عندما سافر عثمان وزوجته ومعهم قمر الى اسوان تعجب الجميع وسألوا من تكون الفتاة الصغيرة ذات الوجه الملائكي !
أخبرهم عثمان بالقصة وسأل الجميع من آتى بها؟ لكن لم يتعرف عليها أحد، وتهامس الجميع من تكون قمر،واين والديها،وكثرت الاقاويل مما دعا عثمان أن يقف ويعلنها صريحة مدوية أن قمر صارت ابنته من لحمه ودمه،يسعده ما يسعدها ويحزنه ما يحزنها، انتهت الرحلة وعاد عثمان واسرته الى القاهرة. وقد حمل هم قمر، عادوا وقد اخذوا العهد على انفسهم ان يرعوها حق رعايتها،وانها هدية من الله لهما لعل الله له حكمة من تأخير الإنجاب لهما، عادا وهم يحملون هم الإجابة عن الاسئلة في عيون الجيران،ولكن الله ارسل لهما الغيث،وجدوا طارق يطرق على الباب، فتح عثمان فوجد قريبه الذى جاء بقمر،لكن لم يعرف عثمان أن الرجل هو من جاء بها.
سلم عليهم وجلس لحظات وخرجت إحسان ومعها قمر،سلم على إحسان ثم ضحك وقال: كيف حال قمر معكم ؟
نظروا له بتعجب وقالوا بصوت واحد: هل تعرف قمر ؟!
ضحك كثيرا ساخرا : وكيف لا اعرفها وانا من احضرتها إلى هنا لكم.
تنهد عثمان وضرب كف بكف: سامحك الله يا رجل،لما لم تترك لنا رسالة. او تعود بها وتأتى بها في وقت اخر ،لقد شغلت بالنا وتقول الناس عليها بشر الاقاويل.
طأطأ الرجل راسه خجلاً ثم قال: سامحونى لكن لم استطيع أن اخذها معي،تعلمون اعيش بمفردي ولا احد يقوم برعايتي والطفلة تحتاج إلى رعاية،وانا بالكاد اهتم بحالي.
نظر عثمان له وبادر بسؤاله قبل أن ينهى الرجل حديثه قائلا :من الطفلة ابنة من؟ ولما جئت بها لنا دون غيرنا؟!
الرجل : قمر طفلة يتيمة الاب والام وانتم تعرفون والديها جيداً ،وقد احضرتها لكما لانى لا اعلم احد غيركما يرعاها ولا اعلم اهل والديها.
إحسان : من والديها يا ترى ؟!
الرجل: هى ابنة أدهم وفردوس، رحمة الله عليهما، كانا قد عقدا النية على العودة لكما والعمل معكما هنا،لكن تبقى بعض الاوراق الخاصة بقمر واستخراج شهادة ميلاد لها، فذهبا معاً واثناء المرور للطريق الاخر صدمتهم سيارة مسرعة يقودها طفل ومعه اصدقائه،وللأسف ماتا في الحال.
اصاب عثمان وزوجته الذهول والصدمة مما سمعا،
يا الله هل ماتا أدهم وفردوس، بكت إحسان كثيرا ،وجعل عثمان يمسح دموعه بيده وهو يقول لا اله الا الله،انا لله وإنا إليه راجعون. إحضنت إحسان قمر وظلت تقبل في يدها ورأسها وهى تبكي وتقول: يا حبيبتي،كنت أشعر انك قطعة مني ولست غريبة عني، رحمة الله على والدتك ووالدك .
نظر عثمان الى الرجل وسأله : هل معك اوراق قيدها ؟
الرجل : لا لا يوجد معى اوراق لها،لقد كانت مع صديقة والدتها وقد تركتها لي وسافرت بدون اي اوراق.
تنهد عثمان : وكيف لا تقوم باستخراج شهادة ميلاد للفتاة وتتركها هكذا ؟! لا عليك سوف استخرج لها شهادة ميلاد باسم والدها ووالدتها حتى تستطيع ان تمارس حياتها الطبيعية،وسوف اقوم برعايتها إن شاء الله،
قام عثمان بعدها بعمل شهادة قيد لقمر وباسم والديها وقد أخبر الجميع بذلك حتى تخرس الألسنة الخبيثة،لكن هل الافعى يسيل من فمها عسلا ؟!
كان عثمان يعمل ويشتري كل شيء لقمر من ملابس والعاب كثيرة فأعطوها الحنان ولم يحرموها شيء من رعاية وحب وإهتمام. ولم يمر عامين حتى شعرت إحسان ببعض التعب والاجهاد، حتى فقدت الوعي بسرعة اخذها عثمان الى الطبيب،وكانت المفاجأة السعيدة، لقد اخبرهم الطبيب أن إحسان حامل بالشهر الاول، فرحوا جدا بهذا الخبر،أخيرا قد رزقهم الله بطفل،لكن لم تنسيهم الفرحة قمر،
فنظر عثمان الى زوجته وكأنه يحاول ان يقوم بتحذيرها : الأن سوف يكون معنا طفلين وليس طفل واحد وصرنا والدين لى اثنين الحمد الله على عطاءه.
فهمت إحسان كلمات زوجها الغير مباشرة ابتسمت :
بالطبع يا عثمان لدي ابنة والان انتظر المولود الاخر ولن افرق بينهم ابدا،الجميع ابنائي،بل قمر تذيد عنه في الحب والحنان،اطمئن.
ارتاح عثمان كثيراً لوعي زوجته وحكمتها.
مرت الايام كانا كل يوم يذداد تعلقهم بقمر، وبعد تسعة أشهر وضعت إحسان مولودها الاول،وقد اطلقوا عليه اسم عصام فكانت تهتم به وبقمر دون ادنى تفريق، كانت قمر جميلة وذكية للغاية لها حضور جذاب مرحة اجتماعية كثيراً فكانت تلعب مع الاطفال ويحبونها كثيرا، لكن كانت نظرات بعض الناس لها مريبة لم تستوعبها الفتاة ابدا، ومع مرور الايام بغلت قمر عامها السادس فاخذها عثمان الى المدرسة كي تتعلم، كانت المدرسة عالم جديد لقمر.
كانت متشوقة كثيرا للمدرسة والدخول في عالم جديد،وظلت تحكى طول اليوم مع عثمان واحسان.
قمر بعد أن جهزت ملابس المدرسة وحقيبتها الصغيرة وحذائها الصغير وهى سعيدة جدا ،جلست ونظرت الى عثمان وهى سعيدة : متى سنذهب الى المدرسة يا أبي؟
ضحك عثمان ووضع يده على رأسها الصغير بحنان :
غدا بالصباح يا حبيبتي،هل جهزت كل ملابسك؟
قمر : نعم كل شيء جاهز ،لكن عصام يريد ان ياخذ حقيبتي يلعب بها،وانا لا احب ان يلعب احد في اشيائي،سوف يفسدها.
ضحكا عثمان وإحسان كثيرا،وقالت إحسان لها : لا تخافي يا حبيبتى ،إن اخاكي ما زال صغير على المدرسة ولا يعلم شيئا،هههههههه،ولن نسمح له باللعب في حقيبتك الجميلة. ضلت قمر تفكر في اول يوم لها بالمدرسة،لقد كانت سعيدة جدا ولديها شغف كبير بالحياة الجديدة،فقد كانت ترى ابناء الجيران محمد ومصطفى يذهبان الى المدرسة بملابس المدرسة ويعودان،فكانت تحلم بأن تذهب مثلهم وتعود،فكانت تنتظر أن ياتي الصباح على احر من الجمر. وفي الصباح ايقظتها احسان وساعدتها في ارتداء ملابس المدرسة وأعدت لها بعض الساندوتشات، ووضعتهم لها بالحقيبة، واخذها عثمان الى المدرسة،وتركها وعاد الى المنزل على أن يذهب ليحضرها من المدرسة بعد إنتهاء يومها الدراسي.
لكن حدث شيء لها في المدرسة لم يخطر لها ببال ابداً .
ترى ماذا حدث ؟
تابعونى
أنت تقرأ
بنت الحرام
Ficção Geralفتاة يتيمة يقوم بتربيتها صديق والدها بعد وفاة والدها ووالدتها ولكن تكبر وتكتشف انها ليست ابنتهم ويطلق عليها الناس بنت الحرام