الفصل الأول : عودة الحواء الضالة (I)

64 9 3
                                    

لا تُناجي الله مني، فأنا نقمته عليكَ .
______________________________
------------------------------------------------------
٢٠١٥/١٠/٩

الحذر واجب و يجدر بك أن تكون عليم بما تتعامل معه، ام لك رأي آخر ؟

توضب المائدة وشعرها الأسود يغطي وجهها الملئ بالكدمات، عينها العسلية فرغت نظرتها، خففت من حدة عقدة حزام الزي التقليدي و جلست بهدوء، حياة صارت منذ موت امها عبارة عن تنظيف و طبخ اكل ثم ضرب و نوم،  يتحجج الجميع بحبسها داخل المنزل انها مريضة، وحش ، معتلة إجتماعيًا، اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع الذي لم يترك له فرصة حتى لا تعاديه.

" أرفعي وجهك ولا تترسمي البؤس  " قالها رجل صحيح البنية طويل الشعر و هو يسحب شعرها حتى ترفع رأسها،  صوته الخشن بجانب أذنها هو أكثر ما كرهته، لم تحمل له مشاعر قط، هو ليس بزوج أختارته حتى تهيم به، و لم يأخذها بالترهيب و العنف حتى تتمنى له الإحتراق في الجحيم، لكن الكره تكون دون سبب تجاه صوته .

كان فقط بائس من بؤساء الحرب الذين اظهروا بسالة لا تُجابه و لسوء حظهم فقدوا طرفًا منعهم من استئنافها، لذا كُلف بالزواج من وحشٍ أدمي من عائلة يُخشى حسها .

"فضلًا ، أرغب بتناول الطعام بهدوء لمرة أخيرة " قالتها و هي تضع عدة لقيمات من الأرز بفمها .
" مرة أخيرة ، مرة أخيرة بالفعل "رمى الأرز فنظفت وجهها بروية قبيل أن يقبض على شعرها و يبدأ برج رأسها .
" اتنوين الهروب ام الفضيحة ام انك بالفعل وجدت طريقة لها ؟" كلا ليست غيرة مبالغ بها او فرط تقدير لمهمته، بإمكانها تخمين خمود فتيله من دمعة ترقرقت في طرف عينه؛ حسرةً على حالِه، و يال بؤس الإنسان، يعانده القدر ليرد العند بأغبى طريقة ممكنة، الإنتحار المقنن .

قررت منحه سببًا أخيرًا يكون الوسيلة لخلاصه الأخير بصورة شهادة لطالما تمناها، فقط في ميدان المعركة "دعني اخمن ، انت تخشى أن أكون قد تحكمت بقدرتي، أنا فقط ضقت ذراعًا من حياة الطيور هذه "
رمى رأسها على الطاولة بعنف و أمسك برقبتها مشرعًا بعملية خنق بطيئة : " قدرة و تحكم ؟ و أنا اخشاك ! يبدو انه جن جنونك بالفعل "

"لو كنت لا تخشاني ، لو كنت لا ترتعد لفكرة حياتي فلماذا كل هذا الهراء، ام انك بالفعل عجزك عن المشاركة بالحرب لبتر قدمك هو ما يثير غيظك، تخشى فكرة أن هناك من هو أكثر منك قدرة بمنزل واحد، تخشى فكرة انك لا أهمية لك عند من تتودد لهم و إن أمكن لسجدت لهم أيضًا، تخشــ"  من دواخلها قالت و بتر جملها بصفع و لكم بكل ما يملك من جهد أراد اخراس فمها ، أراد أن يبتر الحقيقة من ثنايا عقله قبل عقلها أراد أن يدفن عجزه للأبد خلف ستار الإنكار .

وجد أنها صمتت بالفعل و جسدها تهالك بين يده و تصبغت صفحة وجهها الغير نقية بدم داكن يسيل من أنفها و فمها ، أدار وجهه و هذا كان خطأه الأخير ، خطأ حسابه سيكون عسير جدًا، لقد بلغ السيل الزبى .

سماء ويبلد ¶عيادة الصحة النفسية¶¶Whiebled sky¶حيث تعيش القصص. اكتشف الآن