بعد صلاة الظهر اخذ ابو محمد زوجته و قمر وذهب لتهنئة عثمان على أداء العمرة ، طرق الباب وفتح لهم عثمان بوجه البشوش دائما،رحب بهم عثمان وزوجته وقد لفت إنتباههم الطفلة التي معهم ،لكن ظنوا انها قريبة لهم او تعلقت بهم عند الذهاب لزيارتهم.
ابو محمد : حمدالله على السلامة يا عثمان،تقبل الله منكم العمرة،
عثمان مبتسماً : بارك الله فيك ابو محمد، وعدكم الله بزيارة بيته الحرام إن شاء الله.
ظلوا يتحدثون والجميع ينتظر أن يبدأ احدهم بالسؤال عن قمر، ابو محمد وزوجته ينتظران أن يسأل عثمان عن قمر،من أحضرها لكم، لانه بالتأكيد يعرفها جيدا ،وقد احضرها قريبه لهم،
وعثمان وزوجته ينتظران أن يقوم جارهم وزوجته بتقديم الفتاة لهم.
وطال الحديث والفتاة تلعب حتى ذهبت وجلست بجوار إحسان وأمسكت يديها، فرحت جدا إحسان وأحتضنتها بشدة وهى سعيدة ثم لم تستطيع الانتظار. وسألت ام محمد :من هذه الطفلة الجميلة يا أم محمد؟ ،لا تقولي إنها ابنتك فنحن لم نمكث في العمرة اكثر من خمسة عشر يوماً ههههههه.
نظرت ام محمد إلى زوجها متعجبة،ثم عادت بنظراتها الحاده الى إحسان وعثمان وقالت : انتم لا تعرفون قمر ؟! هل يعقل هذا !!
نظر عثمان الى زوجته وقد ظن أن المرأة تمزح : لا نعرفها ننتظر ان تخبرونا عن هذا القمر الجميل ،ثم امسك بيد قمر وقبلها.
ابو محمد وقد شعر بالخجل من نظرات زوجته الحادة : نحن نظن أنها قريبة لكم يا عثمان،فقد آتى بها رجل منذ سبعة ايام تقريباً وسال عنكم وعندما لم يجدكم تركها للاولاد وهم يلعبون بالشارع وقال انا ذاهب لشراء بعض الطعام للطفلة اليتيمة هذه.
تعجب عثمان بشدة ونظر الى زوجته ثم أعاد النظر الى قمر وكانه بحاول أن يتذكر إبنة من هذه !
عثمان : هل يعقل هذا؟ كيف يتركها في الشارع ،ومن هذه الفتاة ومن الرجل ؟!
ام محمد وقد ذاد يقينها أن قمر ابنة حرام نظرت للجميع بحدة وقالت : نحن لا نعلم عنها شيء وقد علمنا أن الرجل جاء وسأل عنكم وعندما أخبره الاولاد انك بالحج ذهب وتركها،الان تأكدت أنها ابنة حرام، ومصيبة قد رماها الرجل علينا وهرب.
تغير وجه عثمان وإحسان من كلمات المرأة الحادة.
إحسان: اعوذ بالله،لا ترمى الناس بالباطل يا ام محمد، سوف نعرف ماذا حدث ومن الرجل، لكن استغفري الله من كلماتك هذه.
ام محمد وقد ضرب يد بيد وهزت رأسها معترضة على رد إحسان : الموقف لا يحتاج تفسير، هو واضح وضوح الشمس،والان خذوا هذه البنت وأبحثوا عن اهلها إن وجدتم لها أهل! نحن لا نستطيع أن تحمل مسؤليتها يكفينا اولادنا.
عثمان بحدة : سوف ناخذها ولن نتركها لكي وسوف ابحث عن هذا الرجل واعرف قصة البنت المسكينة.
هنا شعر ابو محمد أن زوجته افسدت الجلسة الودية فقرر ان يغادر بسرعة حتى لا يذداد الامر سوءً .
ابو محمد : هيا بنا يا ام محمد، ثم ينظر الى عثمان ويسترسل، مبارك لكم العمرة مرة اخرى يا عثمان،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عثمان وقد تغير وجهه وابتسامته قليلاً: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.وخرج معهم الى باب البيت لتوديعهم، هنا بتلقائية خرجت قمر خلف ابو محمد وزوجته تريد الذهاب معهم،لكن اعترضتها المرأة بيدها،وقالت لها : لا انت ظلي هنا يا قمر مع بابا عثمان وماما احسان، وسوف يشترون لك العاب كثيرة وحلوى كثيرة.
وقفت قمر تنظر الى عثمان وإحسان وعلى وجهها براءة الاطفال سعيدة بما سمعت، بسرعة امسكت بيدها احسان وجلست امامها وقالت وهى تحتضنها: ابنتى القمر هذه ستظل معي لدى العاب كثيرة وحلوى احضرتها لك،ثم قبلتها واخذتها من يدها ودلفت الى غرفة النوم . خرج ابو محمد وزوجته وقد شعر الرجل بالحرج الشديد من كلمات زوجته الغير محسوبة، فنظر لها وارتفع صوته بعد ان عادا الى منزلهما.
ابو محمد : قلت لك وحذرتك كثيراً ان تنتبهي الى كلماتك المسمومة هذه، لقد احرجت عثمان وزوجته.
ام محمد : انا لم اقل شيئاً خطاء،قلت الفتاة قد تكون ابنة حرام والرجل تركها لكم ورحل،ماذا قلت غير ذلك؟!
ابو محمد وقد ارتفعت حدة صوته : وهل ابنة حرام كلمة هينة يا إمرأة، هل ايقنت انت انها ابنة حرام حتى ترميها بذلك البهتنان؟!
ام محمد : طفلة لا نعرف ولا يعرفون لها اب او ام ،ماذا تكون ؟!
اشاح ابو محمد. بوجهه عنها وتركها ودلف الى غرفته وهو يردد: استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم.
بعد خروجهم دلف عثمان الى زوجته التى امسكت بقمر برفق وحنان كبير وأجلستها على قدمها وقد اخرجت لها بعض الاشياء تلعب بها.
نظر عثمان الى الفتاة وقد تاثر بها كثيرا وظل يردد : لا حول ولا قوة الا بالله، لماذا. رموا هذه المسكينة بتلك الكلمات الباطلة، وتُرى من تكون ومن الرجل الذى احضرها لنا؟!
إحسان تمسك يده برفق وتقول: لا تشغل بالك يا عثمان،قد تكون ابنة احد اقاربنا.
عثمان ينظر لها متعجباً : انظري الى بشرتها البيضاء ،لا يوجد من اقاربنا ذو بشرة بيضاء،الجميع ذو بشرة سمراء فاتحة او داكنة.
احسان بهدوء : إذن هى دعوة دعوتها الى الله وانا في بيته الحرام، الم اقل لك اشعر ان الله سوف يجبرنا، سوف نربيها مثل ابنتنا وهذه هدية من الله لنا.
امس عثمان بوجه قمر وقبلها بين عينيهاوقال :نعم هدية الله لنا،لكن يجب اولاً أن نعرف قصتها ومن الذى احضرها الى هنا واين اوراقها وشهادة ميلادها.
يجب ان اسأل جميع اقاربنا .
ظل يتصل على هذا وذاك، ولا احد يعلم شيئا عن قمر حتى قرر ان ياخذها ويسافر الى قريته باسوان كى يحاول ان يعرف من الذي احضرها له وما قصتها واين اوراقها.
ترى ماذا حدث معه في قريته؟ وماذا سيحدث بعد عودته ؟
تابعوني
أنت تقرأ
بنت الحرام
Genel Kurguفتاة يتيمة يقوم بتربيتها صديق والدها بعد وفاة والدها ووالدتها ولكن تكبر وتكتشف انها ليست ابنتهم ويطلق عليها الناس بنت الحرام