الفصل الثامن: أكاديميَّة دالان للعلوم

128 14 51
                                    

اليوم، هو أول يوم لي في الأكاديمية. لا أعلم لماذا، لكنني استيقظت قُبيل شروق الشمس. لم يكن أحد في المنزل قد استيقظ بعد، ولا حتى جودي، التي عادة ما تستيقظ أولا لتحضير الحمام ومائدة الإفطار كل يوم. يبدو أن تطلُّعي لهذا اليوم وضع منبِّها بيولوجيا في عقلي الباطن ليعمل أبكر مما هو ينبغي هه ههه. على أي حال، ذهبتُ لأُعدَّ الحمام وحدي، فالأمرُ لا يتطلب الكثير من الجهد. كل ما هنالك هو إحضار المنشفة من غرفة الغسيل وإشعال الموقد الخاص بتسخين الخزان المياه بتعويذة نارية بسيطة. لذا، باشرتُ بخدمة ذاتي.


عند انتهائي، كانت الشمس قد بدأت بالشروق بالفعل. عندها توجهتُّ لغرفتي وارتديتُ ثيابي، ثم توجهتُّ إلى الطابق السفلي، حيث توجد غرفة المائدة. كانت جودي قد استيقظت بالفعل، وهي تقوم باعداد مائدة الإفطار لأفراد المنزل كالعادة. فور وصولي، لاحظت جودي قدومي، ثم قالت: "أوه! عُمتَ صباحا سيد كونور.. لقد استيقظتَ ابكر من المعتاد اليوم". أجبت: "عُمتِ صباحا يا جودي.. هذا صحيح، قد يكون هذا بسبب شوقي لليوم الأول في الأكاديمية هه ههه". عندها، قالت جودي: "هكذا إذن، هذا جيد". عندها رمقتني جودي بنظرة جادَّة وأتبَعت قولها: "على إي حال، أرجو منكَ لاحقا أن تتركَ لي أمر إعداد الحمام يا سيد كونور". تلك ردة فعل مفاجئة بكل تأكيد. نظرتُ نحو جودي بوجه يملؤه الحَيرَة، ثم قُلت: "همم؟ أعلم أنكِ تقومين بذلكَ كل يوم. لكن، هل هناك ضيرٍ لفعلي هذا الأمر اليوم؟". قامت جودي بالتنهُّد، ثم قالت: "سيد كونور، هذا هو عملي.. لا يجدر على الأطفال العبث بالنيران داخل المنزل". ضحكتُ فور سماعي هذا دون أن أشعر، وكانت ملامح الامتعاضِ قد بدأت تظهر على وجهها. عندها قُلت: "آسف بشأن هذا يا جودي.. لكن، أنتِ تعلمين أني كنتُ أعملُ كملقٍ للنيران في ورشة أوليفر أليس كذلك؟ أستطيعُ أن أتحكم بالنيران بكل أريحية. لذا، لا داعي أن تقلقي بشأن ذلك". لم تختفي ملامح الامتعاض من وجهِ جودي, حيث قالت بحزم: "أيها السيد الصغير.. أرجو منكَ أن تترك هذا العمل لي، فتلك مسؤوليتي". يتَّضح أن لا جدال طائل في هذا الأمرِ معها. لذا أجبتها: "حسنًا حسنًا! كما تريدين يا جودي.. لن أتدخلَ في هذا الأمرِ مجددًا". عندها، التفتت جودي لتكمل إعدادها للمائدة، ثم قالت: "أشكر لك تفهمك لهذا الأمر.. سيد كونور" . شيييه! لا أفهمُ سبب حزمِها لهذا الأمر. لكن، لا أريد أن أسبب المتاعب في المنزل، خصوصا في أمور صغيرة كهذه.


لم يمضِ الكثير من الوقت، حتى نزلت لورا إلى غرفة المائدة. حيث إنها فوجئت برؤيتي مستيقظًا وجاهزًا للذهاب منذ مدة كما يتضح من مظهري. ثم قالت: "كونور عزيزي! هل يُعقل أنَّك بقيت طوال الليل مستيقظًا؟". آه.. هذا صحيح. الأطفال عادة ما يفعلونَ أمرًا كهذا قُبيل حدَثٍ ما قد يتطلَّعون إليه. حسنا، أنا في هذه الحالة لا أختلف كثيرا عن الأطفال؛ لأنني بالفعل متطلِّع لهذا اليوم. لكن، الأمر أشبه بالمنبِّه الداخلي. تماما كما قد يحدثُ معي عند تعطُّل منبِّهي في حياتي السابقة. أجدُ نفسي أستيقظ من تلقاء ذاتي فَزِعًا لفوات موعد التزاماتي كأنَّما أقومُ فَزَعًا بسبب كابوس ما. لكن، بما أنه لا وجود للمنبِّهات في هذا العالم؛ فعلى الأرجح أن عقلي الباطن قد هيأ أمر الاستيقاظ أبكرَ مما ينبغي.


꧁ العصر الجديد  ꧂حيث تعيش القصص. اكتشف الآن