في ليلة 21 من شهر ديسمبر..
.
.
امتلأ المنزل ببعض أصوات الضجيج... -"امممممممم.. ما هذا؟ ألا يمكن للنائم الحصول على قسط من الراحة في هذا المنزل؟"
نهضت "عهد" البالغة من العمر تسعة عشر عامًا، بشعر بني أشعث مموج بالأسود، قد نال من مظهره طقوس نوم صاحبته!
قامت "عهد" بخطوات متثاقلة، تسير نحو باب غرفتها؛ متسائلة عن سبب هذا الضجيج الذي أخرجها من عالم أحلامها المريح.
. -" اه، يبدو أن المزيد من الثلوج تتساقط الليلة، أتساءل كيف سيكون رداء الأرض في الغد؟"
قالت ذلك بينما اختلست النظر من نافذة الغرفة.خرجت من باب غرفتها بهدوء كعادتها..
. - "الممر هادئ كبقية الأوقات، لا أسمع سوى وقع خطواتي..، إذًا لا بد أن الضجيج قادم من الأسفل!".
أخذت تنزل من السلم بخطوات هادئة، حتى لفت انتباهها منظر مدخل المنزل!
." لا تقل لي أنهما ذاهــبــان الليلة؟ "
في لحظة، تلك الخطوات الهادئة، تحولت إلى ركضة سريعة صوب مدخل المنزل.
. -" أمي.. أبي، أيـ.. أين تذهبان هـ.. ألم نتفق بالبقاء سويًا في المنزل هذه الليلة؟"
كانت يداها ترتشعان، و عيناها تبحثان الجواب من والديها..
نظر الوالدان لبعضهما برهة، ابتسمت الأم تلك الابتسامة الهادئة المطمئنة:
" لا تقلقي عهد.. سنعود غدًا صباحًا في موعدنا، كما اعتدنا كل عام يا ابنتي، ليس عليك القلق لهذا الحد".أضاف الأب: "إنه اجتماع سنوي مهم يا طفلتي، لا نستطيع تأجيله كما تعلمين، سنبذل جهدنا لإنهائه سريعًا، و العودة في أقرب وقت، لذا لا داعي لقلقك؛ إنه مرهق لك! "
-" عليك العودة للنوم الآن، لابد أنه منتصف الليل الآن، ليالي ديسمبر باردة لا تنسي الاهتمام بنفسك، خذي بعضًا من الشراب الهادئ، و لا تنسي أن لا تقومي بفتح الباب للغرباء".
لم تنبس" عهد" بكلمة، إذا أنها في عاصفة من التساؤلات بداخلها..
-"كيف؟.. كيف يقومان بهذا من جديد؟ ألم يكتفيا؟.. لم تغادرنا "أمل" إلا العام الماضي!، و بكل سرور ذاهبان للاجتماع من جديد؟.. لا أصدق هذا؟ ".بعد لحظات، أدركت موقفها، ابتسمت بهدوء، ملوحة لهما:" خذا حذركما في الطريق، سأنتظركما"
غادر الوالدان تحت تساقط الثلوج، و نظرات ابنتهما من الخلف تتمنى أن لو استطاعت إيقاف ذلك المحرك..
عادت "عهد" أدراجها للداخل بهدوء، أغلقت الباب و النوافذ ممتثلة لنصيحة والدتها..
. "هل حقًا سيحين دوري في المغادرة هذا العام؟، إنه ذات اليوم 21 من ديسمبر بعد منتصف الليل!، والداي ذهبا للاجتماع، و بقيت في المنزل، لكن هذا العام ليست معي*أمل*"
.
.
حضرت "عهد" شراب الماء الدافئ بالليمون، و حينما أخذت ترشف منه، إذا بها تسمع حركة غريبة في المنزل!الغريب أنها ليست حركة غير مألوفة!
" يا إلهي من هنا؟.. اخرج حالًا ألا تفهم؟ "
و ما هي إلا لحظات، و كبيرة في السن قد خرجت من إحدى الغرف، تعلو ملامحها ابتسامة شرسة، عيّناها ممتلئتان بالشخص الذي يقف أمامها!
أنت تقرأ
"صَفَق"
Mystery / Thrillerبين ليالي الشتاء المقمرة~ استيقظت فتاة التاسعة عشر بعد منتصف الليل، و كأن الأيام عادت بها للعيش مجددًا بين ذكريات العام الماضي..