الجزء التاسع

182 8 0
                                    

خرج العروسان امام البيت كى يستقلا السيارة لقاعة الحفل،وخلفهما بعض الاقارب،الذين حضروا العقد، وبينما يستعدا لركوب السيارة سمعا بعض الشباب يقفون امام المنزل المجاور ويهتفون بصوت جهوري
( خدعوك وبنت الحرام أعطوك ). وهم يصفقون ويضحكون وينظرون الى عزمي بسخرية،نظر عزمي والجميع لهم وتجاهلوا الامر، وذهب الجميع الى القاعة،لكن عزمي كان شارد الذهن،كان يفكر في كلمات الشباب، وأثناء الحفل ذهبت والدة عزمى اليه واقتربت من اذنه قائلة: هل سمعت ماذا قال الشباب جيرانهم، هل هي بنت حرام كما يقولون ؟!
عزمى وهو يحاول ان يتماسك ولا تذهب ابتسامته من وجه : لا تسمعي لهم يا امي لقد تقدموا لها ورفضتهم ،لذلك يقولون هذا كي تصير مشكلة وتفسد الزيجة.
لم تقتنع ام عزمي فهى دائما إمرأة تشك في كل شيء، وظلت تنظر الى قمر نظرات مريبة هى وابنتها.
مرت الليلة بهدوء يصحبه قلق وتوتر ساكن لا يبدو ، لكن كان هدوء يسبق العاصفة، لقد طلب عزمي من قمر ان تترك العمل والتفرغ للبيت، وافقت قمر رغم حبها للعمل وطموحها الكبير، بعدها بدأت ام عزمى تتحدث مع ولدها عن سوء اختياره وانه لم يسأل عنها جيداً، رغم انها لم ترى من قمر غير الخير وكانت في خدمتها، لكن المرأة ملىء الشك راسها واصبح عقيدتها، فراحت تُناصب قمر العداء بدون سبب بُين، وبلا حديث لَينّ، وقمر تتجاهل الاساءة من اجل عزمي ومن اجل عمرها الكبير، وفي يوم نادتها قمر بامي،لكن المرأة ردت : لستً امك فلا اعلم لك أم.
هنا وضعت الزيت على النار فثارت قمر عليها : كيف لا تعرفين لي ام ؟! امي إحسان وابي عثمان الأ تعرفيهم؟!
ام عزمي : لا هذه ليست امك وهذا ليس والدك ولا اعلم اين والدك ووالدتك. الا انت تكوني ابنة حرام مثل ما يقول الناس.
قمر وهى غاضبة ثائرة: وهل ابنة الحرام لها هوية شخصية ومعلوم والدها والدتها في هويتها؟!
لقد تحملت منك الكثير من أجل عزمي ومن أجل كبر عمرك،لكن ارجوك. لا تدفعيني للرد عليك.
ثم تركتها وصعدت الى شقتها، عاد عزمي من الخارج وقصت عليه امه حديث مكذوب وشهدت اخته بشهادتها الباطلة، وقالوا لقد تزوجت ابنة حرام تسيء الى والدتك وتتعدى عليها بالالفاظ والسب.
غضب عزمى وصعد الى قمر وتشاجر معها كيف تسبين امي ؟!
ردت قمر عليه بما حدث منها وكيف ترد عليها الاحسان بالنكران،والادب بالاساة،وقولها انها ابنة حرام.
كان عزمى ضعيف الشخصية لا يستطيع مواجهة الموقف ووضع حد بين النسوة وكان كل ما يستطيع قوله لقمر : لا تنزعجي منها فهي مثل امك.
وكثرت المشاكل لكن قمر لم تحكى شيء الى والدها عثمان او والدتها ابدا،فكانت تخفي في نفسها كل هذه المشاكل،حتى عندما تزورها والدتها واخوتها عصام ودعاء لا تتحدث. الا بكل خير. وانها سعيدة.
لكن لم يستمر الوضع كثيرا على هذا الحال. لقد كثرت المشاكل بين والدة عزمي واخته مع قمر،وعلمت إحسان بما يحدث مع قمر، فذهبت اليها ونهرتها وحدث شجار بينهن واخذت معها قمر على أثرها،وعندما علم عثمان بذلك طلب مقابلة عزمي للحديث معه وحل هذه المشكلة.
حضر عزمى الى بيت عثمان ورحب به وجلسا يتحدثان فى حل جذري لهذه المشكلة.
عثمان: انت تعلم يا ولدي اننا لم نُخفي عنك شيء، لقد اخبرتك بقصة قمر وماذا حدث مع والديها،ولكن إدعاء والدتك لها كثيرا انها ابنة حرام هذه إهانة لابنتي ولن ارضى بها ابدا.
عزمى يطاطأ راسه ثم يرد.: نعم اعلم قصتها لكن والدتى سيدة كبيرة في السن وقد سمعت الشباب يهتفون امام البيت بما سمعت وشاهدت، ووالدتى إمرأة تشك في كل شيء مع الاسف،فماذا افعل معها هل اضربها؟!
هنا انتفض عثمان قائلا : هل تريد منى ان اقول لك اضربها،لا بالطبع انت ولدها ويجب عليك برها حتى وإن كانت كافرة، لكن يجب ان نبعد الزيت عن النار.
عزمى لم يفهم مراد عثمان نظر له بتعجب وقال: كيف هذا؟ ماذا تريني ان افعل يا عماه؟
عثمان: تاخذ شقة بعيد عن امك واختك بحيث لا يوجد إختلاط بينهما ،ولا تترك والدتك بالطبع تكون انت في خدمتها،وانا اقترح عليك ان تستأجر شقة قريبة من بيت والدتك. هذا افضل حل للمشكلة.
صمت قليلاً عزمى ثم قال: لكن احوالي المادية لا تسمح بذلك؟!
عثمان: نعم اعلم بذلك لذا اقترح عليك أن تُأجر شقتك وبالمال الذي تأخذه منها تدفع به للسكن الجديد.
صمت عزمي وظل يفكر في حديث عثمان كثيرا ثم وافق على هذه الفكرة.
وعندما عاد الى البيت اخبر والدته بالاتفاق المبرم.
صرخت والدته. وظلت تلوم ابنها كثيرا : لقد ملأت عقلك وقلبك بالسم،هذه ابنة حرام تريد ان تُبعدك عني وتترك امك التى تعبت من اجلك وظلت تبكي.
عزمي : يا امي انت وهى لا تتفقان ابدا. انت تسبيها كثيرا وهى لم تعد تتحمل،ولن اتركك بالطبع،لكن سوف استأجر شقة بالقرب من هذا الشارع كي اقوم براعيتك ايضا،لكن تبتعد هى عن هنا.هذا هو افضل قرار حتى نتجنب المشاكل والخلافات بينكن.كانت لعزمى غرفة مغلقة لا احد يدخلها فوق سطح البيت كان دائم التردد عليها ويغلق خلفه الباب.
وكان لا يستطيع الابتعاد عنها. حاولت ام عزمي ان تثني ولدها عن قراره لكن رفض.
وبعد ان انتقل الى السكن الجديد حدث شيء جديد
ترى ماذا حدث وماذا سيحدث ؟
تابعونى

بنت الحرامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن