الأسود
بحلم  القتيل
فنحن  لم  نعد  نشعرُ  بأوجاعنا  من  شدة
الألم  و  الوجع
فأضربوا  أجنحتنا  بسيوفكم   و  اسرقوا
من  صدورنا  هذا  الهواء  الأسود
و اعبروا  زمن  حكايتنا  الفاشلة  بمركم
مع  الشبح  القبيح
و خذوا  ما  تشاؤون  من  أكفان  أرواحنا
المشنوقة  و ارحلوا
فلا  المكان  باتَ  مكاننا  و  لا  الزمان
بقي  يحملنا  لنبتسم  و  لو  كذباً
أمام  المرايا
فيا  أيها  العابرون  من  جرحنا العتيق
لملموا  ذاكرتنا  المقتولة  المبعثرة
و  انصرفوا
من  دموعنا
من  جرحنا
من   موتنا
من   ذلنا  الجائر
و دعونا  نبكي  لوحدنا  برحلة  الموت
كما  نشاء
لنرتب  في  القصيدة  المهزومة
معنى  العناء 
و لا  تدنسوا   وجه  الله  بشركم  الطويل
بظلمنا  و تعبثون
فنحن  أمواتٌ  منذ  قرونٍ  بعيدة  على
دروب  السفر
و  قد  نسينا  تاريخ  موتنا  بولادة
الكلب الحرام
فأمضوا  للبعيد  يا  أيها
الراحلون
إلى  حيث  لا  ينتهي  المدى 
و اتركوا  أنين  القصيدة  بقلوبنا  تعصرُ
وجعها  بنثرها  دون  وحي
و  لا  تسألوا  عن  الشاعر  الذي  دونَ
أولى  قصائده  في  السراب
على  نهد  إمرأة  غادرة  ساقطة
سقطتْ  بجنونها  ببئر   الرذيلة و  الإنحراف
ثم  ماتت  مع  الذباب  في القمامة
منحرفة
الأديب حسين العلي

مالكم  لا  تشبعون  من  رائحةموتنامالكم  تأكلون   بحد  خناجركممن  لحمنا  و ترقصونهل  قرأتم  من  الإنجيل  و  القرآنألم  دموعنا  أم  انكم  ضللتم  طريق  الحياةفي  الردىو لا  تفهمون  لغة السماء  و كل مفرداتها المدونة  على  وجه  الشمس و لا  تغسلون  قذار...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
🎉 لقد انتهيت من قراءة يا أيها الراحلون بجرحنا مالكم لا تشبعون من رائحة موتنا مالكم ت 🎉
 يا أيها الراحلون  بجرحنا  مالكم  لا  تشبعون  من  رائحة موتنا مالكم  تحيث تعيش القصص. اكتشف الآن