أخذ الرجل قمر وذهب بها إلى العنوان الذي أخذه من جار عثمان في حي السيدة زينب،وصل الى حي المعادي، وإلى الشارع والمنزل المذكور،لكن أراد ان يتاكد فوجد طفلان يلعبان الكرة في العاشرة من عمرهما تقريباً، أقترب منهما وسأل : هل هذا منزل عثمان الاسواني ؟!
ردا عليه: نعم هذا منزله.
فدلف الى الداخل وطرق الباب فلم يفتح أحد ظل يطرق لكن لم يفتح احد، فظل يحدث نفسه وهو ينظر الى قمر التى كانت تمسك بقطعة حلوى تأكل منها : ماذا جرى أين ذهبوا؟ هل أخطأت في العنوان ! ولكني سألت بالخارج والجميع أكد لي أن عثمان يسكن هنا ،اووووه ماذا أفعل بك يا قمر لن أستطيع العودة بك مرة أخرى،لا استطيع الاعتناء بك، ثم نظر خارج المنزل فوجد الطفلان ما زالا يلعبان،فخرج يسأل: اين ذهب عثمان وزوجته؟!
رد احدهم : لقد سمعت ابي يتحدث أنه ذهب الى الحج مع زوجته.
هنا أصابت الرجل الصدمة الشديدة ماذا يفعل الان
فراودته فكرة أن يترك قمر تلعب معهم ويذهب هو ،واهل الطفلين يحتفظوا بها وسوف يعود بعد فترة للسؤال عليها وأخذها لعثمان.
كانت فكرته بمثابة طوق نجاة له من ثقل المسؤلية.
فاخذ قمر من يدها وقال لها: قمر تعالي معى هيا حبيبتي إلعبي هنا مع اصدقائك،وانا سوف أذهب اشتري لك طعام ثم أعود، كانت قمر طفلة ودودة إجتماعية كثيراً وقفت بين الطفلين وامسكت الكرة بيدها الصغيرة متعجبة لها وسعيدة للغاية،هنا قال الرجل للطفلين دعوها تلعب معكم حتى اعود، انا انتظر عثمان حتى ياتى يعود ولكن سوف أذهب لشراء الطعام للطفلة اليتيمة هذه واعود،ثم غادر المكان ولم يلتفت خلفه،ظلت قمر تلعب وتمرح مع الطفلين،حتى خرجت والدتهما إمرأة ممتلئة القوام ملامحها جامدة يبدو عليها الغلظة وأمرتهما ان يدخلا لتناول العشاء،لكن وجدت طفلة تلعب معهما لاتعرفها !
فاقتربت منهما متسائلة : ابنة من هذه يا محمد؟!
رد محمد الابن الاكبر لها : لقد جاء بها رجلاً الى عم عثمان ولكن اخبرته أنه ذهب للحج فتركها وقال سوف اشتري لها طعاماً لانها يتيمة. اقتربت منها والدة محمد برفق وأمسكت وقالت ومن أين اتى بها واين أهلها ياترى ؟!
ثم اخذتها ودلفوا الى داخل البيت،كان زوجها يجلس على مائدة الطعام رجل ضعيف البنية يبدو على ملامحه الطيبة ،عندما نظر ووجد قمر تعجب كثيرا وقال لزوجته متعجباً: ابنة من هذه ؟!
ام محمد: لا أعلم كانت تلعب مع محمد ومصطفى ويقول محمد أن رجل كان معها يريد عثمان وتركها معهم وذهب لشراء طعام لها.
ابو محمد ينظر لها وقد امسك بيدها برفق: هذا والدها بالتأكيد ذهب لشراء طعام لها،ولكن لما لم تخبرانه أن عثمان ذهب لقضاء العمرة مع زوجته؟!
هنا رد بسرعة محمد : لقد اخبرته يا أبي وهذه ليست. ابنته فقد قال انها يتيمة.
احتضنها بحنان وقال : يتيمة ؟ لا اله نحن لا نعرف؟
بسرعة رد مصطفى الذي يصغر محمد بعام: سمعته يقول لها يا قمر.
امسك بها ابو محمد وأجلسها على قدمه وقال : نعم هى اسم على مسمى،هى قمر ووجهها قمر هيا لتناول الطعام ريثما يعود الرجل. تناولوا الطعام وتأخر الرجل كثيرا ولم يعود. انتاب القلق الجميع فخرج والد محمد ووالدته الشارع ينظران في الغادي والرائح
لعله يعود ويسأل عن أمانته التى تركها،لكن لم يعود، لفت إنتباه بعض الجيران وقفة ابو محمد وزوجته واطفاله والطفلة الغريبة في الشارع والنظر في الناس.فتقدمت بعض النسوة تسأل ام محمد عن ما يجري،فقصت المرأة ما حدث تعاطف الجميع مع قمر. ولكن تعاطف بحذر وقلق من مصيرها،وعندما مر الوقت ولم يعود الرجل وقد انتصف الليل،قال ابو محمد وهو متأثراً وحزين على الطفلة الصغيرة: سوف تظل معنا حتى يعود الرجل او يعود عثمان،لا ندري ماذا حدث للرجل.
ام محمد بقلق وخوف : انا اخاف ان يكون وراءها مصيبة كبيرة او تكون بنت حرام ورماها الرجل وهرب.
رد الرجل بحدة عليها : اعوذ بالله من سخط الله،إتقي الله يا إمرأة ولا ترمى الناس بالباطل.
هنا ردت سيدة من جيرانهم مدافعة عن ام محمد : لا تنهرها يا ابو محمد ولما لا، هذه الايام لا شيء بعيد عن الناس، بعض الناس تفعل الحرام وتلد وترمى اولادها بالشارع،وجلست تسرد بعض القصص الخاصة بمثل ما تقول ام محمد،وكثر الحديث عن انها من الممكن أن تكون ابنة حرام.لكن الرجل نهر الجميع وقال: إتقوا الله الرجل جاء بها إلى عثمان ولو انها مثل ما تقولون لما ياتى بها الى عثمان، كان من الاولى أن يرميها باحد الشوارع او امام مسجد وهى صغيرة لكن الفتاة تبلغ نحو عام ونصف او عامين. لا لا الأمر به سر ولن يكشف السر إلا أن يعود الرجل او يعود عثمان من أرض الحجاز.
ردت إمرأة قائلة: قد تكون إبنة عثمان ؟
بسرعة أجابتها ام محمد: لا عثمان ليس لديه اولاد فلم يرزق هو واحسان باطفال حتى الان.
صمت الجميع والكل يفكر من تكون الطفلة وماذا وراءها ! فمنهم من يصدق ابو محمد وتعليقه على الامر،ومنهم من يقول بما قالت ام محمد لكن لا يستطيع ان يجزم. مر اليوم ومر غيره حتى مر أكثر من سبعة أيام وقمر تعيش في بيت ابو محمد تاكل وتلعب وتنام في بيته.
اما عثمان فقد قرر السفر لقضاء العمرة هو وزوجته إحسان.والدعاء في بيت الله، لعل الله يرزقهما بطفل فقد مر اكثر من خمسة اعوام ولم يرزقا بمولود.
كانت إحسان تدعو كثيرا وتبكى الى الله، حتى اقتربت نهاية العمرة، فجلست إحسان تنظر الى وجه زوجها مبتسمة. مما جعل عثمان يبتسم وينظر لها قائلاً : ماذا بك لما تنظرين لي هكذاههههه؟!
إحسان بنفس راضية وسعيدة: أشعر أن الله سوف يعطينا ولن يحرمنا وأن فرجه قريب يا عثمان.
عثمان يمسك يدها بحنان ويضغط عليها برفق: نعم يا حبيبتي الله كريم،إن اعطى فضله الواسع وإن منع فلحكمة يعلمها هو سبحانه.
مر الوقت وعادا الى بيتهم ليلاً
في الصباح استيقظ الجميع فوجدوا نافذة بيت عثمان مفتوحة وصوت الراديو بالداخل من إذاعة القرأن الكريم. فرح الجميع بعودة عثمان.
وقالت ام محمد لزوجها هيا بنا نذهب لنبارك لعثمان ونعطيهم قمر.
رد الرجل معترضاً : ليس الأن يا ام محمد مازلنا في الصباح انتظري بعد الظهر،الرجل وزوجته لما يستريحا من السفر.
صمتت المرأة وهى تنظر الى قمر وكأنها تقول لها: سوف نرى الان سر قصتك واستريح من عناء تربيتك ورعايتك،يكفينى اولادى وكفى.
مر الوقت وأذن الظهر وخرج ابو محمد للصلاة وقد امر زوجته أن تجهز للذهاب لعثمان مع قمر بعد أن يعود من الصلاة.
ترى ماذا سيحدث ؟
تابعونى
أنت تقرأ
بنت الحرام
Aktuelle Literaturفتاة يتيمة يقوم بتربيتها صديق والدها بعد وفاة والدها ووالدتها ولكن تكبر وتكتشف انها ليست ابنتهم ويطلق عليها الناس بنت الحرام