كانت سعادة قمر كبيرة جدا بالمدرسة، تلك المرحلة الجديدة المليئة بالشغف، ومع اول يوم بالمدرسة كانت الصدمة الاولى لها، وقفت المعلمة تنادي أسماء الطلاب حتى ذكرت إسم قمر أدهم،لكن قمر لم تُجبها وظنت أنها تنادي شخص أخر،فهى تعرف أن اسمها قمر عثمان.كررت المعلمة النداء وظنت ان قمر لم تسمع النداء،لكن دون جدوى لم تُجيبها قمر. فذهبت الى قمر وقالت : لما لا تردي على ندائي يا قمر؟!
قمر متعجبة : انا اسمي قمر عثمان ولستُ قمر أدهم.
لكن المعلمة قالت لها بحدة: لا اسمك. قمر أدهم،ولست قمر عثمان،وعندما يناد عليك أحد قمر أدهم تجيبى النداء.
صمتت الفتاة وهى لا تستطيع ان تفهم وتدرك هذا الامر !
ظلت تحدث نفسها : لماذا يطلقون على ابيها ادهم و هى تعرف انه عثمان والجميع يناديه عثمان،إن هذه المعلمة غبية لا تعرف شيئاً عن والدها وسوف تخبر والدها بما حدث حتى يأتي ويتشاجر معها.
مر اليوم وجاء عثمان الى المدرسة لياخذ قمر،وعندما رأته قمر هرولت اليه واحتضنته بشدة، إحتضنها عثمان بحنان وقَبل رأسها،لكن نظر في عينها فوجد الحزن بها،فوجهها ليس الوجه الذى كان بالصباح وامس،فقد تغير كثيرا من السعادة الى الحزن.
عثمان : ماذا بك يا حبيبتي هل أزعجك أحد من زملائك في المدرسة؟
قمر وهى غاضبة و ببرآة الاطفال : نعم يا ابي وقفت المعلمة تنادي الاسماء ثم نادت قمر أدهم وعندما لم ارد عليها نهرتنى. وقالت لما لا تجيبي نادئي؟
الست انت قمر أدهم،قلت لها لا أنا قمر عثمان،لكن كذبت علي وقالت لا انت قمر أدهم،
اريدك أن تأتي معي غدا لتخبرهم ان اسمك عثمان وليس أدهم يا ابي.
وضع عثمان يده على وجه قمر الصغير وبرفق وحنان : لا تنزعجي حبيبتي،سوف أتحدث اليها غدا وأشرح لها الامر.
ثم أخذها وعادا الى البيت، وما أن دلفت الى البيت حتى استقبلتها إحسان بالاحضان والقبلات فقد تركت فراغ كبير بالبيت.
كان وجه قمر متغير وعرفت إحسان فسألتها ماذا حدث فقصت عليها ما حدث.
تأثرت إحسان وظلت تنظر الى عثمان وتنظر الى قمر ولا تعرف ماذا تقول،لكن نظرت الى قمر وقالت: لا تحزنى سوف يذهب بابا معك غدا ليتشاجر مع المعلمة،لكن الان هيا تناولي طعامك ودعينا نرى كتبك الدراسية، وماذا اعطوك حبيبتي. انتصف اليوم وجلس عثمان يفكر في امر قمر مع احسان، كيف يخبرها بالامر. وهى ما زالت صغيرة لا تدرك ماذا حدث،لكن قمر كانت فتاة ذكية للغاية تشعر أن عقلها سابق عمرها بكثير. مما جعل عثمان يطلب ان يتحدث اليها في هذا ألامر، فجلس هو واحسان بجوارها ونظر لها وقد عزم أن يقول لها الحقيقية لكن عندما نظر الى وجهها تاهت كلماته وتلعثم ،لقد اصبحت الكلمات أثقل من الجبال الراسيات، كيف يخبرها انها ليست ابنتهم،لكن جمع شتات امره وقرر ان يخبرها حتى تعتاد الامر وتدرك ما هو آت لها بالحياة القادمة.
عثمان يمسك يد قمر ويقول: ابنتي الحبيبة وقطتي الجميلة اريد ان اخبرك بشيء،.ولولا أنى اعلم انك ذكية وسوف تدركين ما اقول لن اتحدث اليك. لكن انا ووالدتك قررنا ان نتحدث اليك ونخبرك بامر هام،هذا الامر لن يغير شيء بحياتنا ابدا،لكن ثم صمت لحظات وكأن الكلمات وقفت في حلقه،ثم استرسل قائلا: لكن يجب ان تعرفي بهذا الامر حتى تعرفي كيف تعيشي بعد ذلك.
نظرت قمر لعثمان لا تفهم ما يقول وماذا يريد غير أنه أمر هام للغاية يريد ان يخبرها به.
عثمان : حبيبتى المعلمة لم تخطئ،انت اسمك قمر أدهم.
قمر بسرعة : كيف يا ابي،اليس أسمك عثمان ؟!
احتضنتها إحسان وضمتها الى صدرها وكانها تحميها من قذائف حجارة ثقيلة سوف تنهار عليها.
عثمان: ابنتي الحبيبة انا لست والدك وهذه ليست والدتك في الاوراق. لكن انت ابنتنا وسوف تظلين حتى نموت إبنتنا الغالية. ثم نظر الى قمر وهى تنظر له متعجبة ولا تفهم شيء. فاسترسل في الحديث: قمر والدك و والدتك الذان انجباك قد توفوا الى رحمة الله وأنت صغيرة،ونحن اخذناك كي تعيشي معنا وصرت ابنتنا الحبيبة وقرة عيننا،
قمر لم تشعر الا والدموع تسيل من عينها من هول ما سمعت: كيف هذا انت لست ابي وامي ليست امى ؟!
انت تمزح معى يا ابي اليس كذلك؟
احتضنتها احسان مرة اخرى وبكت وانتحبت وقالت لها : لا يا حبيبتي انا والدتك وهذا والدك وسوف نبقى هكذا ما حيينا،لكن والدك الحقيقي. ووالدتك كانا يعيشان معنا. ولكن الله اراد ان يذهبا فذهبا عند الله، وقد اعطانا الله اياك لتكونى ابنتنا.
عثمان يقبل قمر براسها ويمسح دموعها بيده : لن يتغير شيء حبيبتي. انا والدك وهذه والدتك وهذا اخوك الصغير، وكانت إحسان حامل في شهرها الرابع فقال والذي سياتي من ماما اخوك او اختك،لن يتغير شيء ابدا ،هى فقط اوراق يطلبونها في المدرسة.
بكت قمر بكاء مريرا،لم ياتي ببالها هذا الامر ابدا، كيف هذا ؟!
كيف لا اكون ابنتهم ؟ أنا لا اعلم غير ان والدي هو عثمان ووالدتى هى إحسان وهذا اخي الصغير.
انا لا اعلم من ادهم ومن والدتي التى ولدتني، تغير كل شيء في عين قمر، لقد شعرت انها غريبة للمرة الاولى بحياتها، شعرت انها تائهة غير مستوعبة ما يحدث، الان فهمت لما بعض الجيران والناس يتهامسون عند رؤيتها، ظلت تبكى طوال اليوم ،لقد كان يوماً عصيباً على الجميع، لكن عثمان وإحسان لم يتركا قمر تواجه هذا الامر بمفردها،ظلوا معها يحدثونها ويشعرونها بدفء حبهما فلم تشعر ابداً انها ليست ابنتهما،لكن كيف ستواجه قمر الحياة الجديدة والوضع الجديد القاسي عليها،وهنا اخذت عهد على نفسها أن تكون قوية جدا،وتواجه كل ما سيحدث بقوة وحزم وشدة مر اليوم على اسواء ما يكون على من بالبيت، وجاء اليوم التالي. وذهبت المدرسة، لكن ترى ما سيحدث وماذا حدث معها ؟
تابعوني
أنت تقرأ
بنت الحرام
General Fictionفتاة يتيمة يقوم بتربيتها صديق والدها بعد وفاة والدها ووالدتها ولكن تكبر وتكتشف انها ليست ابنتهم ويطلق عليها الناس بنت الحرام