الجزء السابع

191 10 0
                                    

بعد ان افصح عثمان لقمر عن حقيقة نسبها، وحزنها الشديد، لم تشعر بثمة فروق في تعامل عثمان وإحسان معها،بل ونامت بين احضانهما حتى الصباح،وطوال الليل لم يكفا عن مؤازرتها وعن كلمات الحب والحنان لها.
اخذها عثمان الى المدرسة في الصباح وتحدث مع المعلمة عن وضعها وكيف تتعامل معها وحذرها أن تنتبه في حديثها معها. كانت قمر تشعر بنظرات المعلمة لها،فقد كان خلف نظراتها الكثير من الكلمات، مرت الايام ووضعت إحسان مولدها الثاني، لقد كانت فتاة، اطلقوا عليها اسم دعاء. انتشرت في الحي كلمة بنت الحرام على قمر بسبب كلمات خبيثة من نفوس مريضة للغاية، وكلما لعبت قمر مع ابناء الحيران وتشاجرت مع احد ما ،نادوا عليها يا بنت الحرام، حتى إعتادت الكلمة وإعتادت الالم،كان عثمان يخبرها عن والديها كثيرا، ويطلب منها الدعاء لهم، لانهم احق بالدعاء منها، مرت الايام وتغير حال عثمان مع تغير المعيشة والاحوال وغلاء الاسعار، فكان يُؤثر قمر و اولاده على نفسه من طعام وشراب،بل كان يُوثر قمر على اولاده، فكانت إذا طلبت لبى وإذا امرت نفذ وإذا اشتهت شيء أحضره ،وإذا قالت ُسمع لها،فكانت الفتاة المدللة على بقية الابناء،ولم تشعر أنها ليست ابنتهم ابدا، ومرت ألايام تلو الايام وشبت قمر فكانت شابة جميلة فاتنة ذكية للغاية إجتماعية مليئة بالطاقة والمرح،وفوق كل هذا شخصية قوية وصارمة وطموحة للغاية،فكان كل من يراها يريد التقرب منها، والأنس بها، اذا تحدثت مع رجل تحدثت بجدية شديدة،فلا يشعر الرجل بانوثتها، وكأن ظاهرها الأنوثة وباطنها الرجولة، الشيء ونقيضه، دائما تفكر في غدا وماذا سيكون، إنها تريد حياة افضل من هذه الحياة ومستوى أفضل من هذا المستوى، والابتعاد عن الفقر، فقد رأت والدها عثمان لا يأكل معهم رغم جوعه،لان ليس معه نقود تكفي للطعام،فكانت تشعر بحزنه من ضيق اليد،وكانت لا تاكل مع اخوتها حتى ياكل هو. فكان لها نعم الاب. والوالد، أنفق على تعليمها وتربيتها حتى. كبرت ودخلت المرحلة الثانوية،فكثر خطابها ودق باب بيت عثمان طلاب يدها وهم كثير،فكانت ترفض لان لديها احلام تريد تحقيقها،فتقدم لها محمد ابن جيرانهم فرضته وتقدم اخر فرفضته،
فشبت النار في قلوبهم،ونما حقدهم، كيف لبنت الحرام أن ترفضهم فكانوا يلاحقونها فتصدهم ولا يجدون منها غير الصد والرد العنيف بشدة وقوة، فم تعير لهم بالً ولم تغير لهم حالً، حتى يأسوا منها،فاجزموا أن لو الصخر لان لهم ما لانت هى لهم،وان الحجر لو نطق لهم، ما تجاوبت معهم.
فكان عثمان يتفاخر بها وبتربيته لها، واقسم ان لا يجبرها على فعل شيء لا تريده،او تتزوج من لا ترضى به، حتى غار منها اهله واقاربه،لدلالها عليه وعلى إحسان. ومرت الايام حتى انهت قمر الثانوية العامة وبتفوق كبير ودرجات تدخلها كليات القمة،لكن رفضت حتى لا تُثقل على والدها عثمان في الانفاق،حاول معها لكن رفضت لضيق يده. وقررت ان تدخل كلية التجارة، وبعد انتهاء دراستها الجامعية. ذهبت قمر للبحث عن عمل في كل مكان،كي تحقق ذاتها وتساعد اهلها، حتى تم قبولها في احد الشركات،وعملت في قسم الحسابات،ومن اول يوم جذبت إنتباه زميل لها يدعى عزمي،شاب إنطوائي غير إجتماعي لا يتحدث كثيرا لكن تشعر أنه غريب الاطوار، ظل يراقب سلوكها من بعيد، كان جُل حديثه في نطاق العمل، وفي أحد الايام نادى عثمان على قمر وكان يجلس مع زوجته يتحدثان.
قمر بعد ان جلست امامه: نعم يا ابي
عثمان وهو يبتسم إبتسامة سعادة بحذر: لقد جاء لى شاب يطلب يدك وانا اراه مناسب لك يا ابنتى الحبيبة.
قمر وقد ملت من تكرار الرفض: لا اريد الان يا ابي ننتظر بعض الوقت لما العجلة ليس اوانه !
نظرا لها عثمان وإحسان غير راضين عن قولها وتكرار رفضها.
عثمان: آلا تسألين من هو اولاً وبعد ذلك ترفضين ؟!
قمر وقد بدى أن الامر لا يعنيها فالنتيجة واحدة : من يا ابي؟
عثمان: انه زميل لك في العمل يدعى عزمي،جاء لي في العمل وطلب يدك له.
نظرت قمر الى عثمان بتعجب شديد ثم صخكت كثيراً : من ؟! عزمي جاء يطلب يدي ههههههه.
نظرا عثمان وإحسان لها بتعجب من رد فعلها لكن استبشرا خيراً ،فلعل وجودهما معاً بالعمل قد احدث الفة بينهم.
إحسان : لما تضحكين هل هذا علامة القبول والرضى؟
قمر ضحكت اكثر بسخرية قائلة: لا بالطبع يا امي،لكن هذا الشخص ليس بينى وبينه غير العمل،وايضاً هو إنطوائي جدا. ليس له تعاملات مع أحد وتشعرين انه غريب جدا. لكن لما لم يخبرني؟! لما ذهب الى والدي قبل أن يسالني عن رأيي قبل ذلك؟! ولكن لما العجب ،هو شخص غريب الاطوار.
عثمان وقد مل من حديثها: لما العجب الرجل لا يحب الاختلاط او يتدخل في ما لايعنيه،انا وامك نراه مناسب لك،ولا تخبرينا أن هذا ليس وقته،نريد ان نطمئن عليك يا ابنتي.
قمر وقد وجدت من ابيها عزم وإصرار لم تراه من قبل على شخص تقدم لها قبل ذلك.: يا ابي لا اعرفه ولا يعرف عنى شيء ولم نتحدث معه خارج نطاق العمل!
إحسان: يا حبيبتي كل هذا سيحدث لكن بعد الخطبة منك،الرجل يريد دخول البيت من بابه،سوف نعلن الخطوبة ولك الوقت تتعرفي عليه لا بأس من ذلك.
ثم قاطعها عثمان قائلاً : إلا إذا كنت ترغبين بشخص اخر. وتنتظرينه ؟
قمر تنظر بذهول الى عثمان : لا يا ابي لو يوجد غيره لكان انتما اول من نعرفان بالامر ،أنا لا أخفي عنكما شيئاً ابدا.
عثمان: إذا سوف اخبره أن يأتي اولا الى هنا تتحدثان وبعد نحدد موعد الخطبة.
صمتت قمر وقد أحست انهما قد عزما أمرهما، ولا تريد أن يغضبا منها، فنظرت الى والدها قائلة: أفعل ما تراه صواباً يا ابي.ثم غادرت المجلس الى غرفتها.
ترى ماذا حدث وماذا سيحدث ؟!
تابعونى

بنت الحرامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن